قف برهة وانتظر:
قافلة الذين أتوا الآن من القلب
يسيرون خلف جنازة الزمن
وفي التابوت كلمات متآكلة
بكت عليها المرتقة بالرصاص..
اقطف من الألم باقات من الزهور
فالقبور تناسلت
وبوسع شفتيك أن ترتجفا من البرد
وتشاركا البحر في احتضاره
فالنوارس مشغولة بدفن جثث الاطفال في القواقع
والسماء أوشكت أن تزيح الفائض من النهار
ولامطر في آخر الوقت
لاأحلام للذين عادوا من الرصاص
بقايا رؤوسهم لفافات من التبغ
ووسائدهم أرصفة جائعة للنوم
أفرغوا جيوبهم من الذكريات
واحرقوا أيامهم المتبقية
على حائط لايملك العالم غيره
علقوا جثثهم واحدا واحدا
وتنافسوا في شطب أسمائهم
ثم تجمعوا على ثلمة رغيف يابس...
توكأ على ليلة اخرى
على مسافة ليس لها أن تطول
أكثر من قبلة ميتة على شفة نقرتها العصافير
لترى المزيد من طوابير الجثث التي تنتظر الرحيل
لتسمع أسراب الحكايات المهاجرة الى الجنوب
أيها العائد من ظلك!
هنا موقد النفس الأخير
فازفر رمق الصحوة
وتدفأ بجمر الحكاية الأخيرة........