كتبت منى كريم : في افتتاح مهرجان "الليالي المسرحية" الكويتي حضر الشاعر والمسرحي عبد الحميد الصائحعبر نصه الذي قُدم على خشبة مسرح الشامية والذي أخرجه الفنان سامي بلال و قام بالأدوار أحمد الحليل ( حاصل على جائزة أفضل ممثل عام 2004 ) و عبد الله التركماني بإشراف من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. تتناول هذه المسرحية - وقد قدمت لأول مرة عام 1987 على منتدى المسرح ببغداد /من إخراج الفنان عبد الخالق المختار وتمثيل الفنانة أحلام عرب و الفنان حكيم جاسم وحصلت على جائزة أفضل نص في المهرجان - المثقف باعتباره ظاهرة شبه ميتة لا تأثير لها على الواقع و معزولة عما حولها من الأشياء و المعطيات التي يعيشها الإنسان العادي، إنه يتناوله بعين الانتقاد تارةً و السخرية تارةً أخرى، فهذه العزلة التي يتخذها المثقف انطلاقاً من البرجوازية الفكرية و أفضليته على الآخر تحوله إلى شيء كريه ومهمل، لأنه كائن مهووس بالذات مما يجعل مؤلف النص يضع حد السكين على رقبة هذا المثقف علّه يخرجه من معدن الإنسان الحقيقي المنتمي إلى الحياة.
لقد تناول العرض المسرحي هذه الفكرة خلال نصف ساعة بين طرفين، الأول متمثل بالإنسان وهو الممثل التركماني و الطرف الآخر ممثلاً بـ الحليل أي الذات أو الضمير، فيتواجد أمامنا صراع ذاتي يشغل العرض. يرمز هذا الصراع إلى ثنائية الخير والشر الأزلية أو غيرها من متناقضات يعيشها الإنسان منذ بداية الخلق، وقد كانت الروعة في أن جعل المخرج الصراع يبدأ لحظة خروج الذات الخاصة بالمثقف أو عقله من القمامة ( عزلته ) باعتباره خيال يتحول إلى حقيقة ثم انطلق الحوار مما حد من فعل الممثل وجسده أمام الحدث الدرامي أو الحوار، كما كانت السمات المكانية محصورة بتمثيل بيئة العزلة بأكياس القمامة المتناثرة عبر رؤية المهندس راشد بشير وفاطمة الصيفي وكذا الأمر مع المؤثرات الأخرى التي تمثلت في عناصر الموسيقى والإضاءة المرعبة بإشراف فهد الفلاح. الجدير بالذكر أن إدارة المهرجان قصرت في الإعلان عن هذا النشاط كعادتها، فهي مستعدة لتقديم عروض دون الإعلان عنها !
أخيراً بقي أن أشير للندوة التي أقيمت كاختتام لليالي المسرحية للأستاذ دخيل الدخيل و الناقد المسرحي محمد الروبي تحت عنوان " أهمية الندوات التطبيقية في المهرجانات المسرحية "، لحقه توزيع للجوائز.

http://mona0.jeeran.com