quot;حذار من رؤية كاتبك المفضل، لأنه سيخيب ظنكquot; (غادة السمان)
على شاشة قناة المستقبل كل جمعة الساعة العاشرةوالنصف مساء، هناك برنامج اسمه: quot;وراء الوجوهquot; يقدمه محاور مبدع ومثقف اسمه ريكاردو كرم البارحة اصطحبني هذا المحاور - الذي يتصادف موعد برنامجه مع البرنامج الأكثر جماهيرية ستار أكاديمي-، الى البرازيل في زيارة الى الشقةالبسيطة للكاتب البرازيلي الأكثر شهرة باولو كويليو صاحب quot;الخيميائيquot; وquot;مكتوبquot; وquot;احدى عشرة دقيقة quot; وغيرها والذي ترجمت كتبه الى أكثر من خمسين لغة - ترى ماهي هذه اللغات؟- وبيع من كتبه أكثر من مئة وخمسين مليون نسخة -فقط !-
ميزة هذا المحاوراللبناني ببساطة أنه: يتقن عمله. فهو يملك القدرة على اختراق ضيوفه دون أن يتحول الى محاور يحاور نفسه كما يفعل البعض، ودون أن يعتمد على الاستفزاز والفضائح كما يفعل آخرون، فهو يعطي الفرصة لضيفه للتجلي عبر أسئلته المنتقاة ليتجلى الضيف وكأنه على كرسي الاعتراف، ظهر الكاتب البرازيلي بكامل تألقه وحيويته في ربيعه الخامس والخمسين وتحدث عن الدين والموت والكتابة فهو يرى أن الأديان كلها مجرد طرق مختلفة للوصول الى الخالق- ليت بعض ليبراليينا الجدد سمعوا هذا المبدع الكاثوليكي وهو يتحدث بمحبة عن الاسلام؟- وتحدث عن الكتابة وأن مهمته هي طرح الأسئلة الصحيحة وليس الاجابة عليها لأن الاجابات تتعدد بعدد البشر، وعن طقوسه في الكتابة بيّن أنه يرفض أن يضع رؤوس أقلام لما يريد أن يكتب لأن في ذلك تحديدا للفكر الذي يجب أن يظل في تحول دائم حتى لحظة الكتابة وبين أن سبب رفضه لتحول رواياته الى أفلام أنه لا يريد لأحد أن يتدخل في حرية تخيل القارئ لتفاصيل رواياته، وعن الهجوم الذي يشنه البعض عليه فأرجع أحد أسبابه بأن كتابته واضحة ومفهومة وهو عكس المواصفات التقليدية للمثقف -شيء مشترك آخر بين مثقفينا ومثقفي أمريكا اللاتينية !-، وعندما سئل عن الموت قال: quot;هناك أناس أموات رغم أنهم على قيدالحياة أما أنا فأرغب في أن أموت وأنا حيّ.
quot;شكرا لباولو كويليو وشكرا لريكاردو كرم وبعد ذلك من يقول: ليس لدينا اعلاميون مبدعون؟
[email protected]
التعليقات