1
كما دونوه في المساء
تتداخلت آهاتنافي الحلم
نحن المساكين تركونا مع عبراتنا
دون وداع
وكانت الدهشة والذبول والتية
عناوين بارزة
لقطرات دماءهم المهدورة
وهم يستغيثون عدالة السماء

2
وكما في المساء
بحثوا للتمويه على الجناة
أسمال بالية حَوت كركرات طفل
أراد أن يناغي أمه
قبل أن تتحول الى دنيا الأشباح

3
على حافات جذع يابس
ثمة تدوين ليوميات عاشق عنيد
فراشة تذوي بكُحل جمالها
على قناديل شهدت ضوءها
عناق قصة ُحبٍ لم تكتملْ

4
وفي المساء تنوح الحمائم
لمرثية ألف شيرين
خلف أمواج من الحجل
ربما لمديات لا تكتب لهم النجاة
وهم اليوم في ذمة الصحراء

5
ماهذا الصمت المخيم على محياك يافرهاد؟
وما هذا اللون القاتم غطى تخوم القرية؟
أحزنت على قتل شيرين وأخواتها
في طريق النبع براري عوالم السماء!.

6
لم يطلعنا أحد منذ طوفان الأنفال
سر ديمومة حزن الأرض
وهي تلعن الكراسي بالزوال
تفاهة هذا المصير
وهذا مآل غرور الإنسان

7
أضحوكة حسبتها
و لم تصدق نبوءة عمّار الجبال
ستنمو بعد بلوغ السيول الزبى
فوق جماجم السكون
مروج من نرجس
وهي تشمخ لقامات الأطفال

8
في الدار الخالية الاّ من طيف
مساءات النسوة وهنّ بلا ظلال
ساعة برنزية تومض دقاتها
بأنها خلفَ سِتار الليل
ثمة حيرة لإجابة ألف خَيال

9
الى متى تبقى
المشنقة الباردة
متدلية بالصّبر
وجموع لاتبالي مصير الأمهات
وهنّ متشحات بالسواد منذ الأزل
وهنّ يهتفن منذ الفجر ربما يأتينا الفَرج
أو يقضني على أسانا الأمل

10
قاله قبل أن يختفي
خلف ظلام القيود
آه يا حُبيّ الأزل
وكأن الزوايا الذابلة
من الدموع بشفتيك
أنقاض طوفان أسطوري
آهٍ ماأنتنَ العيشة دونك
ومن قال ستنسى في الغربة
لوعة الأرض وستجف
فيكَ منابع الحنان