فقدت الأمة العربية والإسلامية برحيل الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود رجل من أشجع الرجال رجل من أخلص الرجال رجل أفنى جل حياته لنصرة وخدمة العرب والإسلام رجل كرس فكره لتحديت المملكة العربية السعودية كما وكيفا بما أكرمه الله به من رؤى ثاقبة وبصيرة نافذة رجل حمل على أكتافه مسؤولية وهموم وألام العرب والمسلمين ومنطقة الخليج العربية.
إن مناقب الراحل العظيم لا تعد ولا تحصى ولكنه في سجل الخالدين من الزعماء والقادة الأفذاذ سيظل اسمه محفورا لقرون عديدة بطول الزمان يسجل بكل فخر أنه لولا حكمة وشجاعة ونفاذ بصيرة الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود لكانت دولة الكويت اليوم أثرا بعد عين ولما استطاعت أي قوة في العالم دون ويلات تتضاءل بجوارها ما فعله النازي التصدي لأقوى رابع جيش في العالم.
لقد استطاع الراحل العظيم بفكره الثاقب وقراءته للتاريخ وفهمه وإدراكه للمعطيات الإقليمية والدولية مستلهما شجاعة وبأس والده العظيم الراحل الملك عبد العزيز أل سعود أن يدرك مدى فداحة الجرم الذي أقدم عليه حاكم بغداد المخلوع من احتلاله لدولة الكويت في وقت كانت الأمة العربية والإسلامية في حالة تشر ذم وخوف وهلع من جيوش صدام حسين الجرارة التي كان أولها في الكويت وأخرها في بغداد.
لقد اتخذ الملك فهد بن عبد العزيز القرار الصعب الصحيح في الوقت الصحيح الأصعب ولم يخطأ يوما في حساباته وتحليلاته مما أعطى للعالم أجمع إشارة البدء لتحرير دولة الكويت... لقد دفعت المملكة العربية السعودية ثمنا غاليا وفادحا تحملته ولا تزال برضاء نفس وعن طيب خاطر نتيجة لذلك القرار.. ثمنا كان معلوما مسبقا.. ثمنا لا تستطيع دولة واحدة خليجية أو عربية أن تتحمل تكاليفه مهما تشدق المتشدقون.
فالتاريخ يصنعه الأقوياء الشجعان الذين عاهدوا الله على السير في الطريق القويم لنصرة المحتاج والمكلوم والضعيف ومؤازرة الحق والشرعية فالحر حر حتى لو أصابه الضر والتاريخ لا يذكر الجبناء الضعفاء المتخاذلون الذين باعوا دينهم يدنياهم.. ولهذا سيظل أسم الملك فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه محفورا في قلوب وعقول العالم العربي والإسلامي بل في العالم أجمع إلى جانب والده العظيم الملك عبد العزيز أل سعود وشقيقه الملك فيصل بن عبد العزيز رحمة الله عليهم جميعا.
إننا لا نعزى الشعب السعودي الشقيق في مصابه الجلل ولا نعزى أنفسنا في رحيل الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود فالخالدون لا يموتون ومن ينظر إلى خارطة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بعد سقوط دولة الكويت بأكملها في قبضة جلاوذة البعث العراقي مقارنة باليوم وما حدث ويحدث يدرك يقينا وتأكيدا القيمة التاريخية الفذة والعبقرية الإسلامية المتقده للراحل العظيم الملك فهد بن عبد العزيز أل سعود طيب الله ثراه.
التعليقات