من الجنس الى الحقوق المقموعة الى السياسة :
حكايات شابات عربيات بين المدونات
عبد الرحمن مصطفى: مبادرات وحملات ونقاشات تشير إلى تواجد ملحوظ للفتاة العربية على ساحات الانترنت المختلفة، والتدوين هو أحد تلك الساحات التي اخترقتها الحواء العربية دون تردد أو خوف، حيث يوفر التدوين مساحة مجانية على الشبكة تبوح فيها الفتيات والنساء بما يدور في وجدانهن دون قلق، قد تتوارى الأسماء أو الأعمار الحقيقية، لكن يبقى الحضور النسائي مميزا بين المدونات.
موقع كلنا ليلى ..مساحة للنساء فقط
يوم quot;كلنا ليلىquot;.. كان آخر تلك المفاجآت النسائية بين المدونات حيث بدأت الفكرة أولا بين مجموعة من الفتيات، قمن بمراسلة أخريات ثم خصصن يوم التاسع من سبتمبر الماضي للكتابة عن ألام المرأة العربية، وتم طرح مدونة مستقلة للتنويه عن الفكرة ومتابعتها تحت عنوان : http://laila-eg.blogspot.com
في ذلك اليوم.. فوجئ العديد من المدونين بتحول المدونات النسائية للحديث عن قضية واحدة بسرد قصص مختلفة تحمل بطلتها اسم واحد هو quot;ليلىquot;، فجاءت ردود الأفعال بين مؤيد للفكرة ومشكك في الغرض منها، مما اضطر القائمات عليها إلى كتابة توضيحات، جاء فيها : quot; نعلم أن بيننا أصوات تكلمت بعصبية و نبرة حادة، و لكن ذلك بسبب حالة احتقان و كبت طويلة...نثق أنها لن تستمر.quot; ، وأكدن على أن quot;يوم ليلى الأول 9/9 ليس هو الغاية في حد ذاته، بالعكس هو بدايةquot; .
وتصف صاحبة مدونة quot;بنت مصريةquot; ذات السبعة وعشرين ربيعا - إحدى القائمات على هذا اليوم - بأنه كان مجرد quot;يوم للبوحquot; عن المرأة..
أما quot;إيمانquot; صاحبة مدونةلست أدريquot; التي عرضت الفكرة على زميلاتها للمرة الاولى ، فوجهت حديثها للمدونين الذكور قائلة: quot; هدفنا الأكبر هو أن نشارككم جزء مهم و جوهري من عوالمنا المختلفة، جزء مخبأ بعناية في أحايين كثيرة بداخل أختك أو زوجتك أو زميلتك في العمل...جزء قد تشارك في تكوينه بوعي أو بدون وعي أحيانا.quot;
ويعود اختيار اسم quot;ليلىquot; لأصله العربي، وإشارة منهن إلى quot;ليلىquot; التي جسدت شخصيتها الممثلة فاتن حمامة عن رواية quot;الباب المفتوحquot; للروائية لطيفة الـزيات، حيث quot;ليلىquot; الفتاة التي تقف العوائق الاجتماعية ضد طموحاتها.
وبعيدا عن quot;ليلىquot; في مصر، كانت quot;ليالquot; البحرينية صاحبة مدونة quot;إن كنت ذا رأيquot; قد حققت تواجدا ملحوظا بين المدونات العربية خلال ستة أشهر هو عمر مدونتها على شبكة الانترنت.. كان من ضمن أنشطة quot;ليالquot; أن قادت منذ أسابيع إحدى المبادرات الشهيرة بين المدونات العربية أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان، نجحت خلالها في الترويج ليوم تنشر فيه المدونات العربية رسالة احتجاج موحدة مكتوبة بسبع لغات، على أمل التأثير على الزوار، ولفت الأنظار إلى موقف أصحاب المدونات من الحرب .quot;ليالquot; تعتبر أن مدونتها أمر شخصي، ولا ترغب أن يعرف أحد هويتها رغم علم أسرتها، وتقول عن ذلك : quot;حتى عندما ذكر اسمي بجريده الرياض اشتريت الصحيفة وقرأتها بكل هدوء ثم قمت بإخفائهاquot;.
أما المدونة السعوديةهديلquot; فقد اختارت أن تكتب عن موضوعات شائكة تخص المرأة السعودية، ولم تخف quot;هديلquot; قلقها من فتح هذه الموضوعات، وتقول عن ذلك: quot; أكثر موضوع أحاول تجنبه، هو موضوع حقوق المرأة، لأن الحديث فيه يثير جدلاً لا يؤدي إلى شيء.. لكن كل ما سأفعله هنا، هو مجرد عرض صور مختلفة من حياتنا (نحن)..quot;.
قامت quot;هديلquot; بطرح قضايا للمناقشة مثل حاجة المرأة السعودية إلى معرف أو ولي شرعي quot;ذكرquot; من أسرتها يرافقها في قضاء حوائجها، وتناولت مشكلة بطالة الخريجات الجدد.
وكانت كتابتها مادة للتقارير الصحفية، مما جعلها تفاجئ زوارها أحد الأيام بعنوان quot;BBC تشير إلى مدونتيquot;. هكذا كتبت في مدونتها quot;باب للجنةquot; مشيرة إلى تقرير تناول ما كتبته أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان بخصوص فتوى سعودية تحرم التعاون مع حزب الله اللبناني .
تعبر quot;هديلquot; عن جيل جديدة من الفتيات السعوديات أصبحن أكثر قربا من الثقافات المختلفة ومن التكنولوجيا الحديثة، ويحاولن التعبير عن أنفسهن عبر هامش الحرية المتواجد الآن في المملكة العربية السعودية.
حواء أخرى من مصر اختارت أن تناقش مدونتها القضايا الشائكة، لكنها هذه المرة حول الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة، ومن الطريف أن يكون اسم مدونتها على الإنترنت هو quot;مكسوفةquot;.
quot;مكسوفةquot; تعرضت لمضايقات في البداية واتهامات بأنها quot;رجلquot; يتلاعب بمرتادي مدونته، وتقول عن تلك الفترة : quot;في البداية أحب أن أوضح أنني لست رجلا كما أعتقد البعض، ويأتي اعتقادهم هذا بسبب أنهم لم يعتادوا علي امرأة تكتب بهذا الأسلوب، والحقيقة الأخرى التي لا أنكرها هو أنني أكتب باسم مستعار رغم وجود بعض الأصدقاء المقربين الذين يعرفون شخصيتي الحقيقيةquot;.
وعن لجوئها إلى إخفاء هويتها وعمرها والكتابة باسم مستعار تقول : quot;أننا شعوب تدفن رؤوسها في الرمال، وما أتناوله في مدونتي يحدث بيننا كل يوم لكنني كامرأة في مجتمع تحكمه معايير التخلف والازدواجية وما زلت أخشي تقاليد القبيلة التي لن ترحمني، وسيأتي اليوم حتما الذي سأظهر به إليكم جميعا بشخصيتي الحقيقيةquot;.على جانب آخر.. لم تكن القضايا السياسية أو المدنية السبب الوحيد في التواجد النسائي بين المدونات، فقد نجحت المدونة المصرية quot;حلمquot; ذات الخمسة والثلاثين ربيعا في إعداد استقصاء تم تمريره بين المدونات العربية يعبر فيه كل مدون ومدونة عن رؤيته للتدوين وعلاقته بمدونته.
وبكبسة زر على أي من مواقع البحث على الانترنت، يتضح نجاح quot;حلمquot; في نشر هذا الاستقصاء بين عشرات المدونات العربية، مما يتيح للزائر التعرف على ملامح أصحاب المدونات وأهدافهم من التدوين.
كتبت quot;حلمquot; في مدونتها quot;طيارة ورقquot; عن فكرة الاستقصاء: quot;قررت أن يكون هذا الاستقصاء لأعرف كيف ترون التدوين ؟ وهل رؤيتكم له تختلف عن رؤيتي؟quot;.من الجدير بالذكر أن مؤسسة quot;دويتشه فيلهquot; الإعلامية تنظم كل عام مسابقة (أفضل مدونة) بين المدونات المختلفة من خلال موقع رسمي http://www.thebobs.com، يمنح فيها جوائز تحكيمية وأخرى بناء على دعم الجماهير، فهل تنجح المدونات النسائية العربية في تحقيق الفوز بأحد تلك الجوائز..؟، ما زال باب الترشيح مستمرا حتى نهاية هذا الشهر.
والمدونات في الأصل هي صفحات خاصة على شبكة الانترنت توفرها مواقع مجانية كموقع (Blogger) الشهير، وتستمد المدونة سماتها العامة من شخصية صاحبها وهدفه من التدوين.
وقد أضحت بعض المدونات مصدرا هاما للمعلومات، سواء المعلومات التقنية أو المعلومات الإخبارية.
التعليقات