خلال سنوات قليلة أثبتت بلادنا أنها ليست قادرة على منافسة العالم المتقدم وحسب؛ بل والتفوق في العديد من المجالات، وذلك بفضل رؤية 2030 وخطط قائدها الطموح، والشواهد على ذلك متعددة.
دعونا نستعرض بعض الأرقام التي لا تكذب، والتي تأتي على رأسها نجاحات التحوّل الرقمي وتعضيد البنية التحتية التقنية، إذ حققنا المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات (2022)، كما أن تغطية شبكة الجيل الخامس وصلت إلى 80% من المناطق المأهولة، مما جعلنا من أوائل الدول عالميًا في انتشار الجيل الخامس، إلى جانب تبوء المملكة المرتبة السابعة عالمياً في سرعة الإنترنت المحمول بحسب مؤشر "سبيد تست" لعام 2024.
إلى مجال الطاقة المتجددة، حيث أطلقت العديد من المشاريع لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للطاقة المتجددة، ومن ذلك مدينة نيوم، التي تتضمن أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، باستثمارات تتجاوز خمسة مليارات دولار، ومشروع سدير للطاقة الشمسية، وهو واحد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية عالمياً، بقدرة 1.5 جيجاوات، مع التخطيط أن تكون نصف طاقتنا الكهربائية مولدة من مصادر متجددة قبل العام 2030م.
إلى أرقام القطاع السياحي، إذ تصاعدت أعداد السياح إلى أكثر من 18 مليون زائر في النصف الأول من 2023، بزيادة تقارب 58% مقارنة بالعام السابق، ناهيك عن النجاحات المتتالية لموسم الرياض والمواسم الأخرى، واستضافة فعاليات عالمية مثل فورمولا ون، ورالي دكار، وجولات الملاكمة، وغيرها، التي جذبت أكثر من 15 مليونا.
إلى تطوير البنية الثقافية، عبر إدراج مواقع مثل العُلا وحي طريف في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ناهيك عن استضافة الفعاليات الثقافية في مدن المملكة.
أما في مجال البحث العلمي، فقد حققت المملكة المركز الأول عربياً و29 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي 2024، وصنفت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ضمن أفضل 150 جامعة عالمية، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير إلى أكثر من 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
ولعل جوهر رؤية المملكة 2030 هو تقليل الاعتماد على النفط، وهو ما تحقق، عبر ارتفاع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 59% في 2023 مقارنة بـ40% في 2016، واستقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 7.9 مليارات دولار فقط خلال الربع الأول من 2024، ناهيك عن تضاعف أصول صندوق الاستثمارات العامة إلى أكثر من 800 مليار دولار، وامتداد استثماراته إلى قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والألعاب الإلكترونية، والرياضة.
بلادنا اليوم ليست فقط في سباق مع العالم المتقدم، بل أمست نموذجاً يحتذى به في التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الفعّال، كل ذلك نجح بمزيج من الإرادة السياسية، والإيمان بالكفاءات الوطنية، ولك أن تتصور أرقامنا ونحن نستعد لافتتاح المشاريع الضخمة قريباً، واستضافة الإكسبو، ثم كأس العالم لكرة القدم.
التعليقات