نورسٌ يبكي
ونهرٌ على جبهةِ الجسر
يلمسُ أوجاعَ قلبٍ
ومساءُ المنافي يتسرّبُ
مثلَ باقي القصائدِ
إلى حروفٍ تأكلُ نفسَها،
شوراعٌ تمرُّ على صُراخي
إنما نداءُ الماءِ
يلبسُ شحوبَ أصابعي
ليبقى البكاءُ مرنَ الحنين
تخونهُ حلمتُه سراً
هذا العذابُ الآتي بأمنياتِ طفولتي
وذاك اللذيذُ كنخلةٍ تتسكعُ
هو نورسٌ هزمتهُ زهرةُ وحشةٍ
وبات مغسولاً بالنوم
تلك الطرقاتُ المشلولةُ
في مرآةِ العشقِ نادتني
ولأوّلِ مرةٍ تتجاوزُ يدي عينيَ
كي لا تدرَّ ذاكرةُ الماءِ
إلاّ أن عيني تحررَّت من خريرها
وتعالت
من قال أن النوارسَ تنتحلُ البكاء؟
صبابةُ الوجد أوصلتني
إلى التوغُّلِ في طفولةِ القولِ
فما أجملَ أن أرى وجَه قلبي
وأقولُ أُحبُكَ
يا قلباً علَّمني الإستحياءَ في حلوي
واستعارَة مرّي
كي يكونَ فاكهةَ العشاء
إستدر في ألمٍ مستطابِ
وذكّرني بوجهِ أُميِّ
وكلما تعبت سحُب المستحيل
أُبرق في مكابرتي
ففي شمالِ ضلوعي هوىًً
وعلى رصيف جنوبي
يتموَّجُ جبين اجتياحٍ
ويدمنُ التواصلَ وحدهُ.

النوارسُ تبكي
تُرى أيهزُّ جذعَها وترُ انحسارٍ
ويُسقطُ ثمر القلب؟
مثلما وجنةٌ تشهقُ في تلاوةِ العناقِ
حمراءُ كأُنثى دمي
تترنَّحُ في رصيفِ الخصرِ
وتمشي رويداً على أذيالِ الريحِ
فعلام النوارسُ تبكي في يدي
طريحةَ الظلِّ
وتنشرُ شفاهها على أصابعي
لتُطعمَ شفتي تكويرةً عطشى
وحين يحاصُرها الحُلم
تكوّرُ المسافةَ وتُعلنُ العبورَ
فيما اختراقٌ يتمادى
وينسى أن لي كبرياءُ الصياحِ
وساعةُ انذباحِ وردةِ الروحِ
أيُّ ديكٍ يحطُّ على جناحِ كفٍ؟
أيُّها الديكُ
أنَّ أنايَ مبتلةٌ بالياسمين
والدفءُ سريرُ رقبةٍ سمراء
كيف يستطيبُ لكَ الصمتَ
ولتلك الجنوبيةِ غُصنُ سؤالٍ
تطيرُ أشجارُه حولي
وتلزم ظلّيَ أن يعود بوجههِ
ويتحدى جبينَ الطوفانِ
تلزمني الآن روحاً
تخرجُ من عباءتي
وتستعجلُ نسرَ شهرزاد
أيُّها الديكُ
لستَ ديكَها
ولستَ نجمَها ساعةَ نَبَضَ الفجرِ
يا متسكعاً في أبعادِ الغناءِ
دَعْ نبيذَ رئتيَّ يُملي عليكَ الطريقَ
حنانيكَ
لن أتخلى عن براءتي
ما زال امتلاكي يطمئنُ الغيابَ
وما زالَ الذبحُ يستديرُ في الهوى
تحت سماءِ الوردِ،
سراً يعانقُ غيمةً .