مثلما كانت حادثة إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري السبب وراء خروج الجيش والمخابرات ومفارز التهريب والسلب السورية من لبنان، فإن quot;الوعد الصادقquot; وماجرّه على اللبنانيين من دمار أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية، لهي فرصة حقيقية لإخراج طهران وquot;حزب اللهquot; من لبنان وللأبد.
الأن ثمّة فرصة ذهبية في عقد صفقة دولية شاملة لحل منظمة quot;حزب اللهquot; الأصولية، مخلب القط الإيراني، وتسليم السلطة والإدارة في الجنوب للدولة اللبنانية. يمكن للقوى الدولية المؤثرة أن تفرض على quot;حزب اللهquot; شروطاً قوية تنهي سيطرة الحزب وهيمنته على الحياة السياسية في لبنان، وتضع حداً لوجود quot;حصان طروادةquot; الإيراني المغروس وسط بيروت: تلك التعويذة الخومينية في تخلف وتشتت شمل اللبنانيين بعد أن كانت بلادهم فردوس الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة الأميركة تحضر لمثل هذا الأمر. فجولة كونداليزا رايس في المنطقة وتصريحاتها حول quot;حق إسرائيل في ضرب قواعد الإرهاب لحين عودة جنودها وإستباب الأمن على حدودهاquot; يٌظهر المهلة التي منحتها واشنطن للدولة العبرية بغية الإجهاز على هذا الحزب الإيراني. وهناك حديث عن quot;سيناريو حل شاملquot; وquot;مقايضة كبرىquot; لإحلال سلام دائم في المنطقة: إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين مقابل الجنديين الإسرائيليين، وإعادة مزارع شبعا السورية للحاضنة اللبنانية (هنيئاً على قلب لبنان...وهي ليست المرة الأولى التي يفرط فيها النظام السوري بأرض سورية على كل حال.) والأهم إبعاد quot;حزب اللهquot; ونزع سلاحه وحل ميليشياته وتسليم الجنوب للدولة اللبنانية وتقليم أظافر رجال الدين من quot;مقلدّيquot; روح الله الخميني، والسائرين بركبه الأصولي المدمر...
إنها الفرصة الذهبية لتخليص لبنان وشعبه الراقي من هذه المنظمة الظلامية. ومثلما كانت دماء الحريري( وبعده تويني وقصير وحاوي) القربان الأكبر في إنبلاج فجر الحرية والخلاص من كابوس الأمن والمخابرات السورية، فإن مايحدث الأن، ورغم هوله وثمنه الفادح من جهة الدمار الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية بالحرث والنسل اللبناني دون تمييز، لهو الفجر الجديد في خلاص لبنان من منظمة quot;حزب اللهquot; العسكرية، وعودة الحياة الديمقراطية والإزدهار لبلاد الأرز.
يخطئ الحساب من يٌجانب quot;حزب اللهquot; في مغامرته الطائشة هذه، والتي جاء التكليف بها من طهران، حينما يعتقد إنه يٌعاضد المقاومة ضد إسرائيل المحتلة للأرض العربية. فلبرما كانت مسألة إعادة الأرض آخر شيء وتحصيل حاصل في أجندة quot;حزب اللهquot; ونظام الملالي في طهران، المنهمك حالياً بكيفية تفجير الذرة.
إن هذه الحرب أشعلها quot;رجال المقاومة الوطنيةquot; كما يعلكّ الأعلام السوري، تنفيذاّ لأجندة إيرانية خالصة، وربما كذلك تخفيفاً للضغط الذي تعرضت لهquot;سوريا الأسدquot; على حد قول حسن نصرالله الذي وافق في تحويل لبنان لكتلة من نار ورماد مقابل دوام نظام الظلم والإستبداد والتخلف في طهران، ونظام الفساد والحكم العائلي الأمني في دمشق.
وهاهي بيروت تحترق والنظام السوري(الذي لم يدفع فلساً واحداً للإعمار لحد الأن) يٌطبل ويعقد حفلات زار يستدعي من اجل لوزم الردح والتطبيل فيها كتائب من المنافقين والدجالين القومجية، من الذين راح زمنهم بعد أن كانوا شهوداً لعصور الهزائم العربية والتنظيرات الركيكة لتحويل هذه الهزائم لquot;نكساتquot; وquot;أمهات المعاركquot; والتغني ببطولاتها الكاذبة. في الحين الذي أمر فيه الملك الحكيم عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية بدفع نصف مليار دولار لإعادة بناء مادمرته إسرائيل رداً على هجوم منظمة quot;حزب اللهquot; الإيرانية.
لقد حان الأوان لأن يتخلص لبنان واللبنانيون من هذه المنظمة. فماذنب النصف مليون لبناني( وأغلبهم من فقراء الشيعة) ليتركوا بيوتهم التي تحولت لأطلال ويٌهجروا، وماذنب الدولة اللبنانية التي ورطهّا نصرالله في هذه المواجهة الغير محسوبة مع إسرائيل، بعد أن شكلّ هو وحزبه ومستشاريه من مخابرات quot;إطلاعاتquot; ورجال quot;الأمن الجوي السوريquot; العقبة الكبرى امام الإنفراج السياسي في البلاد. هذا ناهيك عن حوادث الإغتيالات التي إرتكبها quot;سلاح الغدرquot; وحصدّت أرواح أنبل رجالات لبنان.
الولايات المتحدة لم تنسى حادثة المارينز وقتل quot;حزب اللهquot; لجنودها. ويخطئ من يظن أن واشنطن ستترك محاور الشر ومنظمات الجريمة المنظمة دون عقاب. وهاقد لاحت الفرصة في إخراج طهران من لبنان، وتكسير هيكل quot;حصان طروادةquot; ليعود المعممون للجوامع في مكانهم الطبيعي، وتأخذ لبنان الدولة مكانتها في الشرق، لتعود سويسرا الشرق كما كانت: وهذا لعمري سيكون الأنجاز الأكبر للعالم الحر، وأقوى من مائة quot;شرق أوسط كبيرquot; من نوعية ماتبشرنا به الآنسة الفاضلة كوندي رايس..!.
[email protected]