أين الهناك في أمستردام

بدعوة من مؤسسة (xamp;y) الهولندية في أمستردام قدّم الفنان المسرحي صالح حسن فارس باللغة الهولندية مسرحية (أين الهناك) يوم السبت الماضي في أمستردام، وهي من تأليف الشاعر شعلان شريف وصالح حسن فارس مع تضمين مقتبسات شعرية مُنتقاة من قصائد لوديع سعادة وأحمد عبد الحسين ومحمد الأمين، وهي من اخراج الفنان البوسني صالبيكوفيج. تتناول المسرحية موضوعة المنفى وفوضى الأمكنة. وحالة اللاجدوى والرتابة التي تسيطر على المنفي: quot; لا جدوى من هذه المسرحية، إنها لا تنفع أحداً، ربما تنفعني أنا فقط، أنا وأولئك الذين يشبهونني، أولئك الذين مثلي يشعرون بالوقت ثقيلاً.. ثقيلاً، ولا يعرفون كيف يبدّدونه..quot; بهذه العبارة يفتتح الفنان صالح حسن عرضه المسرحي في محاولة منه لجذب الجمهور الى جوهر العمل .. الى أعماق كائن محاصر باللاجدوى لكنه يصمم مع ذلك على فضح مكونات اعماقه كمحاولة اخيرة للتخلص من الجهات التي تمسك به سواء كانت هنا او هناك. وكانت هذه المسرحية التي اتسمت يرؤية اخراجية اعتمدت على موضوعة الأداء الجسدي وتقنياته والملتي ميديا قد عـُرضت مرات عديدة في مسارح مختلفة بأمستردام. وقد سبق للفنان صالح حسن فارس أن اخرج ومثل في عدد من المسرحيات في هولندا من بينها quot; سمفونية المطر، أجمل الأحياء، قلب ذاكرة، ذيل القطة ولهيب الشمس، وأين الـ quot; هناك.

شعراء في جولة شعرية
للمرة الثالثة تستضيف أمستردام شعراء من ثقافات مختلفة في جولة شعرية تطوف عدة مدن في بلجيكا وهولندا. وهذا العام يشارك في هذه الجولة شعراء من أصول عراقية ومغربية وإيرانية. حيث وف يقرأ يوم الثلاثاء القادم كل من الشعراء شعلان شريف ، والمغربية جميلة أمادو والعراقية فينوس فائق والايرانية نفيس نيا. وستكون القراءات في قاعة القبعة الحمراء (رود هود) وهي من أشهر القاعات الثقافية في العاصمة أمستردام، حيث يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر. وكانت إيلاف حاضرة في الدورات السابقة لهذه الجولة الشعرية. من القصائد المشاركة في هذه الأمسية قصيدة النهار للشاعر شعلان شريف وهنا مقطع منها:
وفي كل الأحوال ..لا(نهارَ) بدون أنثى ..واحيانا لكي يكتملَ الشعورُ بـ (النهارِ) نحتاجُ الى كلاب تنبحُ فوق السطوحِ ، ومصاطبَ لاحتضانِ الرمادِ،وأقفاص سود للتسترِ على فضيحةِ مايُنسى.

الشعر الإيراني في أمستردام
قدّم الشاعر والمترجم العراقي محمد الأمين محاضرة موسعة عن الشعر الكلاسيكي الفارسي في غاليري المشرق (دي لفانت)،وجاءت المحاضرة في سياق برنامج واسع عن الثقافة الايرانية تقدمه مؤسسة المشرق في أمستردام، اشار الأمين في بداية المحاضرة الى المراحل التي مرت بها اللغة الفارسية والى االتزويرالمقصود الذي مارسه المؤرخون العرب وبدوافع عنصرية بخصوص اللغة البهلوية والتعتيم على الأدب المكتوب بهذه اللغة في القرون الثلاثة الأولى التي أعقبت سيطرة العرب على بلاد فارس، فمن المعروف ان اللغة البهلوية كانت منتشرة انتشارا واسعا في الأقاليم التي استمرت فيها الديانة الزراتشتية، إلى جواراللغة العربية والسريانية وقد رأى المحاضر أن اللغة الفارسية ما قبل الإسلام كانت تحفل بإنجازات أدبية عظيمة أغفلتها الثقافة العربية، كما تطرق الأمين الى دور السلالات الطاهرية والصفارية والسامانية في دعم اللغة الفارسية لتوكيد الهوية القومية و اعتمادها لغة رسمبة للبلاد. كما تطرق الى الدور الكبير لملحمة الشاهنامة لأبي قاسم فردوسي في إثراء اللغة الفارسية ورفد الشعراء الصوفيين بافاق لغوية بكر، والى تأثيرالنثر الصوفي على الشعر الفارسي ودوره في خلق الخصوصية الشعرية الكلاسيكية الفارسية.