تواصل هطول الأمطار بغزارة على مدينة جدة مصحوبة بعواصف رعدية اجتاحت المدينة الساحلية في السعودية منذ مساء أمس الثلاثاء، وأدت إلى تكوين سيول تسبّبت بإغلاق طريق جدة ndash; مكة القديم، وأوقفت الحركة المروريّة بسبب ارتفاع منسوب المياه في حي النسيم. وعلى الرغم من استمرار هطول الأمطار، لم يُعلن عن وقوع أي حوادث أو الإبلاغ عن مفقودين خصوصًا في الأحياء التي تعرضت لما اصطلح عليه اعلاميًا في السعودية بـquot;كارثة جدةquot; التي وقعت في 25 من الشهر الماضي،وحصدت أرواح 122 شخصًا وعشرات المفقودين وخسائر تقدر بثلاثة مليارات ريال.
جدة: كانت ليلة البارحة شهدت استنفارًا للدفاع المدني السعودي وفرق الإخلاء الطبي إثر هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية حيث اتجه الدفاع المدني لمجاري السيول ومجاري الأودية لرصد أي خطر قد يشكل كارثة إنسانية في حال واصل تقدمه تجاه الأحياء التي تقع بمحاذاة الأودية أو في بطولنها مثل حي الصفاء وقويزة. وقالت مصادر لإيلاف إن بعض الكليات الجامعية في جدة قد أخلت الطلاب منذ ظهر أمس بعد ورود تحذير للأرصاد السعودية تؤكد هطول أمطار من الساعة 1 إلى الى الساعة 3 ظهرًا بتوقيت السعودية.
وتفاعلت إذاعة جدة مع التحذير وتابعت الموقف بإطلاق تحذيرات ونقل الوضع كاملاً لأهالي جدة تحسبًا لتفاقم الأحداث. وتأخر المطر حتى بدأ في الانهمار عند الساعة التاسعة تقريبًا مصحوبًا بعواصف رعدية ورياح قدرت سرعتها بـ65 كلم وهو الأمر الذي دعى الأهالي للخوف والحذر والتوجه نحو مناطق أمانة ومرتفعه في مدينة جدة خصوصًا جزئها الشمالي. وكان الدفاع المدني قد أعلن عن وضع صافرات إنذار قريبًا من الأودية وبحيرة المسك والسدود المرشحة للفيضان فيما لوتابع المطر في الانهمار بقصد تنبيه السكان المجاورين. وتوجهت الأمطار إلى مكة بعد انحسارها في جدة وبدأت على الفور فرق الدفاع المدني في العاصمة المقدسة بعمل احتياطاتها الأمنية تحسبًا لأي تطورات.
التسلسل الزمني لكارثة جدة
الأربعاء 25-11-2009، أمطار غزيرة تهطل على مدينة جدة الساحلية وتستمر لعدة ساعات دون توقف وحصيلة اولية تفيد بوفاة 10 مواطنين وإنقاذ أكثر من 100 شخص.
* الخميس 26-11-2009، الدفاع المدني السعودي يعلن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء الامطار الغزيرة والسيول الى 48 شخص، وإنقاذ 900 آخرين حاصرتهم الأمطار، وتعلن عن استخدامها القوارب المطاطية في عمليات الانقاذ.
* الجمعة 27-11-2009، مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة يدعو الأهالي إلى الابتعاد عن تجمعات المياه والسيول خشية الأمراض التي قد تسببها، والإعلان عن ارتفاع حصيلة الضحايا الى 83 شخصًا، وسط مخاوف من تعرض المدينة لسيول جديدة، وطائرات الدفاع المدني تواصل محاولاتها لانقاذ المحاصرين وسط المياه.
* السبت 28-11-2009، الإعلان عن ارتفاع حصيلة الضحايا الى 106، والمحامي السعودي وليد أبو الخير يقول انه سيقاضي أمانة جدة مؤكدًا أن عائلات ضحايا السيول تدعم مسعاه وأنه يعتزم التنديد بفشل نظام الصرف الصحي في المدينة.
* الأحد 29-11-2009، محاولات الانقاذ مستمرة في المدينة المنكوبة، واهتمام اعلامي غير مسبوق بالسيول وما خلفته من اعداد كبيرة من الضحايا، وكُتّاب سعوديون ينتقدون أمانة جدة ويتهموها بالتقصير وعدم تقدير الأمور على نحو جيد.
* الاثنين 30-11-2009، كارثة جدة تلقي بظلالها على سفر حركة سفر وعودة الحجاج الى بلدانهم نتيجة تأخر رحلاتهم بسبب تعطل النظام الآلي في مبنى الحجز، الأمر الذي يدفع المسؤولين الى انهاء اجراءات المسافر يدويا، فيما تستمر عمليات البحث عن مفقودين.
* الاثنين 30-11-2009، مساءً يعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز تشكيل لجنة تحقيق في كارثة جدة ويمنحها صلاحية استدعاء أي مسؤول للتحقيق، ويترأس اللجنة الأمير خالد بن فيصل حاكم منطقة مكة، ويوعز للجهات المختصة بصرف تعويض يبلغ مليون ريال لكل عائلة ضحية، وتقديم مساعدات وإيواء جميع المتضررين جراء الفيضانات.
* الثلاثاء 1-12-2009، ترقب رسمي وشعبي لبدء لجنة التحقيق أعمالها، وإشادة واسعة باهتمام الملك وقراره تشكيل اللجنة وتقديم مساعدات عاجلة لذوي الضحايا، بينما تواصل السلطات جهودها وتنفيذ خططها الاحترازية بشكل واسع في المؤشرات عن استقرار وضع بحيرة quot;المسكquot;.
* الخميس 3-12-2009، عمليات البحث عن مفقودين مستمرة، والإعلان عن اسماء 108 متوفين جراء السيول، والدفاع المدني ينشأ مركز اسناد للطوارئ لمتابعة مستجدات السيول ومحاصرة بحيرة المسك.
* السبت 5-12-2009، اللجنة المشكّلة من قبل العاهل السعودي للتحقيق في كارثة جدة تعقد اول اجتماعاتها برئاسة الامير خالد الفيصل، وبحسب ما تمخض عن الإجتماع فإنه تقرر تشكيل عدة لجان منبثقة وتم تكليفها بمهام اولية ياتي في مقدمتها حصر الأضرار والبدء في ترتيب صرف الاعانة الحكومية لذوي الضحايا البالغة مليون ريال لكل أسرى متوفى.
* الأحد 6-12-2009، مجلس الشورى السعودي يؤكد دعمه لاعمال لجنة التحقيق في كارثة جدة، ويشيد بصدور الأمر الملكي بهذا الخصوص، ويشير الى انه سيعمل من جانبه على متابعة تداعيات فاجعة سيول جدة عبر ما يكفله له نظامه وصلاحياته الرقابية.
الاثنين 7-12-2009, اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق تطلق موقعًا إلكترونيًا وتشرك المواطنين والمقيمين في الإدلاء بمعلومات تفيد التحقيق, وتبدأ باستدعاء شخصيات من داخل وخارج أمانة جدة وسط شائعات عن منع لبعض المتورطين من السفر.
الأربعاء 9-12-2009, المتحدث الإعلامي لأمانة جدة أحمد الغامدي يتحدث لإيلاف quot;نحن متهمون...والتحقيق لن يتوقف عند الفقيهquot; ويروي لإيلاف التسلسل المتوقع للمتوقع مثولهم أمام لجنة التحقيق.
الخميس 10-12-2009, ارتفاع عدد القتلى إلى 116 قتيل وتضاؤل فرص العثور على ناجين.
السبت 12-12-2009, الدفاع المدني يعلن العثور على 5 ناجين من عائلة واحدة فيما يرتفع عدد القتلى إلى 120 قتيلاً فيما تقلص عدد المفقودين إلى 32.
الخميس 17-12-2009, تضاؤل فرص العثور على ناجين بعد الكارثة وارتفاع عدد القتلى إلى 121 ولجنة التحقيق تواصل عملها دون إعلان مجريات التحقيق.
الاثنين 21-12-2009, ارتفاع عدد القتلى إلى 122 بحسب بيان الدفاع المدني وجهود التطوع تستأثر بالمشهد في جدة.
إيلاف ستتابع معكم تطورات الوضع أولاً بأول
التعليقات