الدراويش والحناجرية يغزون الديار

عبدالرحمن مصطفى :ما القصة..؟ لماذا كثر الدراويش والحناجرية في أوطاننا..؟سؤال... لم أجد إجابة له بعد..!

أصبحت الكلمة تقال هنا و هناك، فتجد ألف لسان يلوكها ثم يبصقها في أقرب وجه.على ما يبدو فإن الدراويش قد بدأوا حملتهم لصنع الأعاجيب بين البلاد والعباد، حيث يمتاز شعب الدراويش بقدرته على توحيد الجميع على بضع كلمات ببضع كلمات دون تقصي للحقائق، أو نقد للدقائق، فتلك الأمور ليست من ضمن حسابات الدراويش، فغايتهم أن يصبح الجميع متشابهون في الآراء وفي الطباع.. بأي وسيلة كانت.

يمتاز شعب الدراويش أيضا بطبقية فريدة، ظاهرها المساواة، وباطنها التمييز الواضح على أساس القدرة على الإبداع. نعم ..(!) فمن بين الدراويش مبدعون. والمبدع لديهم هو من ينجح في صنع فكرة توحد بين الجماهير، من ينجح في تحويل الجميع إلى ببغاوات تردد أفكاره دون مراجعة.. فيضم بذلك مزيدا من الوجوه الجديدة إلى شعب الدراويش .

أتريد المزيد عن ثقافة شعب الدراويش..؟انظر إلى هذه الرسائل..!
في بريدك الالكتروني.. رسالة تكتشف معجزة إلهية، وملحق بها صورة صنعها أحدهم عبر برنامج الفوتوشوب.ورسالة تزعم أنه باستطاعتك أن تكسب مليار حسنة.رسالة أخرى من مجهول يطلب منك أن تمررها فقط إلى آخرين كي تكسب مزيدا من الحسنات، فتكون من الصالحين .وعلى هاتفك الجوال رسائل أخرى.وبإمكانك أن تكون وطنيا عظيما، أوحتى داعرا لئيما، فقط.. بأن تمرر رسالة إلى آخرين .

وفي مكان آخر، إشاعة تملأ البلاد عن أضرار شركة المياه الغازية الفلانية التي تحوي منتجاتها نسبة من الكحول، ورغم أنه لم يثمل أحد بعد من منتجات الشركة، إلا أنه عليك أن تصدق ما قيل، ويجب أن تروجه، حتى يظهر لك أحد أعداء شعب الدراويش فيثبت العكس. إشاعة أخرى عن شركة أخرى تستخدم في منتجاتها شحم الخنزير. يا الله، حتى الخنازير لم تسلم منهم، فاتهموها زورا وبهتانا بأنها وراء مؤامرة.أما الشركة الثالثة فهي تدعم الصهاينة، ألم تروا كيف كان مالكها يصافح أحد الصهاينة بحرارة.سبحان الله! وماذا في ذلك؟ لقد رأيت أحدهم في التلفاز ndash;من دون ذكر أسماء- يصافح أحد الصهاينة بحرارة أيضا.

أما آخر إشاعة، فهي عن شركة غربية خبيثة تدبر فكرة جديدة للاستهزاء بالمسلمين. قاطعوها .في النهاية، يتضح أن كل ذلك أكاذيب يفضحها أعداء الشعب الدرويشي .
وعلى ما يبدو فإن الغاية تبرر الوسيلة لدى الدراويش، فبعضهم يريد مقاطعة الأعادي بترويج الشائعات .

وكل هذا قد يدفعك في النهاية إلى أن تغامر وتفكر في اتجاه آخر مخالف للفكر الدرويشي. بل قد تصل بك الجرأة إلى أن تعتقد أن هناك من يهزء بنا عن طريق الدراويش، وأن الدروايش ما هم إلا وسيلة بين يديه يروج بها تلك الإشاعات للسخرية منا ، ونحن نوزعها بعد ذلك فيما بيننا مجانا، لأعترف أنني أحيانا ما أفكر أن ناشر تلك الإشاعات هو مكذبها .ربما أكون قد أصابتني حمى التفكير التآمري..

في مكان آخر، وموضع آخر. يطلب منك أن تلعن كل ما حولك، و إلا.. فلتكتف بالمشاهدة فقط، أو أن تصبح مطرودا من قبيلة الحناجرية .ولمن لا يعلم عن قبيلة الحناجرية فهي قبيلة أصلها من أرض الجحيم، تغزو البلاد، وتهلك العباد، وما وطأت أرضا إلا وأهلكت أهلها، وفرضت ثقافتها الحناجرية عليها.قبيلة الحناجرية يمتد نسبها الشريف إلى شعب الدراويش الذي أخرج لنا العديد من القبائل الشهيرة أهمها quot;الحناجريةquot;.والحناجرية عرب عاربة، شمسهم غاربة يمضون أوقاتهم في فن الكلام الغاضب عن المحتل والغاصب، وكل ذي رأيي بينهم هالك، مهما اتخذ من مسالك، الآراء عندهم تصدر فقط عن زعماء القبيلة، أما العامة، فيرددون... يتحمسون.. ويتعاركون.

لقد غزت الحناجرية شعوبا قبلنا، فجعلتهم يتخذون الكلام سبيلا للبقاء، أو للظهور أو لاستبدال الكراسي فيما بينهم. وما تركت شعبا إلا وكان ممزق الأوصال، فها هي روما قد سقطت بعد أن تبنت الثقافة الحناجرية، وها هم العرب قد سقطوا قديما بعد أن حكمهم بعض الحناجرية الذين نشروا أفكارهم الفاسدة بينهم هناك.
ترى من القادم ..؟؟يقال ان الدراويش والحناجرية قد وصلوا الى اميركا وبدأوا بصنع أعاجيبهم هناك. على ما يبدو أنه أخيرا قد أصبح بيننا وبين أميركا شيء مشترك .

لقد كثر الدراويش والحناجرية وأغرقوا البلاد، وغيروا الناس وبدلوا أحوالهم، وزادوا في التوترات والقلاقل. وبقي الفساد كما هو دون مساس، وما زال الدراويش والحناجرية من كل حدب ينسلون .وأنا بقيت وحدي في انتظار مهدي.. عالم.. صاحب رأي.. سيفه القلم.. وقوته الإصلاح .. يكتب له الله النصر في quot;هرمجدونquot; الفاصلة بين بني درويش وحنجرة وبين أتباع المهدي .وبعدها.. يسود السلام .حتى ذلك اليوم.. سأحاول ألا أكون درويشا، وسأعتزل بني حنجرة، لعلي أنجح.


ملاحظة: أي تشابه بين الأسماء الواردة أعلاه والواقع هو من قبيل الصدفة .

[email protected]