سلوى اللوباني من القاهرة: تميز الروائي quot;جابريل جارسيا ماركيزquot; بالحكي، يروي العديد من الحكايات من خلال رواياته، حكايات تتحول الى جزء من الذاكرة، بمجرد رؤية اسمه على كتاب يدفعك الى توقع مشاهد لن تنساها من خلال قلمه، ينقلك بسطوره الى مواقف حياتية وشخصيات وأماكن من واقع أمريكا اللاتينية، رواياته وقصصه مزيج من الذكريات، والخبرات يحكيها بطريقة بسيطة ومؤثرة، فهو يقول quot;الحياة ليست ما عاشها الواحد منا، بل ما يتذكرها، وكيف يتذكرها، ليحكيهاquot;، وقد ترجمت العديد من أعماله الى عدة لغات، بعد حصوله على جائزة نوبل للأدب عام 82، ولاقت اقبالاً من القراء من مختلف الثقافات، ومن اصدارات quot;الدارquot; للنشر والتوزيع لعام 2006 كتاباً بعنوان quot; quot;الموت رابض وراء الحب وقصص لاتينية أخرىquot;، ضم مجموعة قصص لماركيز، بالاضافة الى مجموعة قصص لأشهر كتاب أمريكا، ترجمة الاستاذ quot;شوقي فهيمquot;.
أدب أمريكا اللاتينية:
يضم الكتاب قصصاً لأبرز كتاب امريكا اللاتينية منهم quot;جابريل جارسيا ماركيزquot; من كولومبيا، quot;كارلوس فوينتيسquot;، quot;جيراردو مارياquot;، وquot;خوان رولفوquot; من المكسيك، الذي صدر له عام 76 مجموعة قصصية بعنوان quot;السهل المحترقquot;، قدم فيها رؤية لحياة الفلاحين في المكسيك، قال عنه النقاد quot;انه روائي لا يندد بالخيانة والظلم فحسب، لكنه يعانيهما في صمت كجزء من وباء الحياةquot;، quot;ميجويل انخيل استورباسquot; من جواتيمالا، الذي نال جائزة نوبل للادب عام 67، عمل سفيراً في باريس، وتناول القضايا السياسية من واقع بلاده في رواياته، quot;كلاريس ليسبيكتورquot; أهم كاتبة في البرازيل، مهتمة بالقيم الانسانية الروحية، من أعمالها quot;جريمة مدرس الرياضةquot;، التفاحة في الظلامquot;، quot;لويزا فانزويلاquot; من الارجنيتين، تعيش الان في مدينة نيويورك وتعمل استاذة في معهد نيويورك للعلوم الانسانية، quot;موريلو وربايquot; رائد قصص الفانتازيا في الادب البرازيلي الحديث، استمر في جمع ونشر القصص الخيالية الشعبية لمدة 30 سنة، كل هؤلاء يقدمون مجموعة قصص تعبر عن عالماً فريداً، عالماً من ثقافات قديمة مختلفة من أوروبا القديمة وأمريكا الشمالية، عالم ملئ بالقضايا السياسية، والاجتماعية، وأحياناً بالاساطير، تنتقل مع هذه القصص الى قارة أخرى بعيدة عنا، الى ثقافة تعتبر الى حد ما مختلفة، ولكنها تقدم لنا جوهر الانسان والحياة في أمريكا اللاتينية، يضم القسم الاول من الكتاب عدة قصص لماركيز، منها ليلة الكروان، بحر الزمن المفقود، المرأة التي جاءت في الساعة السادسة، أجمل رجل غريق في العالم، والقسم الثاني يضم قصصاً متنوعة منها كم ثمن الحياة، الرجل الذي ظهر، قرية بلا زمن، الساحر، لكي لا تحترقوا بنيرات الشهوة، والجدير بالذكر أن أ. شوقي ترجم القسم الاول من الكتاب عام 82، أما قصص القسم الثاني قام بترجمتها ونشرها في العشرين سنة الماضية عن اللغة الانجليزية، كما قدم نبذة بسيطة عن كل كاتب في مقدمة الكتاب.
الموت رابض وراء الحب:
احدى قصص ماركيز المثيرة للاهتمام كباقي قصصه ورواياته التي نشرها، فقد بيع 30 الف نسخة من رواية quot;ما يتساقط من الاوراقquot;، ومليون نسخة من quot;أن تعيش لتحكيquot;، عاش ماركيز حياة فقيرة وصعبة حتى عام 67 عندما نشر روايته quot;مائة عام من العزلةquot;، التي جعلت منه مليونيراً وكاتباً شهيراً، ومن جماليات اسلوبه في الموت رابض وراء الحب، أنه يختصر التفاصيل بكلمات معبرة جداً، فتجد نفسك على معرفة كاملة بشخصية بطل القصة لتتعايش معه بكل لحظة، بالرغم من قصر القصة الا أنها عميقة بجوهرها ورسالتها، بطل القصة السيناتور quot;أونسيموquot; يبلغ من العمر 42 عاما، تخرج من جامعة جوتنجن بمرتبة الشرف كمهندس تعدين، قارئاً نهماً للكلاسيكيات اللاتينية..quot;وان كان لم يستفد كثيرا من هذه القراءاتquot; في خطبه أو في حياته، متزوج من امرأة المانية، انجب منها خمسة اطفال، كانت عائلة سعيدة الى ان علم انه سيموت الى الابد في عيد الميلاد القادم، وتدور القصة حول لقاء السيناتور بامرأة حياته quot;لوراquot; خلال حملته الانتخابية التي يقوم بها كل 4 سنوات، التقاها بعد أن كان امامه ستة شهور وأحد عشر يوما ليواجه الموت... quot;ترتدي رداءً هندياً من قماش رخيص، شعرها مزيناً بحلقات ملونة... وكانت تضع على وجهها دهاناً ضد الشمس، ومع ذلك كان بامكان المرء أن يتخيل أنه لا توجد في العالم امرأة أخرى أجمل منهاquot;، ظهر السيناتور أمام الناس ليلقي خطبته التي حفظها عن ظهر قلب، quot;والتي ألقاها مرات عديدة من قبلquot;، يقدم وعوداً لمستمعيه، وعوداً من الخيال، ذهبت الى بالسيناتور في حجرته بعد ان انفضت الحملة الانتخابية... quot;كان سعيداً ومرتبكاً فلم يتعود ممارسة الحب بهذا الشكل المفاجئ،... أرقدها بجانبه لتستريح واطفأ النور... راح السيناتور يتحسسها ببطء، يبحث بيديه برقة شديدة، لكن في المكان الذي توقع أن يلمس.. اصطدمت يده بشئ حديديquot;، قفل حديدي، وأين المفتاح؟ أجابت لورا.. مع أبي، قال لي أن أخبرك أن ترسل واحدا من رجالك ليأخذ المفتاح، وتبعث معه وعداً مكتوباً بأنك ستحل مشكلتهquot;،......فهل سيرسل أحد رجاله ليأخذ المفتاح؟
[email protected]
التعليقات