محمد الحمامصي من الاسكندرية: 290 مجلدا مخطوطة ضمت 452 عنوانا و تنوعت موضوعاتها ما بين علوم الدين والمنطق والتصوف والنحو والبلاغة والفلك والشعر ولغاتها ما بين العربية والفارسية والتركية ، قام مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية بتسلمها من وزارة الثقافة المصرية (مجموعة طنطا) في إطار دور المكتبة المصري والعالمي ممثلة فيه في حماية المخطوطات العربية، حيث يقوم بترميم وتجليد ما يحتاج منها للترميم والتجليد ومعالجة ما يحتاج منها للعلاج الكيميائي ثم تجليده، وعمل نسختين رقميتين من كل هذه المخطوطات ، يقوم بالاحتفاظ بإحدى النسختين ويرد المخطوطات إلى مكانها مع النسخة الرقمية الأخرى، وهذا العمل الضخم على مستوى الجهد العلمي والتقني المطلوب له وعلى مستوى تكلفته المالية تقدمه المكتبة دون مقابل حيث تعتبره جزءا من دورها المصري والعربي والعالمي، وقد أتيح لايلاف الاطلاع على هذه المخطوطات ومتابعة العمل بها داخل مركز المخطوطات حيث يجري ترميمها وتصويرها رقميا.
وقد لوحظ أن معظم هذه المخطوطات يغلب عليها علوم الفقه والنحو والبلاغة والتصوف وأنها في أحيان كثيرة شرح على شرح لذا لا عجب بأنها كثيرة الحواشي والتعليقات وأنها تعاني من خروم وآثار رطوبة وتعاني من التفكك، وكما لوحظ أنه إلى جانب اللغة العربية كانت هناك مخطوطات كتبت باللغة الفارسية مثل (رسالة سيدر) بقلم فارسي ونسخت بيد عبد العزيز بن عبد الحي سنة 1291 هـ ، وأيضا مخطوط رسالة في عقائد أهل الصوفية وهي مجهولة المؤلف، وقد كتبت صيغة الحمد لله والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم باللغة العربية و بخط النسخ ثم كتبت بقية الرسالة باللغة الفارسية، وهناك مخطوطات أخرى جمعت بين اللغتين الفارسية والعربية وأخرى جمعت بين اللغتين التركية والعربية، لكن لوحظ أن المخطوطات التي تجمع إلى اللغة العربية اللغة الفارسية أو التركية تتركز في المخطوطات الصوفية والأوراد والأدعية.
ومن جانب آخر لوحظ أن هناك مخطوطات ضمن المجموعة مجهولة المؤلف مثل (رسالة في عقائد أهل الصوفية) المكتوبة باللغة الفارسية، و(رسالة في الكبائر) و(رسالة في فرائض الوضوء علي المذهب الشافعي) و(كتاب الفقه) و(سلسة الخطاطين) و(الجواهر الثمينة لراكب السفينة).
ومن طرائف هذه المخطوطات مخطوط لقصيدة تسمى (الجلجلوتية) منسوبة للإمام علي بن أبي طالب ووصفها (أنها كتبت في القرن 13 هـ بقلم نسخ دارج يليها كلام وتقول كثير) وتبدأ بـ (بدأت ببسم الله روحي ) ومخطوطان لمحي الدين بن عربي أولهما (الفناء في المشاهدة) كتبت في حدود القرن الـ 13 هـ بقلم نسخ جيد، مجدولة بالمداد الأحمر وعنوانها بالأحمر، وبها نظام التعقيبة، والأخرى بعنوان (مراتب علوم الوهب) كتبت في حدود القرن الـ 13 ظنا بقلم نسخ جيدة.
ومخطوط قصيدة البردة للإمام البوصيري باللغتين العربية والفارسية ومكتوبة بالقلمين الثلث ويرجع تاريخها إلي القرن 12 هـ ، وتجدر الإشارة هنا إلي أن هناك أكثر من مخطوط يشرح البردة. ومخطوط شرح الفرائض للسجاوندي لمؤلفه شمس الدين محمد بن حمزة زاده ويرجع تاريخها إلي سنة 970 هـ.
تنقسم هذه المجموعة إلى خمس مجموعات، الأولي هي الأكثر ندرة حيث يرجع تاريخ نسخها إلي ما قبل سنة 1000 ويبلغ عددها 23 مخطوطا منها كتاب الفوائد الضيائية لحل مشكلات الكافية كتبت سنة 848 هـ. وشرح شريعة الإسلام لإمام زاده كتبت سنة 923 هـ، وشرح هداية الحكم في المنطق للشيخ أثير الدين بن عمر الابهري وهي نسخة يرجع تاريخها إلي عام 1083.
والمجموعة الثانية : وتضم مخطوطات نسخ بديعة ومذهبة عددها 25 مخطوطا وتحتاج إلي ترميم كامل وتجليد منها (قصيدة البردة للإمام البوصيري) كتبت سنة 1007 هـ، وشرح العوامل المائة في النحو للجرجاني كتبت سنة 1175 هـ ، وضوء المعالي شرح بدء الآمالي للأوشي كتبت سنة 1128 هـ، وكتاب ملتقي الأبحر للحلبي كتب 1037 هـ
والمجموعة الثالثة : وهي مجموعة مخطوطات نسخ جيدة بها عناوين مكررة وتاريخ نسخها يتراوح ما بين القرن العاشر والثالث عشر وتحتاج إلى ترميم كامل وتجليد. ومنها شرح الأربعين النووية، وشرح الفرائد للسجاوندي وشرح تحرير العقائد للطوسي، مجموعة رسالة النقشبندي.
والمجموعة الرابعة وعددها 117 ومن غير الممكن ترميمها نظرا لسوء حالتها وهي تحتاج إلى معالجة كيمائية عاجلة.
والمجموعة الخامسة مجموعة مطبوعات عددها 7.
وقد أكد د.يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية في تصريح خاص أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام مكتبة الإسكندرية بالدور المنوط بها داخليا وخارجيا، ففي موازاة الدور الذي تلعبه المكتبة على الساحة الأوروبية والعربية كان لابد أن يتحقق دور المكتبة مصريا ومن هنا تم الترحيب بمقترح وزارة الثقافة المصرية بالعناية بمجموعاتها الخطية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة ابتداء بهذه المجموعة، ولتكون هذه علامة أخرى على مشاركة المكتبة من خلال مركز المخطوطات مع وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة في العناية بهذا المهم والمهمل في الوقت ذاته، فهو تراثنا المشترك.
ولا يفوتني هنا الإشارة إلى أن مدير المكتبة د. إسماعيل سراج الدين دعم هذه الخطوط مثلما يدعم مشروعات التعاون الخارجية، مؤكدا على أهمية الدور المصري (الداخلي) لمكتبة الإسكندرية.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من ترميم وتجليد ومعالجة هذه المجموعة من المخطوطات وتسليمها في أكتوبر القادم حيث تشهد المكتبة الاحتفال بمرور خمسة أعوام على افتتاحها.
التعليقات