موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي والقادم للسلطة بموجب عقد موقع مع الإدارة الأمريكية مدته خمسة أعوام!! هوبموجب القانون خارج إطار التنظيم الرسمي الحكومي المستند لعملية إنتخابية جرت وحددت مواقع ومراكز القوى السياسية والمذهبية، وإختصاصات هذا المنصب المستحدث في الإدارة العراقية هي إختصاصات عائمة وغير واضحة المعالم ولكنها تصب في إطار عمليات ومشاريع أمنية لها إتصال وثيق بالإدارة الأمريكية!! رغم أن هذا الرجل من الزوار الدائمين للسيد السيستاني لطلب البركة لا المشورة!! لأن المشورة من إختصاصات سيد (البنتاغون) لا سيد الحوزة الدينية!!، والسيد الربيعي هوأصلا من أحد التنظيمات الإسلامية (الدعوة) والذي طرد منه في السنوات السابقة ضمن حملة الإنشقاقات التي تمت في جسد الدعوة وتوجت بخروج قيادته التاريخية المؤسسة ممثلة بالشيخ محمد مهدي الآصفي وهوإيراني الوجه واليد واللسان والمنضوي حاليا تحت مظلة ومبايعة الولي الإيراني الفقيه السيد علي خامنئي وقد ودع الدعوة وكل ما يمت لها بصلة!!، المهم ولكي لا نتشعب بعيدا عن الهدف والمحور الأساسي فإن السيد موفق الربيعي مستشارنا الهمام لا علاقة إختصاصية وعملية له بهذا المنصب؟ ففتخصصه الطبي وعمله (الكهربائي) السابق المربح في إطار شركة يملكها للإعلانات الضوئية في العاصمة البريطانية لا تؤهلانه على الإطلاق للتربع على منصب المستشارية!! وحيث ترتبط هذه التسمية الأميركية المحضة بأسماء رنانة على مستوى التخطيط والستراتيجية الدولية كالدكتور (هنري كيسينجر) أحد مهندسي مرحلة الحرب الباردة والإنفتاح على الصين وإنهاء التورط الأميركي في فيتنام وقضايا فك الإشتباك والحلول الدبلوماسية للنزاع العربي/ الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر 1973، والذي شغل منصب وزارة الخارجية بل وأضحى المتحكم بالبيت الأبيض بعد سقوط الرئيس نيكسون على إثر فضيحة ووترغيت عام 1975، وكذلك السيدة (كونداليزا رايس) وزيرة الخارجية الحالية!! وهؤلاء بطبيعة الحال أكاديميون متخصصون ولهم باع طويل في الساحة الدولية، أما صاحبنا (موفق الربيعي) فليس له من ذلك شيء بل أن كل حصيلته جملة من العلاقات مع أهل السفارة الأميركية في لندن سابقا أهلته لأن يدخل السياسة العراقية من بابها الستراتيجي فضلا عن وقوفه الشخصي وراء إعلان ماكان يسمى ب (إعلان شيعة العراق) قبل أسابيع من سقوط النظام العراقي السابق!! وهوتوجه طائفي محض يخدم هدف تقسيم الشعب العراقي لشيعا وطوائف ويصب في مصلحة تقسيم العراق فلا معنى للحديث عن طوائف وملل ونحل وأديان وقوميات في بلد يراد له أن ينتشل من هوة الدكتاتورية والتخلف والجمود!! ولكنها الأجندات الخفية التي تفصح عن ذاتها وتبرز شخوصا ورموزا ليسوا بالعير ولا بالنفير ليتسيدوا الموقف ولوإلى حين.. إذن فإن كل عدة السيد الربيعي هي البضاعة الطائفية النتنة مخلوطة ببهارات العلاقات الشخصية التي هي المفتاح في الشرق لكل المناصب والمسؤوليات وحالة عدم التخصص ليست غريبة في السياسة العراقية التي دخلها (مطيرجية) أي مربي الطيور!! تحولوا لمستشارين وخبراء عند رئيس الوزراء!! أو(دنبكجية) وراقصين سابقين في فرق صدام حسين الشعبية تحولوا لشيوخ وعمائم جهادية كما هوحال (ستار البهادلي) من جماعة مقتدى الصدر!! وغيرهم الكثير من الأميين والجهلة والحملدارية والمهربين وباعة المسابح والبطانيات!! فهؤلاء جميعا هم نجوم السياسة العراقية الراهنة الذين حولوا العراق لواحة من الديمقراطية الأمريكية (أم النعلجة)!! وهووضع لا يختلف عن وضع نظام البعث البائد حينما جعل من الشقاوات و(السرسرية) سفراء!! ومن الأغبياء والأميين ضباطا وجنرالات!! وقد حصد النظام البائد ما حصد فيما بعد بسبب حماقاته واليوم يتكرر المشهد ولكن بصورة هزلية موجعة وأشد إيلاما جعلت من العراق واحدة من أفشل الدول في تاريخ البشرية؟.
السيد الربيعي وفي إطار منصبه الستراتيجي كان دائما ما يصرح بتصريحات لا علاقة لها بالواقع وتفضح أكثر مما تخفي بل وتسيء أيما إساءة للنظام العراقي الجديد، فمثلا وقبل ظهور وتسرب فيلم إعدام صدام حسين صرح الربيعي بأن صدام قبل الإعدام كان خائفا ويرتجف من الذعر!!! بينما تبين فيما بعد عكس الكلام الذي تفوه به المستشار المحترم!! والطريف أن السيد الربيعي دائما ما يبتسم وهويكذب أويبالغ في الإدعاءات غير الصحيحة!!، وبعد تعالي الشكوى من التدخلات الإيرانية الأمنية في الوضع العراقي وهي تدخلات يلمسها حتى العميان!! خرج علينا سيادة المستشار موفق الربيعي لينفي جملة وتفصيلا تلك الإدعاءات وليؤكد أن إيران لا علاقة لها بما يحدث وأن نظامها بريء براءة الذئب من دم يوسف العراقي؟؟؟؟ والجميع يعلم أن المستشار كان يخالف الحقيقة بل كان سادرا في كذبه الستراتيجي ولكن أخيرا إعترف المستشار المحترم وعن طريق السي أن أن بأن كلامه السابق عن براءة إيران لم يكن دقيقا بالمرة وإن إيران تتدخل على ما يبدو!!!، وهذا التصريح والإعتراف المتأخر هوأكبر من فضيحة تتطلب منه أن يقدم إستقالته ويرحل بعيدا عن السلطة أويتوجه للعمل في شغلته الرئيسية وهي اَلإضاءة الكهربائية أويتفرع للدراسة في (الحوزة)!! ليخرج علينا بعمامة بيضاء قد تدخله مجلس النواب ليكون نائبا للرئيس بدلا من المعمم (خالد العطية)!!، السيد الربيعي أهان الشعب العراقي وداس على الحقائق وتجاوز كل الصلاحيات بتصريحاته الهوائية غير المسؤولة وحتى بموقعه السياسي غير المعلوم والذي لم يوفر أمنا ولم يقدم أي خدمة ولم يساهم في حلحلة الوضع أبدا، فهوإذن مجرد مسمار جحا أمريكي مزروع في الدولة العراقية بدون إختصاصات حقيقية فلا أمن ولا أمان ولا ستراتيجية ولا تخطيط!!.. وطبعا سنرى السيد موفق الربيعي في النجف قريبا وهويقف على أبواب السيد السيستاني ليصرح ويقول : بأن أطباق طائرة هي التي تقف خلف تصاعد الإرهاب في العراق؟ من يدري لعله يقصد جماعة (جند السماء)!!.. إنها الزعامات الطائفية القاصرة التي تسيدت في عصر الزعاطيط العراقي العظيم!!.
[email protected]