1-
في خَلق ِ الصّخرة ِ حِكمة ٌ تفترش زمَانَ الصّحراء ِ والتكوين،
في بهائها الأملس ِ ، يختبيء رمادُ العُنف ِ،
لا تخرج ناراً بعد إشتعال ..
لا تنزف دماً ، و السكين ُ في خاصِرةِ الأفق ِ . .
تمطر و السقف ُ بلا غيمْ ،
تبتلّ بلا مضاجعة ْ،
ينبثق الضياءُ من سَناها ، بلا أنجُم ٍ ،بلا أقمار. .

2-
في خَلق ِ الصّخرة ِ غصّة ٌ، لا في حلقِها .
لا عطرُ يعبق ،
لا خيشوم ُ يستنشق . .
ثمة غياب ٌ أجمل من كامل ِ الحضور ،
وانحباس ٌ أكثر فيوضاً من تدفق وانعتاق . .
وذهولٌ أبهَى َ من اندياح ِ اللحن ِ ،
فكيف نُحاذر أنْ لا تصطادنا جهنم ُ الفردوس ِ ،
أو يأكلنا شجرُ الزقوم ِ ، قبل نضوج ِ الأعناب ؟

3-
من صَخرة ٍ جلمود ،
يبتني القلب ُ مئذنة ً من شموس ِ الوادي المقدّس ِ طوىَ،
ويعبّد مهبطاً للبراق ِ . .
في صَخرة ٍ أخرَىَ ،
يستحمّ العشق ُ في جسَد ِ الصّخرة ِ
قبل أن ينسدِل الشِّعرُ في المخيّلة .
في صَخرة ٍ أخرَى َ،
تنام جُوْلييت في مشيمة ِ الشِّعر ِ، و شيكسبير
مستغرق ٌ في طفولة ِالتاريخ ِ ، بلا إسم
بلا سونيتة واحدة ،
ولا ساحرات ٍ يصدحن بالغناء في ليلة ِ صيف ،
ولا أمهات ٍ يغدرنَ بأزواجهنّ عشقاً ،
ولا أصدقاء يخبأون خناجرَ لإغتيال قيصرهم .

4-
في صَخرة ٍ أخرَىَ . .
إسمها الروشه ِ ،
ذات صباح ٍ ، مرّ تحتَ رمش ِ موجها أنطونيوس ْ
قبل أن تستبيه سيّدة ُ الإسكندرية ، الملفوفة في الحرير..
وقبل أن يكتب البحرُ قصيدة َ عشق ٍ بين ساحلين .
وقفت ُ مشرئباً بين بندقيتين . .

5-
في صَخرة ٍ أخرىَ ،
من يستحمْ : البحرُ أم بيروتْ ؟
منْ ينامَ في الرماد ِ : العنقاءُ أم قنّاصة ُ النّهارِ؟
من يفتري على الصخور ِ كذبا: سخاءُِِ المدِّ ، أمْ خصومةُ الجزر ِ؟

شاعر سوداني في بيروت