عبدالرحمن مصطفى : بعيدا عن المدارس ذات الأجور المرتفعة، والمعلمين ذوي الخبرة والسمعة ، كان بعض الشباب حديثي التخرج يطرق الأبواب التقليدية لمهنة التدريس، ففي الوقت الذي أغلقت فيه أغلب المدارس الحكومية أبوابها بوجه المعلمين الجدد اضطر هؤلاء إلى التنقل بين المدارس الخاصة طوال فترة الإجازة الصيفية لتسجيل بياناتهم على أمل تحديد موعد مقابلة أو اختبار.. وقد أجرت quot;إيلافquot; استطلاعا لأراء بعض هؤلاء الشباب للتعرف على حال مهنتهم وطموحاتهم المستقبلية.

يقول عمرو السيد (28 عاما) quot; منذ أعوام وأنا أقوم بنفس النشاط كل صيف.. اتجه إلى المدارس الخاصة، أسجل بياناتي على أمل تحديد موعد اختبار أو مقابلة. لكن للأسف.. لم أوفق في معظم المرات، فمشكلتي أن تخصصي في كلية التربية كان في مادة الفلسفة والمنطق التي يتم تدريسها لطلبة المرحلة الثانوية، وأغلب المدارس الخاصة لا تقبل أن توظف لديها مدرسا جديدا بدون خبرة في تلك المرحلة الدراسيةquot;، ويضيف عمرو أنه إتجه إلى العمل في مهن مختلفة خلال الفترة الماضية، كان آخرها التدريس في المراكز التعليمية الخاصة ضعيفة الأجر، في غير تخصصه.. ويضيف: quot; هذه المهنة هي قدري الذي حددته دراستي الجامعية، ورغم ذلك.. لا أشعر حتى الآن أنني مدرس حقيقي..!quot;.

هاني عادل (23عاما) خريج كلية الآداب - جامعة الأزهر، شهد هذا الصيف أولى تجاربه في البحث عن فرصة عمل جديدة في مجال التدريس، يقول عن ذلك : quot; في الفترة الماضية كنت أعمل في مهن بعيدة تماما عن مؤهلي العلمي، ربما اعتمدت أكثر على المجهود البدني، قررت أن أترك تلك المهن بغير عودة واتجه إلى التدريس، كنت قد أجريت عددا من الاختبارات في مدارس خاصة لا استطيع أن أصفها سوى بأنها لا تراعي واقع ان البعض ما زال يخضوض تجربته الأولى.. بعض الاختبارات كانت تحريرية امتدت لثلاث ساعات، وأخرى اعتمدت على مقابلة طاقم الإدارة، وأحيانا كان يطلب منا شرح أحد الدروس على الفور، وهو ما يمثل مأزقا للبعض..quot;

أما محمد جمال (27 عاما) الذي امتهن مهنة التدريس منذ خمسة أعوام، فقد ذكر انه يسعى للانتقال إلى مدارس الأحياء الراقية على أمل التدريس لطلبة مستواهم المادي جيد ، يقول محمد: quot;المرتب ليس مشكلة.. المرتب المتوقع من مائة وخمسين إلى مائتين وخمسين جنيها شهريا.. لذا فالدروس الخصوصية هي أساس دخل المعلم، وكلما ارتفع المستوى المادي للطلبة، كلما أثر ذلك على حصيلة دخل المعلم من الدروس الخصوصية، فلا يوجد معلم يعتمد على مرتبه فقط quot;.

سمير علي (27عاما) خريج كلية الآداب ndash; قسم اللغة الإنجليزية، جاء من إحدى المحافظات التي تبعد عن القاهرة حوالي مائة وخمسون كيلومترا لينضم إلى طابور طويل من الشباب الباحث عن وظيفة مدرس في المدارس الخاصة..ولدى سؤاله عن سبب مجيئه للقاهرة، أجاب: quot;هنا فرص العمل أكثر، أستطيع أن أجد مدارس لغات كثيرة.. أما في مدينتي الصغيرة المزدحمة بالسكان، فلا توجد فرص عمل مثل القاهرة، وقد زرت العديد من المدارس على أمل أن تقبلني إحداها، كما أنني أحاول أن أقوم بإعطاء دروس خصوصية في نطاق ضيق وفي بعض المراكز التعليمية، وما زلت في بداية الطريق.quot;

أحد الشباب تحدث عن عامه الأول في البحث عن وظيفة مدرس: quot;هذا هو عامي الأول الذي أجرب فيه التقدم لوظيفة مدرس.. الحقيقة أنني لم أشعر بارتياح حتى الآن، فأغلب المدارس التي تقدمت إليها اكتفت بالاحتفاظ بطلب التوظيف دون أن تحدد لي موعد مقابلة أو اختبار، وبعضها اعتذر عن قبول مدرسين جدد، وعندما كنت أسأل عن الخطوة التالية بعد تسجيل بياناتي في طلب الوظيفة، دائما ما كانت تأتيني الإجابة بقولهم.. سنتصل بك بعد الاطلاع على الطلب، ونادرا ما كان يحدث هذا، وإن حدث فيكون من مدرسة متواضعة الحالquot;.. ويختتم قائلا: quot;إحدى المدارس عرضت على أن أعمل مدرسا للكمبيوتر بسبب خبرتي في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر وذلك مقابل مائة وثلاثون جنيها شهريا (ما يوازي 23 دولار أمريكي)، علما بان المصاريف السنوية التي يدفعها الطالب لهذه المدرسة تجاوز الألفين وخمسمائة جنية سنويا..!quot;


[email protected]