مازالت إيران المتناقضة تفاجئنا في تشريعاتها بتشريعات ليبرالية لا يمكن تصورها في العالم الإسلامي، مثل إلغاء عقوبة المثلية في القانون الإسلامي الصادر سنة 1994، والآخر فظيع إلى حد الوحشية مثل رجم الزانية حتى الموت. وقد رجمت إيران منذ ثورة الخميني الدموية حوالي 2000 امرأة، حيث ينص قانونها الإسلامي على أن المرأة التي quot;أساءت ارتداء الحجابquot; أي خرجت بعض خصلات شعر رأسها من تحت الحجاب بـ15 يوم سجناً أو بـ 75 جلدة بالتمام والكمال. قد يجوز تفسير ذلك بكراهية المتأسلمين للمرأة التي استبطنوها كأم مفترسة.
وقد فاجئتنا إيران هذه الأيام باعترافها قانونياً بالمتحولين جنسياً من الذكورة إلى الأنوثة أو العكس. وذلك بفضل فتوي لآية الله الخميني. يقول تقرير صحفي أعده الأستاذ المحجوب فريات في جريدة الأحداث المغربية عدد 2543 تحت عنوانquot;بفضل فتوى لآية الله الخميني:إيران تعترف بالمتحولين جنسياًquot;: منذ الثورة حتى الآن قام حوالي ألف شخص بتغيير جنسهم من الذكورة إلى الانوثة أو العكس.فالجمهورية الإسلامية تسمح ndash; كما يقول التقرير ndash; بإجراء عمليات تحويل الجنس كما أنها تمنح الخاضعين للعملية أوراق هوية جديدة وهو الأمر الذي يعتبر استثناء في العالم الإسلامي. هذا الانفتاح نجد عكسه تماماً في بلدي مصر، أذكر أنه في عقد الثمانينيات من القرن الماضى، أن طالباً جامعياً كان يعاني من اختلالاً هرمونياً دفعه لإجراء جراحة تغيير للجنس ليتحول إلى أنثى، ليفاجىء بالجامعة ترفض استئناف دراسته فيها وتصدر قرارها بفصله منها بصورة نهائية!!.
والتقرير الصادر في الأحداث المغربية هو عرض لمقال نشرته جريدةquot;ليراسيونquot; الفرنسية عن موضوع السماح بالتحول الجنسي في إيران. ويقول مقال الجريدة الفرنسية quot;كان مصدر هذه القرار هو آية الله الخميني الذي شرّع عمليات التحول الجنسي عن طريق فتوى صدرت سنة 1983، وذلك بعد التقاءه بمتحول جنسي يعاني من وضع نفسي سيءquot;.
وحبذا لو أن العالم العربي والإسلامي يجعل إيران في مجال التشريعات الليبرالية الجنسية قدوة حسنة، ويجعلها في مجال رجم المرأة وجلد من تسيء ارتداء الحجاب قدوة سيئة.
لماذا نبقي دائماً سجناءquot;الأبيض والأسودquot;. فبين هذين اللونين تلاوين. وكذلك في قوانين إيران الإصلاحية بعض القوانين الجيدة وبعض قوانينها السيئة.لكن لا يسعني إلا أن أهمس في أذن آية الله علي خامنئي لأقول له لماذا تجمع بين أقصى الليبرالية وأقصى الوحشية جنباً إلى جنب؟!. رجاء تخلى عن الوحشية الإسلاموية واتبع طريق الليبرالية الإسلامية. وفقك الله لما تحبه وترضاه.
[email protected]