قرأت واستمعت إلى بعض التعليقات عن الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد إلى كل من تونس والجزائر والمغرب فلم أفهم أي شيء، لأن المعلقين هم أيضاً لم يكونوا يعرفون خفايا هذه الزيارة لا لأنهم أغبياء،معاذ الله، ولكن لأن المعلومات تنقصهم. لكن المعلق السياسي المطلع لجريدة quot;الأحداث المغربيةquot; عبد المجيد حشاوي كتب تعليقاً قبل الزيارة قال فيه كل شيء، لأنه كان يتوفر لديه تقارير أوربية وأمريكية حول الموضوع. يقول الأستاذ حشاوي: تندرج زيارة رامسفيلد للدول المغاربية الثلاث ضمن زيارته السابقة للدول الأخرى المشاركة في عملية quot;القبضة الحديديةquot; سواء كانت دولاً إسلامية أو أوربية. والقبضة الحديدية ترمي إلى إقامة سد منيع يحول دون تسلل عناصر القاعدة المتكاثرة في الساحل الأفريقي الذي يعاني من فراغ خطير في السلطة. هذا السد اسمه quot;السور الفاصلquot; بين القاعدة والغرب. والذي بدأ تنفيذه بإرسال خبراء أمنيين أوربيين وأمريكيين إلى الساحل لتشخيص الوضع ميدانياً. سبقت زيارة مدير مكتب التحقيقات الأمريكي هذا الأسبوع زيارة رامسفيلد المنتظرة آخر الأسبوع ... كما يقول الأستاذ حشاوي. وهو يزور المغرب quot;الذي يربطه بالولايات المتحدة تعاون أمني وعسكري خاص في عدة مجالات منها التدخل السريع لحماية المصالح الخارجية للمغرب وحلفائه ... ومعروف أن المغرب أول حلفاء الولايات المتحدة من الدول الإسلاميةquot; المحاربة للإرهاب.
خلال زيارته السابقة لأوربا للهدف ذاته شرح لمفاوضيه في الاتحاد الأوربي قلقه من quot;كون دول الساحل الأفريقي أصبحت مصدر تهديد للدول الغربيةquot;. أما زيارته للجزائر فزيادة على التنسيق الأمني معها لتشييد quot;السور الفاصلquot; quot;بين بن لادن والغربquot; كما يقول المعلق الواسع الاطلاع ، فإنه سيحمل إليها تحذيرات من دول الاتحاد الأوربي لأن البوليساريو التي تقيم على الأراضي الجزائرية ومدعومة منها تمويلاً وتسليحاً تأوي quot;عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدةquot;، وهي تمثل خطراً مباشراً على المغرب وعلي دول أوربا التي تعتبر المغرب بوابتها الخلفية . الهدف من quot;السور الفاصلquot; في إستراتيجية quot;الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب هي ضربه في عقر دارهquot; قبل أن يعبر الحدود الأوربية أو الأمريكية. والدول المتحالفة ضد الإرهاب ترحب بتمركز قوات أمريكية متخصصة في الحرب على الإرهاب على حدود الساحل الأفريقي وحدود الدول المغاربية مع الساحل للتصدي للمتسللين من عناصر القاعدة. يقول تقرير أمريكي في هذا الشأن quot;يستغل تنظيم القاعدة في دول الساحل الأفريقي ثلاثة عناصر تسهل له الحصول على quot;مجال حيويquot; ينطلق منه نحو الدول المغاربية ونحو الغرب. أولاً وجود مساحات شاسعة لا تسيطر عليها قوات أمنية وعسكرية أفريقية أو متنازع عليها بين دول المنطقة، وهكذا استطاعت عناصر القاعدة أن تتمركز فيها. ثانياً الفقر الذي يعاني منه الكثير من سكان المنطقة بحيث تستطيع القاعدة رشوتهم ليتركوها تفعل ما تريد. ثالثاً يقول التقرير الأمريكي سبب تمركز قوات القاعدة في الساحل هو غياب الحضور الأمريكي الإستخباراتي والعسكري المجهز بأحدث أسلحة وآلات الاستكشاف للأنشطة الإرهابية. وتقول المصادر المطلعة المغربية أن القوات الأمريكية قررت إعادة استخدام خبراء الأمم المتحدة في الساحل والذين لم يستطيعوا استثمار خبرتهم تحت قيادة الأمم المتحدة الفاشلة رغم معرفتهم الجيدة بهذه المنطقة وسبق لهم أن قاموا فيها بعمليات ميدانية. وهكذا فسياسة الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب أصبحت تقوم على quot;البحث على أي منفذ يوصلها لأي صغير وكبير عن تحركات الإرهابيينquot;. يقول المعلق القدير عبد المجيد حشاوي quot;التقارير الأمنية أشارت إلى كون خلايا القاعدة أصبحت تعمل بنظامين داخل الدول الأوربية: الأول يدعيquot;التكتيك والبرمجة عن بعدquot; بواسطة الانترنت حيث يتوفر القاعدة داخل الدول الأوربية على عناصر تقوم ببرمجة ضربات إرهابية ضد الدول المستهدفة وتعمل على جمع المعلومات المادية والتقنية الضرورية، بينما يقوم النظام الثاني للقاعدة بتواجد في مناطق الساحل الأفريقي. و quot;السور الفاصلquot; هدفه الفصل بين هذين التنظيمين المتكاملين للتقليل من فاعلية القاعدة وربما في المستقبل المتوسط القضاء عليها. وحسب هذه التقارير الأمنية أن المغرب أصبح قاعدة لتنظيم القاعدة حيث ينطلق الإرهابيون منه إلى دول أوربا، والدول المستهدفة التي زارها أو سيزورها مستقبلاً رامسلفيد وغيره من خبراء البنتاجون والحلف الأطلسي هي على التوالي المغرب، وتونس، والأردن، والجزائر، ولبنان، والسعودية، وباكستان، والعراق، ومصر. ويقول التقرير الأمريكي أن quot;الدول المستهدفة أكثر من غيرها هي السعودية ثم مصر ثم المغرب ثم باكستان ثم تونس ثم الجزائرquot;.
زيارة رامسفيلد أرادت استكشاف قدرات هذه البلدان على مساعدة أمريكا في الحرب العالمية الرابعة على الإرهاب.
[email protected]
التعليقات