مرة ً أيقظني الندى.

كان ذلك في قفا الغيمة، بين طيـّات نسيانكِ، وفي هول جحودك. ذلك في رثائكِ، في رعبكِ، وفي زيف أشواقكِ. كان ذلك عندما عدتُ نفسي: عندما عدتُ منكِ مجروحا، يسيل من جسدي عطرُ الخيبةِ، وقطيعُ من الدمع يتبعني. كان ذلك بعد أن انكشف الهيكلُ العظميُ لصحراء روحكِ. عندما أخبرني الليلُ أنه لا ينصب الشـِباكَ، ليصطاد النجوم من غبار خطوتكِ. عندما رأيتُ الشـِعر مترددا في منحكِ إسما، وعندما الاغنية ُ امتنعتْ أن تحل ازرارقميصها، لترَين الكونَ، رغم كل التجاعيد على مرآته، كيف أنه لم يزل طفلا. كان ذلك عندما صدأتْ، داخل حنجرتكِ، صرخة الطفولة، وعندما سحلتِ على الوحل ترنيمتي. كان ذلك ضد مومياء تجريدكِ، عندما طلب المطرُ أن يعود، من على يدكِ، الى غيمته، وعندما محا البستانُ بستانه من على قميص نومكِ.

آه، مرة واحدة أيقظنى الندى: كان ذلك في الوردةِ، يوم حلّـقتُ في ريشة حبكِ، فانتهتْ رحلة ُ الريشة، ولم أسقط، لأنني لبثتُ في سماء رأسي محلّـقا. كان ذلك ساعة هبطتُ بأجنحة الشيطان، فيما الملاكُ يهز لي المهد مواسيا: في السُـكرِ كان ذلك طبعا، عندما الصحو توّسل السُـكرَ: كيف يعود الى رشده، سوى أنه كان بعد أن حذفتكِ من حياتي: عندها التفتُ، الى الافق، فرأيتُ نصاعة الفجر في ابتسامةٍ من قمر. كان ذلكَ عندما امطرتْ ذكرياتها على ورق الكتابة، ورأيتها تسبح بكل جمالها في ذكرياتي. كان اعجوبة عندما اصبحتْ ذكرياتنا نهرا، تنقل صفحته وجهينا الى الشعر معا، لكنه الحب، عندما القصيدة نثرا: عندما طعنتُ قلبي بكل شجاعة، وسال الحزن، فامتلأتْ منه جِـرار الشطوط، لكن ذلك لم يكن ممكنا الا بعد أن حذفتُ الوراء، شطبتُ على الأمام، عندما رتـّبتُ هندام ألمي، وأنحدرتُ نحو النوم، على بصيص الدفء، في قارب دمعتي الأخيرة: هكذا في الصباح، في السطر الاخيرة من هذه القصيدة، أيقظني الندى، لكنني وجدتُ الندى نائما.

finjan_2002@hotmail.com