تعال... تعال ايا كان اعتقادك تعال
هي عتبة سنتجاوزها معا
حتى ولو كنتَ اخللت بالتزامك
وتعهدك وتخليت عن قسمك تعال
مولانا جلال الدين الرومي

في حُلم الأمس التقيتُ بقلبي المسافر
بينَ أمنياته الجميلة
وكأنه بعدُ في ريعان شبابه
ولم يزل في رومانسياته الماضية
مزهواً في مشوار زميلته بين أروقة الكلية
يصعدان الحافلة المزدحمة بنزوتهما الشبابية
يشمخان بأنفهما
وهما يرنوان المراقص والنوادي الصاخبة
بأغاني المرح الشجية
وفي الطرف الآخر يندهشان
من منظر شاب زنجي
وهو يعانق بعنف سويدية شقراء هادئة
وخلف الواجهة الزجاجية يبدو خيال
صاحب قهوة شرقية
وهو يَعدّ بأمتعاضٍ نقودَ خزانته الحديدية
وبينَ شفتيه تتدلى بقايا سيجارته المشتعلة
وكأنها تحكي بين فضاء الدخان
سيرة مدمنٍ شرهٍ مثله مثل كلّ قصة عجيبة
في الحلم التقيت قلبي
متلبساً في تهريب أحلام الفقراء
كيفَ يثورون على الكروش بشعار العدالة
وهو يقود إصلاحاً على خراب البطالة
وبجنبه زميلته اليسارية
تحمل سلاح الفكر القويم والقتلى فيها
عقولٌ من القرون الوسطى
والهتاف فيه نعم للخبز والأمان
ولا للذبح على سمو الفكر وتغيير الهوية