كشف تقرير نشرته السي ان ان صادر عن مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية والبحوث، في دولـــة الإمارات العربية، يقول التقرير من ضمن ماورد بالبحث المذكور ((أن منظمة القاعدة الإرهابية تمثل خطراً حقيقياً على دول الخليج التي ربما تكون الهدف المقبل للتنظيم. وشدد التقرير، الذي أعده المركز التابع لحكومة أبوظبي بضرورة التصدي للأمر بجدية، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وأوضح التقرير أن الشبكة الإرهابية التابعة لأسامة بن لادن نشطة في تجنيد عناصر جديدة وضرب جذورها في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن افتقاد التنسيق والتصدي للخطر "يفسح المجال أمام الإرهابيين لإيجاد موطئ قدم وتجنيد عناصر جديدة استعداداً لموجة جديدة من الهجمات الإرهابية في المنطقة." وبحسب المصدر، قال مختصون في الإرهاب إن إمارة دبي بطابعها المتفتح قد تمثل الملاذ اللوجيستي الأمثل للتنظيم،. ويرجح المحللون أن القاعدة قد تستهدف بعض دول المنطقة مثل البحرين وقطر لعلاقتهما الوثيقة بالولايات المتحدة.))
ومتابعة لما يجري من مواقف على الساحة السياسية يستطيع المرء أن يتلمس الموقف اللين والرخو من دول الخليج العربي تجاه تنظيمات الإرهاب والأدوات التي تستعملها في عملها، فلا تنسيق بينها في محاربة الأرهاب ولعل أكثر هذه الدول التي تعيش التناقض المريع في الموقف هي الدولة الراعية لقناة الجزيرة التي أصبحت من أكبر المؤسسات الأعلامية المتطرفة والموالية لتنظيمات الأرهاب والمتطرفين.
وعبثا حاول السيد وزير الخارجيةالقطري وهو المالك الأساسي لقناة الجزيرة أن يدافع عن نفسه وعن دولته في تقاطعها مع التنظيمات الإرهابية في أخر لقاء تلفزيوني، الا ان الدلائل والأسانيد تثبت أن القائمين على أمور القناة جعلوا من خط القناة الإعلامي مساند للأرهاب تحت مزاعم كثيرة تكون غطاءاً لمواقفهم ويتم ايهام المالك والدولة الراعية بها، ولعل من بينها الموقف ضد القوات الأجنبية والأتجاه القومي المتطرف، في حين أن الحقيقة تكمن في التواصل والأسناد المعنوي والأعلامي في الموقف المستمر لهذه القناة التي توالي الإرهاب الدولي وتدعمه معنوياً والتي أصبحت وسيلة من وسائل تنظيم القاعدة الأرهابي.
ولعل حالة المساندة الأخيرة تتضح بشكل عملي في متابعة ملفات الأرهاب في أسبانيا والتي كشفت أرتباط مراسل قناة الجزيرة المدعو تيسير علوني بتنظيم القاعدة الأرهابي، وكون هذا المراسل حاول أن يتواصل مع التنظيم الإرهابي في العراق مع مجموعة معروفة ومشخصة من العاملين فيها، ويبدو ان الحملة الشعواء التي تشنها القناة ضد القضاء الأسباني، وهو من المؤسسات القديرة والمشهود لها بالعدالة في الساحة الأسبانية جزء من عملية أعلامية لذر الرماد بالعيون وإرضاء قادة التنظيم الأرهابي.
أن رصد ملايين الدولارات من راعي القناة لمتابعة قضية تيسير علوني يظهر مدى الحرص والألتزام للعناصر المرتبطة فعلاً بالتنظيم الإرهابي، حيث أن العديد من مراسلي القناة والعاملين بها تعرضوا للمسائلة القانونية وألغاء عقود عملهم لم يكن معهم موقفاً مشابها للموقف من علوني، ولعل هذه المواقف أعتقاداً واهماً بدفع شر الأرهاب عن مساحة دولة قطرالصغيرة كما يقول التقرير الستراتيجي الصادر عن مركز الأمارات للدراسات والبحوث في دولـة الإمارات العربية.
ومن يتلمس التحليلات التي حددها تقرير مركز الأمارات للدراسات الستراتيجية يدرك أن لاأحد يمكن ان يعصم نفسه من هجمات الإرهاب، بالرغم من أن التنظيمات الأرهابية تهادن الدولة القطرية لفترة محددة لايمكن ان تستمر ، والدولة القطرية توفر الأسباب التي تتعكز عليها التنظيمات الأرهابية في عملها، فهي يتوفر على أرضها وجود قوات أجنبية وقواعد، مثلما يتوفر على أرض العراق، بالأضافة الى كونها تتمتع بعلاقات منفردة عن السرب الخليجي مع دولة أسرائيل، كما أن القناة القطرية (قناة الجزيرة) تشكل ببرامجها الموجهة وسياستها ورضوخها لأن تكون تحت خدمة الأرهاب، لن يعفيها من مواجهة هذا التنظيم مستقبلاً، فقد يرحل العديد من القائمين على أدارة القناة، وقد يتقاطع العديد من مقدمي البرامج مع سياسة القناة، الا أن الأنسان القطري هو من سيتحمل وزر وأعباء ما قامت به القناة من دور مساند يجعل من هذه الدولة الامنة والصغيرة الحطب الذي ستشعله التنظيمات الإرهابية، مادامت توفر له ليس فقط عود الثقاب وأنما البانزين الذي يسكب فوق النار.
الخطابات والمقابلات التي يجريها وزيرالخارجية القطري مالك قناة الجزيرة متناقضة، فهو يزعم ان دولته ضد الإرهاب وأنه يحارب الأرهاب رضوخاً للقرارات الدولية وأنسجاماً لما تقرر في المملكة العربية السعودية من قرارات عربية ضد الأرهاب، الا أن الموقف العملي يتناقض مع هذه التصريحات، فمحاربة الأرهاب تكون بقطع الدعم الاعلامي والمساندة الأعلامية في قناة توظفها دولة قطر لدعم تنظيم القاعدة، وتجعل منها الوسيلة التي تبث بيانات ونشرات التنظيم الأرهابي، والمتنفس الأعلامي لنشر الفكر المتطرف والإجرامي مغلفاً بشعارات دينية وقومية زائفة، بالأضافة الى توظيف برامج معينة تحاول الأساءة الى شعوب عربية والى تاريخها والى رموزها بقصد التنفيس عن مكنونات شخصية ومواقف سياسية لعناصر تعمل في القناة تحاول أستغلال فسحة الحرية وماتوهمت به السياسة القطرية من شعارات وهمية يحاول بعض أن يجعل الماء يسير من تحتها و تتحمل الدولة القطرية وزر مواقفها وما تعكسه من اساءات ملموسة وواضحة لبعض الحكومات والبلدان العربية، ويبدو أن المقاطعة العربية الواسعة للقناة دليلاً على سوء العلاقة العربية مع الدولة الراعية للقناة، ودليل آخر هو حرص مالك القناة الذي استمرأ اللعبة في استمرار القناة بنفس السياسة الأعلامية بالرغم من فداحة الخسارة المعنوية التي يمثلها الملف القطري مع العديد من الدول العربية عموماً، وذلك الأمر ليس في صالح قطر مطلقاً. التناقض الواضح في الموقف السياسي الذي تنهجه القناة تجاه عملية التطبيع ومصافحة القيادات الأسرائيلية، فما هو محرم على الغير من العرب حلال على القيادة القطرية.
ويبدو أن النار التي تشعلها القناة وأن كانت تنفخها بأتجاه حريق لاهب في المنطقة تشنها عناصر الأرهاب التي تنتشر في بلدان مجاورة، تأكل من اجساد الناس وتحرق أيامهم وتقلق حياتهم امام هجمات تشنها التنظيمات الإرهابية التي يتوفر لها كل انواع الدعم، لكن المحللين يرجحون أن منظمة القاعدة الإرهابية قد تستهدف بعض دول المنطقة مثل البحرين وقطر لعلاقتهما الوثيقة بالولايات المتحدة، وخصوصاً بعد المواقف السياسية القطرية الأخيرة في محاولة كشف العلاقة مع الدولة الأسرائيلية وأعلانها بعد ان كانت سرية ، والدعوة للتطبيع والأمر الواقع التي تتناقض معه مواقف وسياسة قناة الجزيرة، مما سيجعل موقفين داخل الدولة، موقف تدعو له الحكومة القطرية، وموقف تدعو له القناة الأعلامية التي يرعاها وزير الخارجية القطري، فهل يتم التفريط بالقناة أم بأمن قطر هذه المرة؟