لا يستطيع أحد أن يتجاوز إيران كقوة إقليمية في المنطقة، لكن هذا لا ينبغي أن يكون سببا للتغاضي عن دور إيران والتدقيق هل دور سلبي أم إيجابي بالنسبة للعرب الذين يشكلون أكبر قومية عددا في الشرق الأوسط، خاصة أنه عبر التاريخ لم تكن العلاقات العربية ndash; الإيرانية طيبة في أية مرحلة من مراحل التاريخ، ومنها مرحلة القرن الماضي زمن حكمين متناقضين هما حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي وحكم آيات الله منذ قيام ما أسموه quot; الجمهورية الإسلامية في إيران quot; وليس quot;الجمهورية الإسلامية الإيرانية quot; لأن التسمية الأخيرة دائمة أي أنها جمهورية إسلامية في الأراضي الإيرانية فقط، بينما التسمية الأولى (...في إيران) تحمل مدلولات معينة منها أنها ألآن في إيران ومستقبلا في أراض أخرى، لذلك فمنذ استلام آية الله الخميني السلطة عقب الإطاحة بنظام الشاه، أعلن نظريته الخاصة بتصدير الثورة الإسلامية من إيران، والتصدير لن يكون لما وراء البحار ولكن عبر الحدود المجاورة أي إلى جواره العربي، وهذا ما يفسر استمرار السياسة التوسعية الإيرانية عبر الإصرار على احتلال الأحواز العربية منذ عام 1925 والجزر الإماراتية الثلاث منذ عام 1971، والتلويح منذ حين إلى آخر بإعادة احتلال البحرين التي اعترف الشاه باستقلالها انصياعا لرغبة شعب البحرين عبر استفتاء دولي عام 1971.
سياسة التعالي والغطرسة
وبعيدا عن الغوص في ثنايا التاريخ القديم، يكفي التذكير ببعض اللقطات العدوانية من التاريخ المعاصر الذي يتذكره الجميع ولا يستطيع إنكاره أحد، وهي لقطات لا يمكن أن تنطلق إلا من خلفية عدوانية توسعية ترى أن أصحابها هم الولاة الشرعيون ليس للشعب الإيراني فقط ولكن للشعوب العربية كافة، فقد بادرت جمهورية الخميني الإسلامية عام 1979 لقطع العلاقات مع جمهورية مصر العربية بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في زمن الرئيس أنور السادات، كاحتجاج على الاتفاقية التي رفضتها جمهورية الخميني، وفي عام 1981 بعد اغتيال السادات أمر الخميني شخصيا بتسمية شارع رئيسي في طهران العاصمة باسم القاتل خالد الإسلامبولي وإقامة جدارية له قرب ذلك الشارع. وفي لبنان أسست حزبها (حزب الله) كما أوضحت ذلك من خلال أدبيات الحزب نفسه وتصريحات المسؤولين الإيرانيين في مقالتي بعنوان (مغزى إقالة حسن نصر الله من الحقيقة إلى النفي) قبل أيام قليلة. وفي الساحة الفلسطينية بدلا من أن تقوم بدور التوفيق بين الأطراف المتنازعة تؤجج الصراع من خلال انحيازها العلني لحركتي حماس والجهاد والزيارات شبه الشهرية لمسؤولي حماس لطهران خاصة خالد مشعل، والدعوة من حين إلى آخر لمؤتمرات عامة ضد التحركات السياسية للسلطة الفلسطينية. هل تسمح جمهورية الخميني الإسلامية لأي عربي شخصا أو حزبا أو دولة بالتدخل في الشأن الإيراني الداخلي أو سياستها الخارجية بهذا الشكل السافر من التدخل والوصاية؟. وانطلاقا من سياسة الهيمنة والوصاية أجرت القيادة الإيرانية قبل أسابيع قليلة مظاهرات عارمة ضد مؤتمر أنا بوليس وهتف المتظاهرون علنا ضد حليفتهم سوريا (اخجلي يا سوريا). وهذا لا يعني أن العلاقات الإيرانية متوترة مع الأنظمة العربية فقط، ولكنها أيضا مع الأحزاب الإسلامية العربية إن لم تكن تابعة لها وبوقا لسياساتها كما هو حزب الله في لبنان، ففي الحرب العراقية الإيرانية (1979 ndash; 1988) هاجمت القيادة الخمينية بشدة غالبية أحزاب الإخوان المسلمين وحزب التحرير لتأييدها نظام صدام حسين، إلى درجة أن قاضي الثورة الإيرانية آنذاك صادق خلخالي أطلق على أحزاب الإخوان المسلمين العربية (إخوان الشياطين)، وأطلقت وسائل الإعلام الإيرانية على قادة الإخوان في مصر ومرشد الإخوان عمر التلمساني بأنهم (عملاء أمريكيون) ndash; تفاصيل ذلك في كتاب quot; اعتدال أم تطرف quot; لخليل علي حيدر.
وهذه السياسة الإيرانية تجاه الأقطار العربية محل انتقاد شديد من العديد من المسؤولين العرب، كان منهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي انتقد قبل أيام قليلة سوريا بسبب طبيعة علاقاتها مع إيران، إذ قال ردا على سؤال حول العلاقات السورية المصرية (إن العلاقات مع سورية ليست محل شك، لأنها عنصر أساسي للاستقرار في هذا الإقليم، ومصالح سورية يجب أن تحظى برعاية مصر، ولكن من الجهة الأخرى يجب ألا يسمح طرف عربي لقوى خارجية أن تؤثر على بعض الأوضاع في المنطقة بشكل يضرّ بالمصالح العربية في مجملها)، وهذا ما يفسر استمرار انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الخميني وجمهورية مصر العربية منذ عام 1979، رغم كل محاولات الجانب الإيراني بما فيها زيارة علي لاريجاني أمين عام المجلس القومي الإيراني للقاهرة الإسبوع الماضي، ومن منطلق الغطرسة نفسه، اتهم لاريجاني في مؤتمره الصحفي مع عمرو موسى (أطرافا وجهات خارجية لم يسمها بتعكير العلاقات العربية الإيرانية)، أي أن الأقطار العربية في مفهومه لا سياسة مستقلة لها، فهي تأتمر بأمر قوى خارجية لتعكير العلاقات مع إيران، متناسيا غطرسة جمهوريته الإسلامية واستمرارها في احتلال أراض عربية، وكأن احتلال إيران جميل يجب أن نصفق له بينما احتلال إسرائيل قبيح يجب أن نقاومه، ومن هذا المدخل العاطفي يتم استغلال الخطابة الإيرانية المعادية لإسرائيل شكلا للتغطية على احتلالها للأحواز العربية الذي سبق احتلال فلسطين ب23 عاما، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث الذي مرّ عليه اليوم 37 عاما.
الاستبداد الداخلي ضد مكونات الشعب الإيراني
وهذه السياسة الإيرانية لا تقل تعسفا أيضا ضد الشعب الإيراني نفسه، حيث كافة تقارير منظمات حقوق الإنسان الإيرانية والعالمية تفضح الممارسات اللا إنسانية ضد كافة مكونات الشعب الإيراني حيث قمع كامل لحرية الرأي، ويتجلى هذا القمع في الأحواز العربية حيث عمليات الإعدام للنشطاء الأحوازيين لم تتوقف منذ استلام الخميني للسلطة، وكان آخرها منذ أيام إعدام الناشط الأحوازي المناضل زامل الباوي المعتقل منذ أغسطس 2005 بسبب مناهضته للاحتلال الإيراني، وما زال إخوته الأربعة في السجن. ومن داخل الحالة الإيرانية يكفي التذكير بحالتين:
قتل الإيرانية الكندية زهرة كاظمي
زهرة كاظمي مواطنة من أصول إيرانية تحمل الجنسية الكندية، كانت في زيارة لإيران فاعتقلها الأمن الإيراني يوم 23 يونيو لعام 2003 عندما كانت تلتقط صورا لأقارب معتقلين أدخلوا السجن بسبب مشاركتهم في مظاهرات ضد الحكومة الإيرانية، وتوفيت في السجن في العاشر من تموز 2003، واعترف نائب الرئيس الإيراني محمد علي ابطحي المقرب من الرئيس محمد خاتمي يوم 30 يوليو 2003، أن وفاة زهرة كاظمي كان جريمة قتل، وأن المؤكد أن جريمة القتل تسببت بها ضربة على رأسها نجم عنها نزيف. ولولا جنسيتها الكندية واحتجاج الحكومة الكندية وسحب سفيرها من طهران لما سمع بوفاتها أحد. وقد أعقب ذلك مسرحية من آيات الله العظام عبر محاكمة مزعومة لضابط في السجن، انتهت بترئته من دمها ولم يحاكم أحد على هذه الجريمة البشعة رغم الجهود التي بذلتها المحامية الإيرانية شيرين عبادي، وقد صرحت والدة الضحية المغدورة لاحقا لصحيفة إيرانية أن أجهزة الأمن أجبرتها على دفن ابنتها في إيران بدلا من كندا حيث أولادها.
اعتقال وتعذيب منصور أوسنلو
هزت هذه الحادثة كافة منظمات حقوق الإنسان العالمية، فمنصور (47 عاما) هو رئيس نقابة عمال حافلات طهران والضواحي، وقد تمّ الاعتداء عليه من قوات الأمن الإيرانية قبل عامين تقريبا، ونتيجة هذه الاعتداءات حذّر طبيب السجن بأنه مهدد بفقدان بصره، ورغم ذلك رفضت سلطات السجن معالجته، وفي بداية أكتوبر 2007 تحرك رئيس نقابة البحارة الأندونيسيين حنفي روستاندي مسافرا إلى إيران لمتابعة القضية نيابة عن الاتحاد الدولي لعمال النقل، ورغم ذلك رفضت السلطات السماح له بزيارة منصور في السجن بحجة أنه يتلقى العلاج، وكذلك رفضوا زيارة زوجته له لنفس الأسباب، مما حدا بديفيد كركروفت أمين عام الاتحاد الدولي لعمال النقل لوصف ذلك ب quot; أنه حيلة دنيئة من قبل الحكومة لعزل منصور ومعاقبته على جرأته في المطالبة بحقوقه النقابية quot;، وما زال منصور ونائب رئيس النقابة إبراهيم مدادي في سجن نيفين في طهران، وهو أيضا في حالة صحية سيئة ويعاني من داء السكري، وحسب أقوال اللاجئين الإيرانيين الهاربين لدول أوربا، فإن سجن نيفين هذا يذكرك كعربي بسجن المزّة وتدمر العسكري في سوريا، حيث الداخل مفقود والخارج مولود.
ما هو رأي آيات الله في بعضهم؟
رغم توثيق كافة المعلومات السابقة إلا أن أشد الإدانات لهذا النظام الدموي المتستر بغطاء الدين، هي التي صدرت من آيات الله أنفسهم، عندئذ لا يستطيع واحد من المصفقين والمطبلين لهذا النظام خاصة من العرب العاربة والمستعربة أن يبرر تأييده لهذا النظام، فهو ليس أكثر صدقا من آيات الله العظمى الذين هم من أسس النظام ويعرفونه من الداخل معايشة وتطبيقا.
اسمعوا ما قاله آية الله حسين منتظري
وهو من كبار القيادات الدينية في إيران وكان مرشحا لخلافة الإمام الخميني الذي وصفه حرفيا بأنه (ثمرة حياتي)، ورغم ذلك اصطدم مع الخميني ذاته بسبب انتقاده انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام وبسبب انتقاداته العنيفة الجريئة تلك، عزله الخميني كخليفة له واستبدله بعلي خامئني المرشد الحالي لإيران. واستمر منتظري في انتقاداته الحادة وعندما بدأ يشكل خطرا داخليا على النظام بسبب كثرة أتباعه ومريديه، وضع قيد الإقامة الجبرية منذ عام 1997 في مدينة قم لأكثر من خمسة سنوات، وبعد ذلك تمّ تجريده من صفته (آية الله) وبدأت وسائل إعلام النظام تهاجمه وتصفه بأنه مجرد رجل دين بسيط، ورغم ذلك واصل تحديه لسلطة آيات الله بعد رفع الإقامة الجبرية عنه، وأعلن (تماما كما فعلت أثناء احتجازي فإنني سأواصل التحدث عن القضايا والعمل، إن هذا واجبي الديني). لذلك قبل الانتخابات التي أجريت في فبراير من عام 2000، أعلن آية الله منتظري معارضته الشديدة لتدخل رجال الدين في شؤون الحكومة، وأعرب عن تأييده لمبدأ إشراف رجال الدين على الحكم، ولكنه قال (إن أية الله خامئني قد تجاوز صلاحياته وعليه أن يخضع نفسه لانتخابات شعبية، وأن يقيد من صلاحياته وأن يكون خاضعا للمحاسبة ومنفتحا للنقد العام لأعماله). وفي زمن رئاسة محمد علي خاتمي الإصلاحي، طالب منتظري بتعديل الدستور ليمنح رئيس الجمهورية محمد خاتمي السيطرة على القوات العسكرية وألأمنية.
فهل آية الله منتظري جاسوس أيضا يا مناصري إيران العرب؟
ويواصل آية الله منتظري تحديه صراحة لهذا النظام القمعي المستبد، ففي رسالة له لهيئة الإذاعة البريطانية، أعلن (أن الحكم في إيران يجب أن يكون للبرلمان والرئيس المنتخبين على أن يقتصر دور المرشد على الرعاية والإشراف، أما إذا أراد أن يتجاوز البرلمان فإنه سيخلق بذلك وضعا سلطويا). كما هاجم القوانين المقيدة لحرية الصحافة التي نتج عنها إغلاق كافة الصحف المؤيدة للإصلاح في إيران و وضع العديد من الصحفيين في السجون.
وآيات آخرون في مواجهة مع أحمدي نجاد
ويستمر الصراع العلني بين آيات الله إصلاحيين والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، فبعد استعراضاته المسرحية الأخيرة حول محو إسرائيل من الوجود والهولوكست، وكلها مجرد خطابات فارغة المضمون، تعرض لهجوم حاد من آيات الله عظمى مثل رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي ومسؤول الملف النووي السابق حسن روحاني. وضمن نفس الحملة وجه آية الله جوادي املي وحجة الإسلام دوعائي انتقادات حادة لسياسات أحمدي نجاد التي تضر إيران، وقال دوعائ (إن أعمالك الأخيرة عرضت للخطر سمعة الإسلام والقرآن) ورفض دعوة نجاد له لحضور احتفال ديني، وقد ردّ نجاد على منتقديه من آيات الله العظمى بأنهم خونة، بينما دعا آية الله منتظري إلى الحوار مع الولايات المتحدة مباشرة لتجنيب البلاد المخاطر التي تجلبها سياسات أحمد ي نجاد، مذكرا أنه خلال حرب فيتنام كانت أمريكا تقود الحرب ضد الفيتكونج في فيتنام وتفاوض في باريس.
هل إيران نموذج يحتذي أم أنه شر مستطير للعرب؟
بعد كل هذه المعلومات الموثقة يصبح السؤال الملحّ بالنسبة للعرب: هل جمهورية إيران الإسلامية نموذج سياسي يمكن تمني استيراده للأقطار العربية،حسب مبدأ تصدير الثورة الخميني الذي ما يزال خلفاؤه يحاولونه بشتى الطرق ومنها استمرار احتلالهم للأراضي العربية؟. أعتقد حسب المعطيات السابقة أننا في الوطن العربي لا نحتاج مطلقا لهذا النموذج السياسي الظلامي المستبد، لأن الأنظمة المستبدة العربية من السهل النضال ضدها، أما الأنظمة الشمولية التي تتستر بالدين كوكيلة شرعية لله تعالى في الأرض فلا يمكن التخلص منها إلا بالقوة كما حصل مع نظام طالبان في أفغانستان الذي لا يقل نظام آيات الله العظمى في إيران عنه تخلفا وقمعا ودموية.
أما التستر بمحاربة إسرائيل فهو مجرد أكاذيب للضحك على البسطاء العرب، وقصة التعاون الإسرائيلي مع نظام آيات الله العظمى منذ زمن الخميني المؤسس يحتاج لدراسة مستقلة، يكفي التذكير الآن بأبرز أحداثها وهي فضيحة (إيران جيت) التي أكد الرئيس الإيراني السابق الحسن بني صدر كافة أحداثها الخاصة بشراء السلاح الأمريكي عبر إسرائيل، وأنها كانت تتم بعلم الخميني شخصيا، كما ورد في لقاء الحسن بني صدر مع قناة الجزيرة أواخر التسعينات في برنامج (زيارة خاصة) من تقديم سامي كليب، حيث كشف الحسن بني صدر معلومات رهيبة عن العلاقات الإسرائيلية مع نظام الجمهورية الإسلامية بعلم الخميني شخصيا، وهي معلومات ينبغي أن يخجل العرب المدافعون عن إيران من أنفسهم عند قراءتها، ويكفي للتشويق كمادة ربما يستعملها المطبلون العرب كي يخجلوا من أنفسهم، ورد التالي في المقابلة المذكورة:
quot; سؤال من مذيع الجزيرة: تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟
جواب الحسن بني صدر: في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من إسرائيل، عجبنا كيف يفعل ذلك، قلت له: من سمح لك بذلك، قال: الإمام
الخميني، قلت هذا مستحيل.
قال: أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك؟ قال: نعم إن الإسلام يسمح بذلك وأن الحرب هي الحرب....صعقت لذلك quot;.
تصوروا الإسلام عند الخميني يسمح بشراء أسلحة من إسرائيل، ولكنه لا يسمح بإجراء مفاوضات سياسية معها.
صورة العربي في الأدب الفارسي
وهذا العداء الإيراني لكل ما هو عربي ليس في مخططات السياسيين وآيات الله العظمى فقط، ولكنه كراهية عميقة متأصلة في الأدب الفارسي، والأدب والإبداع عادة مرآة لنفسية وعادات وتقاليد الشعوب وطرق تفكيرها، وقد درس ذلك الباحث الإيراني (جوبا بلندل سعد) في كتابه (صورة العربي في الأدب الفارسي) الصادر حديثا عن دار قدموس في دمشق، ترجمة صخر الحاج حسن ومراجعة زياد منى، حيث يقدم الباحث الإيراني مختلف صور العربي الكريهة في الأدب الفارسي، التي لخصها الدكتور فيصل دراج في تقديمه للكتاب في موقع ديوان العرب بأن (الأدب الفارسي المفترض صنع صورة العربي من السلب الكامل المكتمل، كما لو كان العربي شرا مطلقا، أدمن إدمانا لا تساهل فيه على كل أشكال الرذائل والموبقات).
ورغم ذلك لا بد من العمل على تحسين العلاقات مع الجانب الإيراني لأن في ذلك مصلحة للطرفين العربي والإيراني، ومفتاح هذا التحسين والتطبيع بيد الطرف الإيراني عبر خطوات أساسية لا بد منها أولها الانسحاب من الجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة، ومنح الحكم الذاتي الكامل لإقليم الأحواز العربي المحتل كخطوة أولى لحل مشكلة هذا الاحتلال، والتوقف عن التدخل في الشؤون العربية من منطلق الوصاية كما أوضحنا...وبدون هذه الخطوات من الطرف الإيراني ستبقى النظرة العدائية الإيرانية قائمة لكل ما هو عربي، ونظرة الشك وعدم اليقين العربية قائمة إزاء كل ما هو إيراني.
[email protected]
اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات