عجيب أمر المنطقة العربية والأعجب هو تلك التركيبة النفسية والعقلية للقائمين على أمرها من حكام، فمنهم المجنـون والديكتاتور والسفاح .. الخ، ورغم أمراضهم السيكولوجية الواضحة وضوح الشمس للعالم كله تجدهم مغيبين عن شخصيتهم الحقيقة وحجمهم الطبيعي، بواسطة صورة زائفة صنعها الإعلام المسخر لخدمتهم وهذا بالطبع بفضل المستفيدين من بقائهم .
ولهذا لم يعد غريباً أن نرى المجنون في ثوب المرشد، والخائن في رمز وطني والسفاح في رمز قائد والشيطان في رمز مصلحquot; مصلح محلى بل مصلح دولي quot;والفاجر في ثوب قديس .
وسبب ذلك ما قرأته أثناء رحلة الرئيس مبارك إلى فرنسا في زيارة الأوربية المنشور في إيلاف يوم السبت 9/12/2006

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/12/196485.htm


وحينما قرأت الخبر أخذتني نوبة هيستيرية من الضحك وخاصة حينا قرأت ما قيل على لسان مبارك معلقا على مشكلة لبنان السياسة قال الخبر بالحرف الواحد .
( ومضى مبارك قائلاً إن quot;مشكلة لبنان هي تعدد الطوائف وتوزيع الوظائف طبقا لهذه التعددية الطائفية، مؤكدا أن الديموقراطية لا تقوم على تعدد الطوائف وإنما على المواطنةquot; ) .
ومن يقرا هذا الخبر يظن انه أمام بسمارك القرن الواحد والعشرين أو أمام سليمان الحكيم أو أفلاطون أو دانتى وتشعر أن المتحدث هو رئيس المدينة الفاضلة وهو أب لكل شعبة أو أن بابه مفتوح لكل الناس ليل نهار ، وتصاب بالصدمة العصبية حينما تدرك أن هذا هو رئيس مصر، مصر حضارة السبعة آلاف عام مصر الفرعونية مصر هبة النيل مصر أم الدنيا وستصاب بضغط الدم حينما تعرف كيف يحكم مبارك مصر واثر حكمة عليها ،ومبدأ المواطنة الذي تحدث عنة .
* يحكم مصر بقانون الطوارئ من سنة 1981
* تحويل مجلسي الشعب الشورى إلى ترزية قوانين على مقاس الرئيس وعائلته
* بيع مصر بالكامل للتطرف وانتشار الإرهاب الديني
* تحويل مصر إلى مصرستان بصفقاته مع دول الخليج
* ضياع قيمة مصر إقليميا وعالميا
* تدجين المعرضة وجعلها تسير في ركاب السلطة
* تحويل صحافة مصر وإعلامها إلى صحافة تنفيس فقط وتحويل صاحبة الجلالة إلى خادم لأغراضه السياسية .
* اختراق الأحزاب المصرية بالأجهزة الأمنية .
* التزوير في كل الانتخابات من الرئاسة إلى مجلس الشعب والمجالس المحلية
* الاتفاق مع الإخوان الشياطين في تقسيم الحكم بمصر مقابل التوريث.
* تحويل مصر إلى دولة دينية بالاتفاق مع الإخوان .
* إنفاق موارد الدولة على حمايته وحماية مصالح العائلة .
* اضطهاد 12 مليون مصري من الأقباط بسبب الدين وحرمانهم من المواطنة !
* حرمان 15 % من الشعب من حقوقهم الدينية والإنسانية
* انتشار الفساد والرشوة والمحسوبيه في مصر
* 65 % من الشعب المصري يعيش تحت خط الفقر
* 25% من الشعب يعانى من الوباء الكبدي سى
* 35 % من الشعب المصري يعانى من الفشل الكلوي
* انتشار الجهل 52% من الشعب اميين
* القاهرة ثاني مدينة في العالم في التلوث بعد كلكوتة بالهند
* تحويل مصر إلى مرتع لنزوات أهل الخليج والنتيجة 2 مليون طفل لقيط
*ارتفاع نسبة العنوسة في مصر 9 مليون عانس

أخيرا أن من يسمع كلام الرئيس مبارك يعتقد أن فخامته يفطر ويغذى ويتعشى على الديمقراطية ولكن ليس سيادة الرئيس مبارك فقط بل كل رؤساء وملوك العالم العربي انطبق عليهم القول الصادق quot; طريق الملوك والرؤساء العرب من القصر إلى القبر quot; وما يتكلمون به من أحاديث عن الديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية هذا كله كلام للاستخدام الإعلامي فقط .
والى السيد الرئيس محمد حسنى مبارك أهدى له هذا القول
حجا أولى بلحم ثوره اصلح أولا بلدك قبل أن تتحدث عن بلد غيرك
اللي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب


و أخيرا
أي مواطنة التي يقصدها الرئيس في بلدة مصر أن يحرم 12 مليون من حقوقهم الآدمية والدينية ويعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية بالأفعال أن يصرف أموال الدولة على مسلمي باكستان وماليزيا وعلى الأزهر الذي ساهم في نشر الفكر المتطرف بعد اختراقه من الوهابيين،
وما معنى المواطنة باستئصال 12 مليون قبطي بتسليم ملفهم لامن الدولة.
وكيف يفسر لنا المزايدة مع الإخوان الغربان في اضطهاد الأقباط وتحويل مصر إلى دولة دينية quot; وحادث وزير الثقافة خير مثال quot;.
سيادة الرئيس لعلك لم تعرف أن العالم قرية صغيرة، وان العالم يعرق قدر العظماء وغير العظماء وان مقياس العظماء ليس بالكلام بل بالأفعال .
وهنا استرجع مقالة كتبها الأستاذ نبيل شرف الدين بعنوان quot; هيا بنا نشخر quot; على حال مصر والمصريين وبعد كلام سيادتك أقول له، لا ياستاذ نبيل بعد حديث السيد الرئيس quot; هيا بنا نبكيquot; على أنفسنا وعلى قدرنا وعلى نصيب مصر التعس منذ 1952 للان وما يخفيه المستقبل لانها ستكون بين طيور ظلام الإسلاميين وسطوة الديكتاتوريين .