انطلقت بالأمس منافسات النسخة 26 من بطولة كأس الخليج العربي التي تستضيفها الكويت الحبيبة حتى الثالث من يناير المقبل، وهي بطولة لها بلا شك العديد من الذكريات لدى الكثيرين من أبناء المنطقة، ودائمًا ما كان لها أجواؤها الخاصة، وحساباتها التنافسية المثيرة؛ بعيدًا عن كونها بطولة حبية غير رسمية ولا معتمدة في روزنامة الفيفا، وبغض النظر عن خفوت نجمها، وتراجعها جماهيريًا وإعلاميًا في العقدين الماضيين!.

البطولة واجهت الكثير من الانتقادات في السنوات الأخيرة؛ على الأقل إذا ما تحدثنا عن آراء النقاد والمحللين ونسبة كبيرة من الجماهير في الشارع الرياضي السعودي؛ بسبب ما تشكله من عبء إضافي يثقل كاهل المنتخب ونجوم الأندية الذين كانوا يعانون من تعدد المشاركات المحلية والقارية مع أنديتهم والمنتخب، وهي انتقادات منطقية، والدليل أنَّ المنتخب السعودي شارك في العديد من النسخ الأخيرة بالعديد من البدلاء وبدلاء البدلاء وما كان يسمى بالمنتخب (ب)، وكان يشارك لمجرد المشاركة الوجدانية مع الأشقاء في تظاهرة لها أهداف اجتماعية وحبية أكثر وأهم من أهدافها الرياضية.

النسخة 26 تبدو اليوم مختلفة القيمة والأهمية بالنسبة للمنتخب السعودي عطفًا على ظروفها وتوقيتها الذي أعتقد أنَّه جاء مناسبًا للفرنسي هيرفي رينارد المدرب الجديد القديم للمنتخب السعودي؛ حيث يسعى رينارد للمشاركة بالصف الأساسي للتعرف أكثر على إمكانات وأحوال الأخضر، وجوانب ضعفه وقوته، ومستويات اللاعبين الحاليين، بعد أن تغير الحال كثيرًا عن الحال التي ترك رينارد الأخضر عليها.

إضافة إلى ذلك ستكون البطولة فرصة لمنح أفراد الأخضر دقائق لعب أكثر مما يتاح لمعظمهم في الدوري السعودي، مما ينهي الإسطوانة التي كان يرددها الإيطالي المقال روبرتو مانشيني، ويقطع دابر العذر المتكرر الذي كان يتعلق به في كل مؤتمر، كما أنَّها ستكون فرصة لخلق انسجام أكبر بين أفراد المنتخب السعودي الذي شهدت قائمته الأساسية تغييرًا مستمرًا وثباتًا مفقودًا في عهد مانشيني، إما بسبب الإصابات أو بسبب قناعاته التي جاء بها ورحل بدون أن يستطيع محلل أو ناقد أو متابع أن يفهمها!.

البطولة ستكون أيضًا فرصة سانحة لتجهيز المنتخب السعودي للمرحلة الحاسمة المتبقية من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، والتي لم تعد تقبل التفريط ولا أنصاف الحلول، خصوصًا في ظل جودة مستويات المنتخبات المشاركة في خليجي 26، وارتفاع مستويات عدد من المنتخبات الخليجية كالعنابي القطري، والأبيض الإماراتي، وكذلك المنتخب العراقي، كما أنَّ المنتخبين العماني والبحريني يملكان من الإمكانات ما يكفي لعدم الاكتفاء بدور شرفي في البطولة، الأمر الذي يعطي حافزًا وتحديًا للأخضر، والذي سيكون مطالبًا بإظهار قيمته وشخصيته في هذه البطولة وأمام هؤلاء المنافسين إذا ما أراد رينارد ونجومه أن يبعثوا برسائل اطمئنان للشارع الرياضي السعودي قبل مواجهتي الصين واليابان في مارس المقبل!.

قصف

** تشخيص إصابة اللاعب من ابتسامته هو آخر الاكتشافات العلمية للمحلل والفيلسوف والمفكر و(أستاذ كرسي) الإعلام الرياضي!.

** من أبسط حقوق اللاعب الدولي على اتحاده المحلي هو أن يتحرك نظاميًا وقانونيًا لحمايته إعلاميًا من كل ما يتعرض له من افتراءات وحملات إعلامية رخيصة، لا أن يعمل أذنًا من طين وأخرى من عجين وكأن لا ناقة له في الأمر ولا جمل!.

** عندما يتعلق الأمر بالهلال والتحريض عليه يتحولون لخبراء قانونيين وتحكيميين ومختصين بالأنظمة واللوائح، وهم آخر من يقرأ، وأقل من يفهم!.