العرش
كلما أعطيتك ظهري
أوقن أن سكينا حادا سيرشق في قلبي من الخلف
بيديك
فجأة
كلا
أنا لا أعتبرك قاتلة
فقط أشعر أن هذا الحدث سيكون منطقيا جدا
فأنا لم تكن لي ملائكة
ولا سماء
ولا أرض
أنا لم أكن للحظة واحدة غير مرئي
مقررا أنني في كل مكان
بالعكس
أنا ببساطة أمامك
واضحا جدا
بحيث أنك لن تحتاجين أبدا للبحث
عن بديل صالح للإنتقام
من أجل دموعك الكثيرة
وخوفك الكبير
كلا
ربما لن تفعليها
ربما لازلت تتمسكين ببقائي أمامك
واضحا جدا
كي تظل أمنياتك على قيد الحياة
تنتظرني
أنا
الذي من غير المحتمل أبدا
أن أكون غير مرئي
مقررا أنني في كل مكان
لا أعرف أحدا هنا
فقط
لدي أمنية واحدة أخيرة
هي في الحقيقة رغبة إضطرارية
كمعادل موضوعي لحرية الاختيار
أريد أن أتحول إلى موسيقى فحسب
حيث يمكنني الانبعاث صافيا وخالصا
بمنتهى البطء والشفافية
من خلال أوتار كمان قديم مثلا
أريد أن أصير تجريديا إلى أقصى حد
بلا حواس أو تكوين أو ثقل
و بلا ملامح
أود أن تكون صفتي مجرد ( مقطوعة حزينة لا تصلح للغناء )
هكذا دون تسمية
ولا قصد مجازي
أو كناية عن شيء
ليس مهما من الذي سيعزفني
المهم أنه أراد أن يفعل شيئا
أي شيء
يخاطب به مطلق لا يعرفه
بنية محارب لم يفقد دوافعه للاستمرار في النضال
ولا في الاستسلام
فبدأ يعزف
يعزفني
منصتا لي بشيء من الشرود
وعلى وجهه ابتسامة غير واضحة
كمن يفكر مرتبكا في العلاقة بين عدم الفهم والخوف
ويتخيل أشياء كثيرة
لا يعرف هل هي موجودة حقا أم لا
أريد أن أخرج من بين يديه
مخفيا في الهواء الذي سيبعثرني جيدا
وأغيب
لأتلاشى بعيدا
بعيدا
في أنحاء مجهولة
حيث ينبغي للكمان أن يصمت ذات لحظة ما
فأشكر للحياة أنها أكملت استمرارها الضروري
دون أن يراني أحد.
التعليقات