يا عثار الزمن أضرمت الطرق نافضا ً عنها الجسور*
جَنَّ الليّل على مسالكِ سهراتنا ، حمى التسكع المشوب بالفرح.
جناحهُ يمتطي المنحدرات
يُوطد ارتفاعه دون جدران
يبحثُ عن حجّةٍ للوداع.
جنانه كأيام تسري بتؤدة
مثل فيض يهرّب طيف الذعر
وفي حضرة الصمت
بنى أملا ً بلون ِ الصبا
وحيداً يؤاخي شررَ المطر.
جسَّ ألمه ودعاه أن يلبِّثَ فيه
كأنما يَبري فطنة الشوق
ورؤاه تغزو ممالك
على سفوح ِ الأماني.
جذوّة بوجوه زرقاء
تخيط أزرار المدن بالبهجةِ
وتعفرُ الحدائق بالأنهار ِ
مُطرزة ً بالنجوم.
جسوره صدأت مشياً
لكيما تنشر عشبهُ للوعود
يلوّح للعشق بنيازكه
مبتدأ ً تكرارهُ تحت قميص الظُّلمة.
جَلدٌ كطائر أسطوري
أهدى طيرانهِ لنثار ِ الذكرى
وغضبه للرحيل.
جدولٌ يَصُبُّ في موتهِ الصباح
سَحرٌ مرهفٌ بالسهراتِ
يَضنُوا كما الحزن
ويَكتمُ سحنتهُ للندى.
حين تتباهى الرياح تنبتُ دهاليزٌ على صهوَّتِها.
حبَّذا تطلُّ على مفارق ِ الطرق
حبَّذا تسرِّبُ أعشاشَ الرماد
حبَّذا تنفثُ الغربة على ركام ِالرميم
فللمنايا نوافذ.
حربٌ تقطر دم مغبر بموت
ومثل أربعين من تشظي الروح
أسكن شارع مستعار.
حشود من عبق تَدبُّ على المساء
كأصداءٍ تُعِدُ تلاشيها في العدم
تغتسل بمياه لا تغمرها الفطنة.
حوار بين الحبّ والشناشيل
يُعاني أزمنة مشوشة بصفات الملح
بينما روح الألفة تزرع أشجار المودة.
حمل جذورهِ
في قطارات بلا مرايا
يتعقب الأمل على هضابٍ
تأوي إليها الجراح
هاربا ً من المشاذب.
حاكت للأشرعةِ سفن
غيّبت محاريبُ الطفولة
في مدن ٍ أطوارها صقيع
يا أيها الغريب
كأن موتكَ بلا أثر.
حرِّثـُها حبرٌ لأيام ٍ لا تستقيم
والطرق تتوالى
كأنما غيابٌ فاض
وفصولٌ تبرقُ على الصواري
تتدلى من قمم الإنتظار.
* من قصيدة طويلة بهذا العنوان "من صومعتي المنفى - الحزن"
[email protected]
التعليقات