على وقع الأمطار يتأهب حجاج بيت الله الحرام لبدء شعائر الحج لهذا العام، في وقت وصلوا إلى بيت الله الحرام منذصباح اليوم الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثانيإلى منى لقضاء يوم التروية مهللين مكبرين، فيما تبدو السماء فوقهم ملبدة بالغيوم التي تنذر بمزيد من المطر.

أمل إسماعيل من مكة المكرمة: كانت أمطار غزيرة قد بدأت صباح اليوم تربك حركة الحجاج في مشعر منى قبل يوم واحد من بدء شعائر الحج لهذا العام، على معظم انحاء منطقة مكة المكرمة فيما تتوقع إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد و حماية البيئة في السعودية استمرار هطول الامطار طوال هذا اليوم على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مفيدةً بأن سرعة الرياح الجنوبية الغربية في مكة المكرمة ومشعر عرفات بلغت 12 عقدة فيما بلغت في مشعر منى 15 عقدة.

وتابع الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا عملية تصعيد الحجاج إلى منى، كما تابعها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية, وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج .

ووجه النائب الثاني وزير الداخلية تعليماته للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان، ويسهم أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، يساندهم في ذلك أفراد الكشافة.

وقد تمت عملية انتقال حجاج بيت الله الحرام بدقة وانضباط ومرونة بفضل المتابعة المستمرة من جميع الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن التي تساهم في تحقيق النجاح لخطة تصعيد الحجاج , هذا وقد لوحظ توفر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى . واكتملت في منى جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن , وفق ما هو مخطط له. فقد أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي , ومراكز هيئة الهلال الأحمر السعودي. كما أقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم، عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية .

كما قامت الحكومة السعودية بمحاصرة كل مداخل المشاعر المقدسة ومخارجها، وعدم السماح بالمرور إلا لمن يحمل ترخيص الحج تحت شعار ( لا حج من دون ترخيص)، وذلك لإيقاف مشكلة الافتراش، تلك المشكلة التي كانت عائقًا كبيرًا أمام خدمة الحجيج طول الأعوام الماضية , وقد تكفل كل مطوف بأخذ حجاجها إلى جسر الجمرات , وتعليمهم الطرق المناسبة والنافذة وكيفية رمي الجمرات في يوم الرمي, وذلك تفاديًا لأي مشاكل قد تقع أثناء الازدحام في يوم الرمي.

quot;إيلافquot; تابعت رحلة الحجيج في أول أيام حجهم وشاهدت فرحتهم , وهم يهللونquot; لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لكquot; , والتقت بمجموعة منهم وعند سؤالنا عن أحوالهم في هذا اليوم أجابت هدى السيد من جمهورية مصر العربية أن فرحتها لا تقدر بثمن , وأن تجربة رمي الجمرات التي قامت بها مع مجموعة المطوفين أسعدتها , فقد كانت تحمل هم هذا اليوم لكثرت ما تسمع به من إصابات , وعن الخدمات المتوفرة في المشاعر.

وأكد الحاج أحمد الأهدل أحد الحجاج القادمين من داخل الأراضي السعودية أن كل شيء منظم حتى الآن ولكن الخطر من انتقال عدوى الأمراض ولكن أمله في خطة الحكومة السعودية كبير , فقد شاهد عدد المسعفين المتناثرين في كل أرجاء منى , وهذا ما يجعله أكثر اطمئنانًا .

وعن اختلاف هذا الحج عن سابقه، أكدت فاطمة باجابر أحد الحجاج القادمين من داخل الأراضي السعودية إن آلافًا من الكوادر الطبية، ورجال الأمن وكل تلك المطويات التي تحمل الكثير من التوعية والإرشاد توزع في كل مكان، وكل هذا يجعلني أقول أن حج هذا العام سيكون مختلفًا عن كل الأعوام، فقط لو تعاون الحاج مع رجل الأمن وطبق كل التعليمات.

وعن استعدادات رجال الأمن لحماية وسلامة الحجيج سألنا أحمد النفيعي احد الضباط المسؤولين في المشاعر، إذ قال إن الآلاف من الضباط جاؤوا من كل أنحاء المملكة لنيل شرف خدمة حجاج بيت الله , هذا بعد تدريب وتوعية من قبل الحكومة لنا، لنكون على قدر المسؤولية وهذا الشرف العظيم، وعن جديد هذا الحج عن غيره أضاف النفيعي، الجديد في التدريبات التي قام بها حراس الأمن، وتأهيلهم طوال العام لهذه الأيام المباركة، إضافة إلى قيام بعض الجهات بتعليم الحجاج طرق الحج الصحيح، وخاصة عند جسر الجمرات ليكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا، ولنقلل من مشاكل الاختناق عند رمي الجمرات ومشكلة الافتراش وهذه أهم المشاكل التي واجهتنا طول الأعوام الماضية.