قال احدهم سوف يأتي يوم يراك فيه الناس تمشي في الشارع قبل طلوع الفجر وتشد شعرك بجنون. البيت له درج ينزل بهدوء وليس بسرعة نحو الشارع. لو كان الدرج سريعا لوقعت لكن على مهله مكسور مسنن واحد فيه ولا اقع قدمي تماما على مصطبته حتى تثبت ثم انزل درجة اخرى.
ثم انزل درجة مائلة وفيها كسر حاذق فانزلق ثم تزل قدمي نحو الاعلى آه ويسمع الناس السقوط. أحدهم يضحك يطل من النافذة يضج فيها ويقول والله تستأهل، أنت لاتشبع، ثلاثة نسوان مرة واحدة فأرد عليه من بعيد بإن قدمي مكسورة. حين جاء الصباح رن الجرس فجلست كانت نسائي تنام مرة واحدة على السرير. وكنت اسمع العامل الذي في داخلهن يريد. والواحدة مثل فوق. وانا مثل تحت.
سوف أروي قصتي معهن من الأول: حين أحببت الاولى كانت جميلة وعيناها واسعتان وفمها لبق وهي تنشر العطر لي كلما يأتي المساء وحين أدخل المنزل قادما من العمل تستقبلني عند عتبة الباب. فابتهج لكن العمل، يهبط علي التعب وهو العمل وهي جانبي فتقول لي كلما اقترب منك تنفر وتتعب فأقول لها ليس منك لكنها لاتفهم مثل معظم النساء. ثم أنام أما هي فتذهب تقلب في قنوات الفضاء فضاء خلف فضاء وتدور كثيرا. وفي احدى الليالي استيقظت لم تكن في المنزل اين زوجتي في كل مكان وبحثت عند الجيران وهناك جار عازب طرقت عليه الباب فظهر نصف عار وقال في الصيف زوجتي ليست عندي. كان الرجل نصف نائما ويحلم مثلي اين هي اذن. ثم عدت الى المنزل مثقلا بالهموم والوساوس وفي اليوم الثاني صرت اراقب منتصف الليل أين تنهض وتذهب وهي تظن انني نائم لكنني كنت اتبعها.
لقد اصابتني حيرة اين تذهب- هي تختفي من امامي حين أتبعها وكأنها من جن. هكذا صرت أؤمن. فأعود بخفي الحزين.
لا فائدة من تتبع المرأة فالتي تريده تفعله!
وذهبتُ في نومة طويلة ولم أعد استيقظ نصف الليل أو أهتم. لقد صنعت خطة ان اتزوج اخرى تقدر قيمتي.
وجاءت الثانية. قبل أن تأتي احببتها من كل قلبي وقلت لها عندي غرفة واحدة فقط وفيها امرأة غريبة عني فلم تمانع ، وظهر حبها لي وتقول انني تاج راسها وسوف تقدرني. ثم جاءت وسكنت وكانت خفيفة الظل مثل الريحان تحمل الورد حين اعود من العمل وتقدمه لي وتضع كأس ماء صاف فتقع الوردة الحمراء في الكأس ويظهر انعكاس حبها فيّ وهي لا تمل من النظر الي والابتسام وتمييل الرأس وشبك اليدين عند العنق وعيناها واسعتان وتلبس حطة قروية وهي صغيرة العمر جسدها حساس حتى أنني حين لمسته راح يلتهب ويصبح يوما بعد يوم أحمر قانيا ثم صار يخرج منه دم. وتقول المرأة الأولى حين راحت ترى جسدها ملقى على بطنه فوق السرير وظهره احمر ودم قليل هنا وهناك إنني مصاص دماء لكن هي حساسية اقول لها والله حساسية لكن الاخرى لا تسمعني ولا تدرك ذلك لأن جلدها ثخين. والزوجة اخذت مع الايام تصدق انني مصاص دماء فصارت تحتمي حين انام بالأولى وتقول لها على السرير ذلك. لقد حاولت بعد ذلك معها أكثر من مرة لكنني فشلت فذهبت ابحث عن زوجة ثالثة تقدرني وتحترم مفهوم الزواج. كانت ايضا من قرية مجاورة وهي تذهب الى النهر الصغير كل يوم كي تملأ الماء رأيتها واشتعل قلبي من الفرح فقلت هذه هي. لكن هناك شرطا وهو ان لا تستمعي الى الامرأتين الغريبتين اللتين في الغرفة عندي، يجب أن تكوني وحدك.
لكن الذي حدث حين قدمت إلي أنها راحت تتأمر معهن بخطة محكمة قوية والخطة هي أن يتوزع قلبي. ادخل المنزل عند المساء كعادتي مرهقا من العمل وبدلا من واحدة تستقبلني وتقدم الورد فهنا ثلاث نساء أجدهن أمامي جميلات يرقصن واحدة تسرح شعر الأخرى كأنني في عالم ألف ليلة. والاولى أظهرت لي من جديد عادات الحب الأولى. وكذلك الثانية والثالثة وكيف يستطيع قلبي أن يحمل ثلاث طيات من تقسيم الحب. راحت نظراتي تخذلني حين تلتقي عيوننا وأي منهما أعطي قليلا من شعلة واتقاد العين. لكل منهن قصة وذكريات فوق السرير. وهن حين ينظرن نحوي يذكرنني بالذكريات وكنت اريد أن لا أشوش ولا أخلط ذكرياتهن معا مرة واحدة لكن بدا هذا الامر مستحيلا فهن متسامحات وقد حكن لبعضهن ذكرياتهن معي. جمعن ذكرياتهن معا وهاهن يتغاوين حين يأتي المساء. كيف احمل هذا الثقل- حين يكون الحب ثقلا ويكون الجمال ثقلا والجسد ثقلا.
أن تحارب امرأة واحدة فأنت خاسر فكيف أن تحارب ثلاثة؟
في البداية ظننت أنني محظوظ، فهاهنا ثلاث بنات يتحاربن من أجلي. فيستلقين على السرير وكل واحدة تشير باصبعها أن آتي الى هنا وهو مكان واحد غير موزع إلى ثلاثة في مكان واحد وأن أختار منطقة وسطى وألقي جسدي هناك وهو لهن فليفعلن به ما تشاء الوساوس.
حين وقعت حدث لي قلب. إنني أحب. النهاية. التي كانت تقف وبيدها الورد وتقدمه مع العطر عند الباب لقد كان ظهرها قد تطهر مني. وفمها لبق ينشر قصائد عطر فأستحكم بي الحنين... وجعلني أميل...
ولكن هنا.. فحين استحكم الحنين...عرفن الوقت.. فحين استحكم جاء وقت التنفيذ
مؤامرة..آه.. ليست كذلك... أن يتسربن.. واحدة خلف الأخرى، فاختفت الاولى ثم تبعتها الثانية، ثم تبعتها الثالثة، كأنهن جن ndash; وهنا القصة .. ذلك ألا تكون واحدة منهن معي.
على حين غرة... اختفن.
الضوء سراب ليس الضوء والشارع ليس الشارع
كنت أعيش وكنت أفكر كيف أعيش او لا أفكر
بالفجر متى يأتي كي أخرج. لا أخرج.
لكن لم أفعل. لم أخرج نحو الفجر. لقد هناك بينهن. ابكي مرة واضحك مرة. كن مجموعة من الذكريات البعيدة.
حضرن لمرة واحدة... للحظة واحدة.... ثم غادرن.
النساء اللواتي احببتهن ndash; خرجن على مهل وصرن دخانا وبساتين.
وازرع قدميّ على الدرج الصغيرالمكسور وانزل نحوه ...
واصوات العصافير تملأ الشارع وتهفو على الأسطحة
أن تحب امرأة. لن أخرج. أو أن تحبك امرأة. تركض في برية الأرض. امرأة واحدة.
وجعلت الوقت كأنه فجر وجعلت الحياة تنتابني والشعور المكسور أنها لي وليست لي.
ألف ليلة فقط هما سنتان واقل من يوم واحد مرت الدنيا بسرعة وكان علي ان اسرع بالنزول ولو أن الدرج مائل قدمي..روحي عليه مكسورة.

[email protected]