1
مضى الأسبوع الأخير من العام 2006، المتصرّم بدوره، وكان محمّلاً بباقة من أوراد الأعياد، السماوية والأرضية، على السواء. بهجة العيد الكبير، بالنسبة للكثيرين منا، مؤتلفة في الذاكرة دوماً بالصالة السينمائية ؛ هذا المحجّ الأثير للطفولة، والمتوافق مع حجّ بيت الله الحرام، المنذور لمن هم أكبر سناً. في أعوامي الغضة إذاً، المنتمية لأواخر ستينات القرن الآفل، كان الأخوة يفترقون، إناثاً عن الذكور، في طريقهم لمركز المدينة : الشقيقات يتنكبنَ صحبة ً صديقة، في توجههن نحو هذه الصالة أو تلك، ممن تعرض أفلاماً رومانسية المواضيع ؛ وخصوصاً إذا كانت سمواتها مكللة بأسماء نجوم مصر ـ كسعاد حسني وفاتن حمامة ونادية لطفي ورشدي أباظة وعمر الشريف..

سعاد حسني وشكري سرحان
وغيرهم من المشاهير. فيما كنت، من جهتي، مرتبطاً آنذاك بصلة ذوق ٍ، حميمة، مع المزاج العتيّ لشقيقي الأكبر، المتولع بأفلام الكاوبوي والمغامرة والحروب والكوارث والحرائق.. ! بيْدَ أنني لم أُعدمَ مزاجي الخاص، المستقل نوعاً ؛ المزاج الذي كان آنئذٍ ينفر من أدوار سينمائية عنيفة، مملة، من قبيل quot; سانتو quot; و quot; زورو quot;. وبالمقابل، فإنني إعتدتُ الإحتفاء بأفلام الوسترن، وبالأخص تلك المناطة بالنجم الإيطاليّ جوليانو جيما ـ كما في سلسلة quot; رينغو quot;، الشهيرة. نكبرُ إذاً، والتوله بالفن السابع ما فتيء في قلوبنا طفلاً رقيقاً، في عامه السابع بعدُ، حريصاً على الأعياد وبهجتها. وها أنذا في صقيع المنفى، الشماليّ القصيّ، أنصت لشكوى طفليّ، المحقة في عتبها عليّ لقلة طريقنا السالك إلى السينما ؛ الشكوى، التي كانت أكثر علواً ومرارة في عطلة الميلاد هذه، المنقضية للتو. مشاويرُ الأعياد، الحميمة، بتواشجها بالشاشة الكبيرة، كانت بمثابة طقسنا الأقدس في الوطن. فيما بعد، إستعضنا عنها هنا، في غربتنا ذات الطقس البارد، الكئيب، بعادة المكوث أمام الشاشة الصغيرة ؛ الغربة، المضيفة لخلقنا هنا، تلك العادة المكتسبة من تقاليد أهل البلد، وخصوصاً في عطلة الميلاد ورأس السنة. ففي بلاد ـ كالسويد، أينَ أقيم ـ محكومة بالعزلة والوحدة، علاوة على الليالي المتطاولة دهراً في عزّ فترات شتائها ؛ في هكذا بلاد، لا أنيسَ تسعدُ بصحبته من الأنام (مع إعتذارنا من quot; الكتاب quot; !) أكثر من جهاز التلفزيون : قنوات متعددة، متنافسة فيما بينها على أهواء مشاهديها ورغباتهم، حافلة سهراتها بالفيلم تلوَ الفيلم، كلاسيكياً كان أم معاصراً. النوع الأول، يسودُ عادة ً في هذه الفترة، المُعيّدة، من العام، وهوَ النوعُ نفسه، لحسن الحظ، المتطابق مع هوايَ السينمائيّ. وكان من مبلغ تناهي الهوى ذاكَ، أن إشتركتُ بقناة quot; تي سي إم quot;، الخاصة، والمتخصصة بعرض الأفلام الكلاسيكية. ثمة ثلاثة من تحف السينما هذه، إفتتنتُ بها حدّ إعادة مشاهدتها مراراً وتكراراً، ودأبتْ من جهتها قنواتُ التلفزيون السويدية، المختلفة، على بثها ـ كهدايا عيد الميلاد.

2
أول الأفلام تلك، المنذورة عادة ً لعطلة الميلاد ورأس السنة، هوَ quot; ذهبَ مع الريح quot;، ويعدّ أقدمها بإنتاجه العائد للعام 1934. كنتُ قبلاً، كما الكثير غيري ربما، أعتقد أنّ هذا الفيلم مشغول أصلاً بالأبيض والأسود، وأنهم إرتأوا تلوينه في زمن ما، أحدث. على أنني قرأتُ فيما بعد، في كتاب شامل عن تاريخ الفن السابع، عن كون quot; ذهب مع الريح quot;، للمخرج الرائد فيكتور فليمينغ، بمثابة الفاتح للتقليد الجديد (ألوان سكوب)، الطاريء، والزاحف منذئذٍ رويداً على أفلام هوليوود، حتى غلبته فيها ومن ثمّ في كل مكان من العالم. تقليدٌ آخر، مستجدّ أيضاً، أدخله هذا الفيلم إلى السينما ؛ وهوَ إعتمادُ النصّ الروائي للسيناريو : فقصته مأخوذة عن رواية بالإسم نفسه، شهيرة في زمنها، للكاتبة مرغريت ميتشيل (1900 ـ 1949). إنها حكاية حبّ، ضائع في مهبّ الريح (كما يوحي عنوانها للفور) ؛ ريح الحرب الأهلية، التي إندلعت بين الجنوب الأمريكيّ وشماله، على خلفية تحرير العبيد، الأفارقة. هؤلاء الأخيرون، كما ظهروا في فيلمنا الرومانسيّ، كانوا سعداء بعبوديتهم وممتنين جداً لمالكي رقابهم، الأسياد الطيبين الحالمين ـ كذا. على كل حال، فإننا أمام مأثرة الفنّ السابع هذه، لا بدّ أن نتجاوز أطروحاتها تلك، السياسية والفكرية، كيما نحلق في المشاهد الفذة، المؤثرة حقاً، لحربٍ ضروس أرختْ ظلالاً قاتمة على حبّ جارفٍ، ما كان سوى وليد المصادفة : إنّ quot; سكارليت quot; (النجمة فيفيان لي)، تودّع رجلها الضابط، الذاهب للجبهة لمقارعة الشماليين، ولا تلبث هيَ أن تجدَ نفسها في غمرة الفوضى العارمة، الشاملة مدينتها بسبب تلك الحرب.

من فلم quot;ذهب مع الريحquot;
في موقف متأزم، مصيريّ، يتهيأ لبطلتنا منقذاً شهماً، وهوَ المدعو quot; ريت quot; (النجم كلارك غيبل)، الذي كان في المقابل شخصاً مستهتراً، أفاقاً، فما أسرع أن تطورت أواصر الصداقة بينهما إلى وَلهٍ عنيف، ضافرَ من قوته تلك التحديات الحياتية، سالفة التوصيف. إلى ذلك، كان مقدّراً لهذا الحبّ أن يُضحي، في كل مرة، ضحية ً لسوء الفهم بين قطبَيْه، المذكوريْن، والناتج عن مشاعر الغيرة أساساً. وفضلاً عن إبراز الفيلم لصور الحرب الأهلية، المهولة، فإنّ ما لا يمكن أن يسلوه المُشاهدُ قط، هوَ مَشهد النهاية الدراماتيكية ؛ المتعاقبة فيها المصادفاتُ، بنحسها وسعدها، على السواء.

3
quot; دكتور جيفاغو quot;، المُنتج عام 1965، يبدو في بعض مشاهده وكأنما هوَ مقترنٌ بمناسبة عطلة السنة الجديدة ؛ وخاصة ً واقعة ليلة الميلاد، الموسكوفية، الشاهدة على ولادة الحبّ الخالد بين بطليْ الفيلم. لأنسَ إذاً كلّ ما حفظته حقيبة ذاكرتي ـ المثقوبة على أيّ حال ! ـ من روائع الفن السابع، وليتبقّ لي منها ذلك المشهد حسب، الفذ، الفائق الرومانسية : ذلك المساء الروسيّ، المرقطة سماؤه وأشجاره وشوارعه وعماراته بندف الثلج، الناصعة ـ كبشرة quot; لارا quot;، (النجمة جوليا كريستي)، الشقراء الفاتنة. كانت هذه الفتاة متجهة ليلتئذٍ نحوَ منزل النبلاء المنيف، المُعيّد، بحثاً عن زوج أمها، quot; كوماروفسكي quot; (النجم المخضرم رود ستيغر). وكان الطبيب الشاب quot; جيفاغو quot;، بدوره، قد حلّ ضيفاً في ذلك المنزل، رفقة بعض أقاربه، للإحتفال بليلة الميلاد، فلفت نظره تلك الغادة، الشقراء، الماضيَة بتصميم مُمضّ، غيرَ خافٍ، نحوَ صدر الصالة المخصصة للعب الورق. ما أن عاد طبيبنا إلى مشاغله، حتى دوّى صوتُ إطلاقة نارية، أصمّ، فما عتم أن هرع مع الآخرين، المتيقظين من الصدمة، إلى ذلك المكان المرهون للمقامرة : كانت هيَ ثمة ؛ الفتاة ذاتها التي سبق أن إلتقاها خلال ليلة كالحة، لما تمّ إستدعاؤه ومعلمه لعيادة إمرأة كانت قد حاولت الإنتحار ؛ هيَ quot; لارا quot; هناك إذاً وبيدها مسدس صغير، مرتعدة، واجفة، إنما رابطة الجأش، فوق كل شيء : لقد أحبّ quot; جيفاغو quot; الفتاة هذه، منذ ليلة الإنتحار المشؤومة تلك، وها هوذا هنا بمقابلها ثانية، وقد شعر بأنه نذرَ روحه ومصيره كلياً لها دون غيرها.

وبالرغم من حقيقة إرتباط طبيبنا هذا بخطيبته quot; تونيا quot; (الممثلة جيرالدين شابلن) والتي كانت في الآن نفسه إبنة خاله، الذي ربّاه وأنشأه في بيته. ولكننا ندَع بقية أحداث الفيلم، المُشوقة، لفضول قرائنا الأكارم أو ذاكرتهم، بما أنه علينا التعرّف أيضاً على مخرجه. كان دافيد لين قد حقق شهرة واسعة في عالم السينما منذ خمسينات القرن الماضي، وتحديداً مع فوزه بأوسكارَيْن لأفضل إخراج وأفضل فيلم، عن عمله quot; جسر على نهر كواي quot;. ثمّ إتجه مخرجنا هذا نحوَ الأفلام ذات الطابع الملحمي، فكان أن قدّم على التوالي مأثرَتيْه quot; لورنس العرب quot; (1960) و quot; دكتور جيفاغو quot; بعده بخمس سنين : وكان ممثله، المفضل، لكلا الفيلمين نجمنا العربي العالمي، عمر الشريف ؛ الذي لعب الدور الثاني في العمل الأول، ودوراً أولَ، رئيساً، في العمل الثاني. كل من أسهم في هذه التحفة الفنية، الرائعة، quot; دكتور جيفاغو quot;، قدّر لإسمه أن يظل محفوراً في رخامة تاريخ السينما : ففضلاً عن تلك الشخصيات، الموسومة، لا بدّ من ذكر صاحب قصة الفيلم، الشاعر الروسي باريس باسترناك (1896 ـ 1960) ؛ من أصدر روايته الحاملة العنوان نفسه، في عام 1957، فجلبتْ له جائزة نوبل، الأدبية، وفي آن لعنة سلطات موطنه، السوفياتية، والتي إتهمته بالمروق والردّة، ثمّ منعت سفره إلى ستوكهولم لإستلام تلك الجائزة ! الموسيقى التصويرية لـ quot; دكتور جيفاغو quot;، والتي وضعها موريس جار، كانت معجزة فنية، بحدّ ذاتها. كان نغم آلة الهارمونيكا، الروسية، يطغى على الكثير من مشاهد الفيلم : كمثل المُفتتح، الآسر، الذي نرافق فيه البطل وهوَ في العقد الأول من عمره (أدى الدور طارق عمر الشريف)، إلى المقبرة تشييعاً لأمه ؛ أو مشهد بطلنا نفسه، في مرحلة أفتى، حينما يفلت من الأسر ويؤوب إلى المدينة، حيث حبيبته المقيمة مع إبنتها، فيخفق قلبه لمرأى مفتاح المنزل في موضعه المعلوم. فلا غروَ إذاً أن تصبح موسيقى الفيلم ـ والتي حملت إسم بطلته quot; لارا quot; ـ من الأعمال المُصنفة في إسطوانة خاصة، تلقى الرواج بين محبي النغم. هذه الحقيقة، تحيلنا إلى فيلم آخر، لا يقل فتنة في موسيقاه والتي تحولت، بدورها، إلى عمل مصنف..

من فلم quot;دكتور جيفاكوquot;
4
إنها ملحمة quot; العرّاب quot; للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، والمجزأة على ثلاثة أفلام تتالى شغلها وعرضها على مراحل زمنية، متفاوتة ؛ إبتداءً من الأول عام 1971، إلى الثاني عام 1974 وحتى آخرها عام 1991. قصة الفيلم، هنا أيضاً، مستمدة من رواية بالعنوان نفسه للكاتب ماريو بوزو (1920 ـ 2005). إنها قصة المجتمع الإيطالي، الغريب، في مدينة كبرى كنيويورك، رويتْ بوقائعها وعِبَرها عَبْر أحد المهاجرين الصقليين، وإسمه quot; فيتو كارليوني quot; : من أسحَقَ، وحيداً، إلى ذلك quot; العالم الجديد quot;، من قريته quot; كارليوني quot; وكان لا يتجاوز العقد الأول من عمره، يتيماً عاثر الحظ هارباً من إنتقام ثأريّ. إلا أنّ الجزء الأول من الفيلم، والمتأثر طبعاً بالرواية الأصل، يقصّ علينا حكاية البطل هذا، وقد أضحى quot; عراباً quot; للمافيا الإيطالية في نيويورك، عتياً مُهاباً ومحسوداً (النجم مارلون براندو). فيما عاد الفيلم بجزءه الثاني، ومن خلال لقطات فلاش باك، إلى مراحل طفولة quot; فيتو quot;، ثمّ فتوته التي تعهّدها النجم روبرت دي نيرو. هذا الأخير، تقمّص دورَ زعيم المستقبل للمافيا، حينما كان ما فتيء شاباً ساذجاً، متعطلاً، ومتسكعاً غالباً في أزقة منطقته، الفقيرة، التي كانت أشبه بقرية في ريف quot; صقلية quot; أكثر منها حياً نيويوركياً. وكما نال دي نيرو أوسكاراً، للبطل الثانوي، عن دوره ذاك المطوّب إياه نجماً عالمياً، كذلك الأمر بالنسبة لآل باتشينو، في دور quot; مايكل quot;، إبنُ عرّاب المافيا نفسه وخليفته لاحقاً، والمؤدى بإسلوب غاية في القوة والإقناع والأصالة ؛ حدّ أننا بتنا نتعرّفه على الدوام في شخصيته تلك. من جهتي، أعتقدُ أنه لم يسبق لفيلم كـ quot; العراب quot; في تاريخ الفن السابع، الطويل نسبيا، أنْ حشدَ كل ذلك quot; الجيش quot; الجرار من الممثلين، المبدعين، سواءً بسواء أكانت أدوارهم فيه أساسية أم ثانوية. وتكمن عبقرية المخرج كوبولا، التي لا يرقى إليها شكٌ، في تمحيصه حقيقة مجتمع المهاجرين، عموماً ؛ وهوَ أصلاً إبنه، الأصيل، الذي تمكن من تقديم صورة شاملة عنه، بانورامية وملحمية. وقد ضافرَ من حِرفية مخرجنا، الخلاقة، ما كان من تبنيه لأساليب حديثة في تصوير المَشاهد.. إلى موسيقى شجنة، غامضة، بالغة الأثر على المُشاهد ؛ حدّ أنها تجعله في مقدمة quot; العراب quot; مشدوداً إلى مواصلته حتى لو كان قد سبق له حضوره إياه للمرة العاشرة.

5
قلنا أنّ عطلة الميلاد ورأس السنة، لحسن الحظ، قد صادفت عيد الأضحى، المبارك ؛ أو العيد الكبير، بحسب تعبير الطفولة. ولكن ما طغى على هذه المناسبة وتلك، كان مشهد إعدام الطاغية صدّام حسين، الذي عُدّ quot; عيدية quot; للعراقيين وغيرهم من شعوب الدول المتظلمة من بغيه وعدوانه. لكأنما تصوير دقائق الإعدام كان فيلماً آخر، رابعاً، للعطلة تلك، الموسومة ! وكيما يصير الأمر كما لو أنه ما كان إتفاقاً، نجدُ هذا quot; الفيلم quot; الصدّامي وقد توافرت فيه صلات قربى عديدة مع تلك الأفلام، التي عرضنا لها فيما سلف : فمشهد الحرب الأهلية في quot; ذهب مع الريح quot; و quot; دكتور جيفاغو quot;، لا بدّ أن يُحيل المرءَ إلى الحرب الأهلية، الهمجية، المندلعة اليوم في موطن الرافدين. كذلك فشخصية quot; باشا quot;، الطالب الثوري في الفيلم الأخير، والمتحوّل من بعد إلى طاغية جزار، ليذكرنا بالتكريتيّ، المقبور، وتحولات حياته، الشريرة. ومن غريب المصادفات، أنّ صدّام حسين كان متولهاً بفيلم quot; العرّاب quot; ذاكَ، حيث أجمعت مختلف المصادر على إيعازه بإعادة عرض أجزاءه في صالته، الخاصة، بين مناسبة واخرى : ربما جاز لطاغيتنا أن يرى نفسه في ذاك الفيلم، وهوَ اليتيمُ المغادر إلى المدينة الكبيرة طلباً لحياة أفضل ؛ ليسقط هكذا في براثن اللصوصية والبلطجة والإجرام.

براندو في دورquot;العرّابquot;
أو أنّ مشهدَ quot; مايكل quot; وهوَ يغتالُ زعيماً للمافياً، منافساً، وهربه من ثم إلى صقلية ؛ ربما أعاد لذاكرة صدّامنا إشتراكه في محاولة إغتيال الزعيم قاسم (مع عدم جواز المقارنة بين الشخصيْن)، ثمّ هربه إلى مصر عبْرَ سورية. قتل quot; مايكل quot; لصهره ومن ثمّ شقيقه، ربما كان ـ على فرضينا ذاتها ـ في ذهن طاغية العراق، البائد، عندما كان يُعيد مشاهدَ الفيلم ؛ هوَ من أمر بتصفية أصهاره وأولاد عمومته وكاد أن يُلحق بهم إخوته غير الأشقاء، لولا تحشيد الجيوش الغربية، المتوالي، والمودي إلى النهاية بحكمه الدمويّ. وكم كان خليقاً بتأمل طاغيتنا هذا، ما كان من دفع quot; مايكل quot; لثمن باهظ، لما تعيّن على المافيا المنافسة أن تغتاله هوَ، لتقع إبنته الوحيدة، الأثيرة، قتيلة برصاصاتهم بدلاً عنه.

[email protected]