وسط نوبة من نوبات الاستحلام الادبي! الدائم والمترقب، لحظة المشتهى الخبري، وهو يخزن في ذاته شتى العادات السرية ذات الدفق الوافر، في كل مناسبة عبر نظام [الخصوبة السوداء]. وهكذا جاء خبر كخبر علاج الاطفال العراقيين في اسرائيل كما لو اننا امام تهريب طرد نووي يهدد حياة البشر! عجيب ان يتوازى ايقاع ودوي الاخبار النووية مع خبر معالجة اطفال بائسين معذبين (لكأن الالم يملك متسعا من الوقت للسياسة) مما يقدم طرائق التفكير قائمة على قواعد هائلة من التشويش والبلبلة بحيث يفهم العقل، الاعمال الخيرية اعمالا عدوانية والعكس! اليس هذا ما تنتجه وسائط الاستخدام الوظيفي للادمغة؟
حاليا، وكالعادة، بل في صميم الباده الفولكلوري حيال ما يمكن تسميته بالابليسيات الدسمة،الكامنة في الثابت العقلي، والتي في مقدمتها اسرائيل، كحاجة ضديّة تمكن ثقافة القربان والرجم المجدلي ان ترفد المعنيين بعناصر اللتقابل والتفاضل الضدي الذي يحقق توازن الذات،التي لا يحدث توهم فضلها الا بتوهم مساوئ الاخر بطريقة اسطورية مثيولوجية، كما تفرض ميكانيزما تقديس الاله ضرورة الاسطرة الشريرة للشيطان، النقيض، وهكذا تمكنت الاحلام ان تحقق وقائعِ ومشاغلا ولم تحقق الوقائع ضبط حدود وحجم احلامنا، وتلك علامة مبكرة للانتحار الجماعي، الذي تشكل، فوضى التفكير وخراب فعل الوسائط،ملامحه، وذلك لسوء تقدير ادوات التخيل والفعل العملي للاوهام الى الافراط في الاتكال على مخارج الكلام والنصوص واللغة كبديل عملي للحدث الفعلي بمشهده الفيزياوي.. الخ هذه المزاملة العقلية لعلاقات مجتمع يقوم على الخوف والابطال والمخلصين والدجالين والقادة والكسل والعدوان والريبة من الحرية.. الخ تحتاج لجرعات منشطة مصابة بعمى المضامين الى حد الدوخة بحيث لم يعد هناك فرق بين الشر والخير ولا بين الرحمان والشيطان.
جمعية خيرية تقوم بمساعدة أطفالا عراقيين في اسرائيل! انه خبر يناهز تفجيرا نوويا او تهريب مادة مشعة تهدد الحياة في مكان ما.
وكالعادة ايضا وايضا يصبح كل شيء خاضع لمنطق الشرطة والامن السري، ثم تغذية الاستحلام الخالد لجينات عقل المؤامرة.. وهي تبدا من خراب مواسم الطماطم ndash; البندورة ndash; مرورا بمؤامرة اليهود على صناعة الفلافل وانتهاء بعلوم الذرة والفضاء فكل ما يفعله اليهودي او اسرائيل هو مؤامرة، واية مؤامرة؟ هنا تختلف الايقاعات والذبذبات الشبحية وهي تجعل سحريات هتشكوك حقيقة واقعة وليست خيال كما يعترف راويها لكن مستمعها يرفض تصديق الناحية الخيالية ويصر على انها واقعية، لها لحم ودم وعظام جسدية وليست اوهام ومخايل.. وهنا تجد الاسواق الاعلانية والدعاية عقلا مستعدا ومنفتحا على اسهل الجهود حيث لا يحتاج قادة الدعاية الى جهد الخالق او المصدر بل حماقة المخلوق والمتلقي.
هذه القضية تفتح ملف العقلانيات بل ووظيفة الافكار والذهن والعاطفة في اعداد مواقف الناس، هنا، لرؤية الوجود وتعريفاته، والامر هنا ليس في ما تقوله النصوص بل في ما تتلقاه وتنتجه النفوس والعقول والعلاقات... الخ مشكلة عويصة نحن ضحايا اسبق من الاسرائيليين لطريقة استعمالها ووظيفة انشطتها البيولوجية.
شخصيا لا اتمنى على نفسي ان تقدم شهادة حسن الظن، وهي تحتاج الى حماية وتزكية، الخوض بالمحرمات او ما بعد الخطوط الحمر، تلك الشهادة التي اعتبر بطولتها نوعا من الرعونة والبلادة الشعبية، كما هي حاضنة اولى لاحكام الطغاة والاوغاد والفاسدين حيث كنا نموّل مقولاتهم بدمائنا واحزاننا وشرف تمثل الكلمات بالافعال في احتفاف دائم مع الموت والمغامرة.. اذ لا احسد نفسي على تاريخ الندم.. تاريخ كنا فيه الاساتذة الاوائل لصناعة الارهاب والعقل التضحوي والفداء الذي انتهى للاسف مهددا الامن البشري ليقيم جمهوريات الجحيم ويرفد التجربة الانسانية بعالم يقوده الحمقى والجهلة والبرابرة والبدو / الاستباحيون حتى اللعنة في دمويتهم، حيث فقدت حتى تعاليم الشيطان حدود قسوتها ومضمون حجتها على البشر الفاسقين / كما يدعي الشيطان / امام الله... للان لا نعرف من كان على حق في الاسطورة والتلازم المثيولوجي، في النتائج الواقعية؟ هل من الممكن تصور شياطين ابشع من التي قدمتها التجارب الانسانية؟ لا اظن!
على اية حال حين اخوض حوارا جاحدا بالسائد تقوده الاخوة البيولوجية لا عدوان الذئاب وتوحش النمور، لا احد يتمكن من وسمي بصفات الخيانة والتجسس الفولكلوري المعهود لاسرائيل، لاني كنت اتمنى ان تقبل نفسي وضاعة الغدر ودونية الخيانة، تلك التي وجدت في كل الانظمة والبرامج الفكرية والسلوكية لقادة عقل المؤلمرة الذين بالغوا في تطيير الشبحية الاسرائيلية في الحياة الادبية للمجتمعات العربية وبعض الاسلامية.. حبذا لو كانت نفوسنا موئلا للاعمال النجسة الوضيعة التي عرفناها وشاهدنا اسوء تنكراتها بين رموز البقاء على العداء الفولكلوري لاسرائيل، واخال لا اصدق اذني وانا استمع لكلمات صدام حسين الاخيرة وهي تهتف بحياة فلسطين.. يا للهول انا الذي دفع تشردا واذلالا وغربة طويلة تفوق الربع قرن جراء وجودي مع الفلسطينيين، حيث نحن مجموعة قليلة العدد تبحث عن المغامرات العدمية ولم نجد غير المقاومة تمنحنا الاستجابة الداخلية لعقل المغامرة، وحدث التصادف ان قتل صدام واغتال بعضنا في لبنان، بل اعدم اؤلئك الذين قدموا بعد حصار بيروت حيث راهنوا على اخلاق ابن القبيلة والحمولة ولم يعرفوا مقدار تلك النذالة المنهجية، رغم انهم ينتمون للبعث ولتنظيم العراق (جبهة التحرير العربية) والحكايات تستاهل قصص الجدات في ليالي البرد! ويا للهول وانا استمع لرجل حزن قلبي على مماته وكبر في نفسي لمرة واحدة واخيرة حين شاهدت شجاعته امام المشنقة، لاني لا اصاب بعمى ايديولوجي كي اقلب النشاط البصري كما حدث لادالجة الانتقام ومكانته الوضيعة في النفس حزنت كثيرا في لحظة الاعدام لاني عرفت كيف يكذب الموتى.
انها كرات البلياردو وهي تضرب بعضها فتضيع الكرة الاولى، والقصة طويلة جدا مع هذا الشلع من ادالجة الفكر القومي الذي ندينهم من مناهجهم وليس من مناهجنا، حيث لم يكونوا مخلصين لافكارهم، كما كان طغاة الفكر الوطني والقومي كفرانكو واتاتورك العظيم وسيمون بوليفار فيما قادة القومية الايرانية والعربية تركوا افكارهم القومية واهانوها ولم يؤمنوا بها! فكانت مجرد دعاية تعبوية لسلطانهم ومثلهم فعل قادة الفكر الديني واليساري لان تلك البيئات، على ما يبدو ليست مؤهلة للافكار والايمان والمبادئ واخشى ان تتجه افكاري لوصف احمق!
انها كرة البلياردو تصدم نوايا افكارنا وتبعثرها في الشتات الواسع لعالم ينسج اخطاءه بيده وهو يبين تصوراته الذاتية لقضية ما، حين نقرا تعامله مع خصومه، وهذا يبين كيف ان العراقيين نهبوا المستشفيات لتصورهم انها لا تختلف عن مديرية امن فكل شيء في خدمة المنطق الامني البوليسي وان كان مشروع محو الامية او توزيع حصة بيض! ثم كرت مسبحة التناغم الباهر للبوليسية فاصبحت وزارة الصحة، في عهد التحرير، وزارة قتلة وخطف وتعذيب تفوق ما طالعنا فيه نظام صدام من تهور وانعدام رحمة... قصة البلياردو ذاتها حين يصوب الاعمى اتجاهها.
يعتقد العوربيون الذين شمروا عن سواعدهم عبر نظام ndash; الفزعة ndash; القبلي والقبلي بان اسرائيل تتسول من الاعارب رضاهم واعجابهم (راجع نتنياهو وغولدا مائير وبنغوريون وموشي دايان وشارون لتتعرف على الخيال الاسرائيلي من العرب) دون النظر لجانب دعائي اخر وهو لا يخص عالم الاعلان والاثارة النجومية الشعبية بقدر ما يخص مفاعلات داخلية صميمية تربط المصير الحضاري للبشر واستمراريتهم كعالم منظم اقل توحشا وشرا في داخله حين يقلل من نزعات الانتقام مع خارجه وخصومه / القائد الذي يعاقب جنوده على سرقة قرية معادية فانما يحمي نظامه الداخلي ويخسر شهوة الانتقام من الخصم. وهكذا سومر الاولى اول من فطن لمقاتلي السلام بموازاة مقاتلي الحرب! نحن كنا نعتبر الاخلاقيات الاسرائيلية الممثلة بقادتهم، وفي جل خصومتنا وعلى لسان اكبر متطرفي المقاومة الفلسطينية، وقد استمعنا لذلك بآذاننا (كنا في احدى الدوريات الاستطلاعية عام 1975) وهو يمدح اخلاق موشي دايان واخلاصه لقضاياه متمنيا ان يصل لهذا المستوى مع قضيته وشعبه.. لكنه لم ولن يصل، والرجل مازال حيا يتقلب بالافكار بين اليسار ثم الاسلام.. لا فرق لاننا عالم ليس لديه افكار او تراكم افكار ولا حتى ديانة كما تلقتها امم اخرى كتركيا وايران وامم الاوردو فاسيا!
حكاية التقابل في الاضداد هي الاخرى لها نصيب الاسد وبعض بعضها لها نصيب الجرذ، فهذه لباب مشكلة المشاكل في تفكيرنا ولعلها تحتدم وسط الضجيج المقام على منح اطفالا عراقيين حق الرعاية الصحية من قبل اسرائيل، وهذا ليس مفاجئ ولا هو غريب الا على الذين استخدموا واستفادوا من بورصة النضال الفلسطيني، تلك التي لا تنضب طالما هناك من يدجج نفسه بايديولوجيا الموت والحرب والعدوان فغير مسموح للعنصر الفلسطيني،في الخيال العربي، الا ان يموت مظلوما ويعيش معذبا كي يرفد حاجة الخيال المذكور بالعناصر التراجيدية المثيرة التي تهدا مفاعلات الاستحلام القومي! وحين يذهب الفلسطيني نحو السلام تقوم الدنيا ولا تقعد لانه سيحرم العرب من اكبر عناصر الاستحلام الادبي التراجيدي، فتلك قضية تحمل ملامح المرض والانحراف النفسي اكثر منها منطقا كفاحيا او خيالا سياسيا، خصوصا اذا عرفنا تطور العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية والانسانيات الموثقة في مسالة التطبيب والعمل (العمل في اسرائيل اصبح مطلبا وطنيا، والتفاصيل طويلة) ناهيك عن نظام الضمان الاجتماعي الذي يشمل من حالفهم حظ الغزاة ولم يعيشوا في دول التحرير والاستقلال لانهم يحظون برعاية مدنية وقانونية كما الغربي وبلدانه التي تدفعنا الى المهالك والاخطار كي نعبر بواباتها هربا من اوطاننا... اليس هذا كافيا لجعل قادة الفزعات الاعلامية ان يخوضوا عناصر تاملهم وشكهم على مقاعد المراحيض وليس اريكة ديكارت؟ ما المقارنة بين مناضل في دولة ثورية وعميل في دولة استعمار وغزاة؟ هذا ما كتبته في رسالة معروفة الى حزب الله يوم كنت في لبنان لان بيتي مدجج بالحزن والفقر والارق ولرصاص فالمرارة لا تعلم الخوف بل المغامرة.
- شخصيا اقدمت ذات مرة لمحاولة انتحار بواسطة اقراص منومة، فاخذوني الى مستشفى قريب تابع التنظيم اسلامي فلسطيني كل من فيه يرتدي عدة الايحاء الايديولوجي السياسي المرمز بالدين، اي اللحى حيث اشعر بانها رداء اخر للوجه، مما يزيد من الكابة البصرية عبئا على نزلاء المستشفى. لم يستقبلني الاطباء على اعتبار ان فعلتي هي فعلة كفار والطب هنا فقط للمسلمين، اي هو عنصري اضاف لنظريات هتلر العنصرية بعض ما نسيته في مشفياتها الميدانية خلال الحرب الثانية! الموتى لا يخافون وانا كنت بشجاعة ميت حيث لم امنح قاتلي عنصر القصاص وانا منتحر. هذه عينة اواسط التسعينات عن اسلمة الطب وعنصريته الهوجاء.. ذكرت شيوخ وامراء مؤمني المشفى انذاك الى ان اسرائيل كانت تنجد الجرحى ممن كان يحاربها، كما تستخدم طائرات الهيليكوبتر للحالات الطارئة فماذا تقدمون لتحديها في الصراع الاخلاقي؟ شتمت بعضهم وذهبت لمستشفى حركة فتح كي اتخلص من بقايا الاقراص المنومة...
- اعرف شخصا من احدى مخيمات البؤس الفلسطيني،كان مصابا بمرض القلب، وليس لديه مال للعلاج.. فدخل دورية عسكرية كي ياسروه الاسرائيليون ثم يحصل على رعاية طبية وهكذا حدث.. وهناك عينة ذات دلالة مهمة حيث يواضب شخص اعرفه على زيارة اسرائيل كل عام ليفحصه برفسور متخصص بالمجاري البولية، وهذا منذ اطلاق سراح معتقلي انصار اذ كان بينهم. المشكلة كان هذا الشاب في حركة فتح وفتح انذاك في حرب مع اسرائيل واسرائيل تعرف ذلك، والشخص متدين ايضا ويعمل قي قسم الفنون المسرحية. كان يزور اسرائيل للعلاج الدوري عبر بوابة لبنانية باشراف الامم المتحدة، فما الدعاية التي تجنيها اسرائيل من جراء هذا العمل واستقبال هذا الشاب؟
هناك عمليات تحجير دماغي اكسب الصورة الاسرائيلية ثبات ابليسي مسبق لا يمكن معه فك الارتباط الدماغي بين اسطرت والوقائع سواء منها السيء او الصالح. كلاهما مؤسطر لم يدخل في دائرة البشر لذا اقتضى التوثين والتحجير. ولما كانت اسرائيل تعرف هذا التحجير والشبحية وليست غافلة عنه، وهو يقدم خدمات استخبارية في احيان ما خصوصا عند المغفلين، الشرهين، على لحس الاسهم،في البورصات الادبية. فما العبرة في اخذ الاطفال او جعلهم وقودا ووقودا مضادا للتسييس والتعبئة، ثم امتطاء اوغاد السياسة محمولاتهم الساحرة؟ اؤلئك الذين لا يتورعون من تسييس الله والشهداء والفضيلة وتزوير نوايا اي شيء للاطماع السياسية والسلطان، خصوصا اؤلئك امتهنوا امتهن الامانة الفاضلة للاصلاح والخلاص من الثوريين وزعماء الفضائل وقبائل الحقيقة.
في ايلول من العام 1970، والاردن كان محقا في سلوكه اذ بان احداث ايلول، ولعله اضطر الى الهروات المدفعية بعد ان استنفد اي عقل وحكمة معنا! نعم معنا نحن المخربون الذين لو ترك لنا الخيار لدافعت السجون عن سجانها بوجه من جاء لتحرير السجناء -السجن بنظام افضل من الحرية بفوضى -. المهم في ذلك العام حوصرت مجموعة فدائية بين الحدود الاسرائيلية الاردنية،من جهة يحاصرهم الجيش الاردني كما يراقبهم جنود اسرائيليون على الطرف الاخر.. ترى ما العمل، م الخلاص، م المخرج؟ العناصر الثلاث حدثت واقعيا مع انها تنطوي على ملامح ممسرحة غاية في الدراما والارواء الادبي / اتمنى ان يمسرحها احدهم او يدونها بشكل روائي / هؤلاء فدائيو ايام زمان، ويترتب على ذلك ركام من التطهر الاول والقيم التي تحلل الكثير منها بهذه الازمنة، ومع ذلك يزداد الفعل الدرامي بحياده الاول حيث لم يحدث في تلك المراحل كوارث التسييس والتجيير الداخلي كما يحدث اليوم وتسيطر السوق على انبل القيم حيادا وبراءة.. هؤلاء حين حاصرهم الجيش الاردني سقطت، على ما يبدو، كل ملامح القضايا الكبرى والافكار واصبح البقاء مربوطا بنشاطه البيولوجي غير المرتهن للافكار والمضامين والعقائد. وهنا حدث، جرد قيمته الادبية، امام المصير البشري، كل الاعداء والحروب، من هوياتهم، فلا يتميز الخطر والموت بهوية وطنية، وتلك اكبر الادلة على عدم وجود اي وازع ايديولوجي او عقائدي يحول النشاط البيولوجي لعالمه كما يدعي خيال ووهم الفكر القومي والديني، الذي ان حدث، هذا التعشير الانتحاري في مجاله فهو تصدير ازمة داخلية، بدليل ان اكبر قتلة الشعب الفلسطيني ومدمري سلامه واحلامه هي الانظمة الثورية والقومية. وهنا تصبح رمنسات الخيال السياسي هي الممكنة، وتلك تنهار امام الاستحقاقات الواقعية الفلسطينية الامر الذي دعى ابي عمار ان يختار تونس وعمالة ابو رقيبة، لاقامته ولن يختار الانظمة الثورية، ذات الرنين العالي النبرة في تضامنها مع القضية الفلسطينية، كما كان شعار القرار المستقل بصراخه العالي يحمي من تدخل تلك الانظمة التي تقوم بفعل مناوب عن اصحاب الشان! وقد وصل، هذا الصراخ، لحد عنصري، مكّن الخيال الوطني الفلسطيني من الحصانة والتحوط والتخلص من عدوان رمنسات الاصدقاء اكثر من حذره من الاعداء. فكانت تفاهمات اوسلو وكانت حماية ما بقي لهذا الشعب من كرامة عيش وسلام بقاء من مهانات ومنبوذية علاقات ازمنة التحرر الثوري، التي سيعرفها العرب ما ان يحملوا الجواز الفلسطيني في المطارات العربية او ينتحلوا موطنة الفلسطيني المنبوذ من مجتمعاتهم ونظمهم..
انتهت تلك القصة الامثولة بتسليم الشباب المحاصر للجيش الاسرائيلي واختيارهم البقاء بخيانة على الموت بوطنية ثورية! فاختاروا الحضارة العدوة على الصديق الذي يمثل الموت والبداوة والبطش.
العلماء اليهود شاركوا بفعالية كبيرة في اغناء الحضارة الحديثة والعلم هو مادة كونية غير قابلة للتوطين لذا اذا اخترع الاسرائيلي دواءً ما او شارك في بحث ازمة الانحباس الحراري لا نظن ان للشمس والحرارة والبكتريا انتماءً وطنيا او هوية للشفاء مقابل كونية الالم.. فليس للجراح والحزن وطن وهوية الا عند المضاربين وبقايا نخاسة التاريخ.
يحدث الان في قضية اطفال العراق، وطبقا للعقل العربي فوضى التقابل وغيبوبة المنطق لاسيما وان اسرائيل، حين سعت رغبتها الانسحاب من لبنان، جرى اتهامها بالمؤامرة، تحت ذريعة الفراغ الامني،(لكان الجيوش تحتل البلدان لتزرعها بالمشمش وليس بالالغام) سواء من قبل سوريا او حزب الله كما لو ان التضمير المنطقي لهذه الارادة، هو رفض الانسحاب الاسرائيلي والرغبة في بقائه كي لا تصبح اسرائيل متامرة! يا للحيرة غزوها مؤامرة وانسحابها مؤامرة! فهل هي قوات طورئ دولية ام العرب يحسبون السياسة في منطق العجز اللغوي ويحتاجون لمنجم كي يعرفوا عن رغباتهم؟ ومع هذا التنجيم السياسي والكهانة الاستدلالية، لا تتخلص نتائج التنجيم عن تهمة مؤامرة! عجيب هل تفهم الحروب تراشقا بالزهور ام انها بعض فنون المؤامرة؟ هل العرب يتعرفون على الخصومة في محددات النصوص ويصيغونها كشيطان مسبق الحراك ام هي حرة طليقة ملك اصحابها؟ هل يقتل اليهودي نفسه كي يرضى عليه خصومه ام ماذا؟ هل اسرائيل افتراض ملائكي يحاكم على اساس تلك الفرضية التي تضمر المدح وليس الذم؟
شخصيا اتمنى ان احظ بعلاج في اسرائيل عسى ان يتجسسوا على البكتريا الوطنية عندي! لان فضل المستشفيات العربية وخصوصا الايديولوجية اكثر مهانة من الموت بدون تمنن وكرامة / اكبر ما حققناه نحن الثوريون هو ان نقضي بقية العمر في ارض الخصوم الذين حاربناهم وليس في بلاد من حاربنا من اجلهم. لعمري هذه نبالة خصم وخساسة صديق لاسيما ان نبل الخصم جعله يدفع فاتورة حربنا ضده فيعيد الثقة بقوة السلام الذي حرمناه ثقتنا. حتى بيوت الدعارة تمنح سماسرتها تلك البقية،من الموت الكريم فما الذي منحه لنا قادة الرومانسية التي يغيضها استقبال الاطفال العراقيين في اسرائيل..؟ اسالوا الضحايا الابطال في تضامين خطاب اللتحرير، وهنا في ارض المهاجر حيث ننجب اطفالا نقتل ذاكرة اباءهم ونتجمع بين فيتنامي خائب وجزائري سحقته شهوة خيانة التحرير وايراني انتحل ما يذل كرامته كي يخلص عائلته من تهمة الوطنية وينال اللجوء السياسي الى فلسطيني يبيع ما جمعته مخيمات الذل ويحبك القصص الكاذبة كي ينال سلام الخيانة ويخلص عيون اطفاله من دموع التذابح الثوري بين حماس وفتح.. الى روسي خذلته احلام مدينة ماركس الفاضلة وهي تطرد يوتوبيا افلاطون حسبها النوايا الفلسفية المغفلة تمنح الدماغ فرصة التدخل بمساحة الله! كلنا نتجمع على انكسار احلامنا تهزنا عواصف خجولة من العرفان والسلام، وقد هدمت وحشيتنا حافة قبلة من عدو حاربناه وانعشتها زنزانة صديق حاربنا لاجله، نحن مواطنو الغربة والمنافي الابدية اقفلنا باب الحنين لاوطان يخجل ابوتنا ان ينتمي الاطفال لذاكرتها الدموية.. شكرا لاسرائيل.. انها نبالة الشجعان لمكرمة لا تنكر الجبناء لجميل.. دعوا الشيطان يتانسن كي لا يخيفنا المقدس في الهة.
- اتركوا فلسطين لجراحها لا تجعلوا الفلسطيني عارض جراح
- كان بيتي مدججا بالحزن والارق والرصاص لذا رجمت بيوت الناس بحجر
-جعلوا مدننا ثكنات والهاتنا اوثانا وجراحنا مسودة مزورة
جعلوا اخلاقنا تتبرج بالسرقة والشطارة ولتملق
-ليس للالم هوية ليس للجراح انتماء في الالم تتاخى الانشطة البيولوجية مع الجرذان والخنازير فكيف باخوتها مع جنسها البشري؟
-كل الذين شبحوا الوجود الاسرائيلي قتلوا الفلسطينيين بكل مكان ونظروا لهم نظرة النازي لليهودي فعاشوا كمنبوذين في دول الضيافة والمخيمات والذل العربي
-كلنا رهائن خطفهم الارهابيون في طائرة اسما الوطن العربي
حاليا، وكالعادة، بل في صميم الباده الفولكلوري حيال ما يمكن تسميته بالابليسيات الدسمة،الكامنة في الثابت العقلي، والتي في مقدمتها اسرائيل، كحاجة ضديّة تمكن ثقافة القربان والرجم المجدلي ان ترفد المعنيين بعناصر اللتقابل والتفاضل الضدي الذي يحقق توازن الذات،التي لا يحدث توهم فضلها الا بتوهم مساوئ الاخر بطريقة اسطورية مثيولوجية، كما تفرض ميكانيزما تقديس الاله ضرورة الاسطرة الشريرة للشيطان، النقيض، وهكذا تمكنت الاحلام ان تحقق وقائعِ ومشاغلا ولم تحقق الوقائع ضبط حدود وحجم احلامنا، وتلك علامة مبكرة للانتحار الجماعي، الذي تشكل، فوضى التفكير وخراب فعل الوسائط،ملامحه، وذلك لسوء تقدير ادوات التخيل والفعل العملي للاوهام الى الافراط في الاتكال على مخارج الكلام والنصوص واللغة كبديل عملي للحدث الفعلي بمشهده الفيزياوي.. الخ هذه المزاملة العقلية لعلاقات مجتمع يقوم على الخوف والابطال والمخلصين والدجالين والقادة والكسل والعدوان والريبة من الحرية.. الخ تحتاج لجرعات منشطة مصابة بعمى المضامين الى حد الدوخة بحيث لم يعد هناك فرق بين الشر والخير ولا بين الرحمان والشيطان.
جمعية خيرية تقوم بمساعدة أطفالا عراقيين في اسرائيل! انه خبر يناهز تفجيرا نوويا او تهريب مادة مشعة تهدد الحياة في مكان ما.
وكالعادة ايضا وايضا يصبح كل شيء خاضع لمنطق الشرطة والامن السري، ثم تغذية الاستحلام الخالد لجينات عقل المؤامرة.. وهي تبدا من خراب مواسم الطماطم ndash; البندورة ndash; مرورا بمؤامرة اليهود على صناعة الفلافل وانتهاء بعلوم الذرة والفضاء فكل ما يفعله اليهودي او اسرائيل هو مؤامرة، واية مؤامرة؟ هنا تختلف الايقاعات والذبذبات الشبحية وهي تجعل سحريات هتشكوك حقيقة واقعة وليست خيال كما يعترف راويها لكن مستمعها يرفض تصديق الناحية الخيالية ويصر على انها واقعية، لها لحم ودم وعظام جسدية وليست اوهام ومخايل.. وهنا تجد الاسواق الاعلانية والدعاية عقلا مستعدا ومنفتحا على اسهل الجهود حيث لا يحتاج قادة الدعاية الى جهد الخالق او المصدر بل حماقة المخلوق والمتلقي.
هذه القضية تفتح ملف العقلانيات بل ووظيفة الافكار والذهن والعاطفة في اعداد مواقف الناس، هنا، لرؤية الوجود وتعريفاته، والامر هنا ليس في ما تقوله النصوص بل في ما تتلقاه وتنتجه النفوس والعقول والعلاقات... الخ مشكلة عويصة نحن ضحايا اسبق من الاسرائيليين لطريقة استعمالها ووظيفة انشطتها البيولوجية.
شخصيا لا اتمنى على نفسي ان تقدم شهادة حسن الظن، وهي تحتاج الى حماية وتزكية، الخوض بالمحرمات او ما بعد الخطوط الحمر، تلك الشهادة التي اعتبر بطولتها نوعا من الرعونة والبلادة الشعبية، كما هي حاضنة اولى لاحكام الطغاة والاوغاد والفاسدين حيث كنا نموّل مقولاتهم بدمائنا واحزاننا وشرف تمثل الكلمات بالافعال في احتفاف دائم مع الموت والمغامرة.. اذ لا احسد نفسي على تاريخ الندم.. تاريخ كنا فيه الاساتذة الاوائل لصناعة الارهاب والعقل التضحوي والفداء الذي انتهى للاسف مهددا الامن البشري ليقيم جمهوريات الجحيم ويرفد التجربة الانسانية بعالم يقوده الحمقى والجهلة والبرابرة والبدو / الاستباحيون حتى اللعنة في دمويتهم، حيث فقدت حتى تعاليم الشيطان حدود قسوتها ومضمون حجتها على البشر الفاسقين / كما يدعي الشيطان / امام الله... للان لا نعرف من كان على حق في الاسطورة والتلازم المثيولوجي، في النتائج الواقعية؟ هل من الممكن تصور شياطين ابشع من التي قدمتها التجارب الانسانية؟ لا اظن!
على اية حال حين اخوض حوارا جاحدا بالسائد تقوده الاخوة البيولوجية لا عدوان الذئاب وتوحش النمور، لا احد يتمكن من وسمي بصفات الخيانة والتجسس الفولكلوري المعهود لاسرائيل، لاني كنت اتمنى ان تقبل نفسي وضاعة الغدر ودونية الخيانة، تلك التي وجدت في كل الانظمة والبرامج الفكرية والسلوكية لقادة عقل المؤلمرة الذين بالغوا في تطيير الشبحية الاسرائيلية في الحياة الادبية للمجتمعات العربية وبعض الاسلامية.. حبذا لو كانت نفوسنا موئلا للاعمال النجسة الوضيعة التي عرفناها وشاهدنا اسوء تنكراتها بين رموز البقاء على العداء الفولكلوري لاسرائيل، واخال لا اصدق اذني وانا استمع لكلمات صدام حسين الاخيرة وهي تهتف بحياة فلسطين.. يا للهول انا الذي دفع تشردا واذلالا وغربة طويلة تفوق الربع قرن جراء وجودي مع الفلسطينيين، حيث نحن مجموعة قليلة العدد تبحث عن المغامرات العدمية ولم نجد غير المقاومة تمنحنا الاستجابة الداخلية لعقل المغامرة، وحدث التصادف ان قتل صدام واغتال بعضنا في لبنان، بل اعدم اؤلئك الذين قدموا بعد حصار بيروت حيث راهنوا على اخلاق ابن القبيلة والحمولة ولم يعرفوا مقدار تلك النذالة المنهجية، رغم انهم ينتمون للبعث ولتنظيم العراق (جبهة التحرير العربية) والحكايات تستاهل قصص الجدات في ليالي البرد! ويا للهول وانا استمع لرجل حزن قلبي على مماته وكبر في نفسي لمرة واحدة واخيرة حين شاهدت شجاعته امام المشنقة، لاني لا اصاب بعمى ايديولوجي كي اقلب النشاط البصري كما حدث لادالجة الانتقام ومكانته الوضيعة في النفس حزنت كثيرا في لحظة الاعدام لاني عرفت كيف يكذب الموتى.
انها كرات البلياردو وهي تضرب بعضها فتضيع الكرة الاولى، والقصة طويلة جدا مع هذا الشلع من ادالجة الفكر القومي الذي ندينهم من مناهجهم وليس من مناهجنا، حيث لم يكونوا مخلصين لافكارهم، كما كان طغاة الفكر الوطني والقومي كفرانكو واتاتورك العظيم وسيمون بوليفار فيما قادة القومية الايرانية والعربية تركوا افكارهم القومية واهانوها ولم يؤمنوا بها! فكانت مجرد دعاية تعبوية لسلطانهم ومثلهم فعل قادة الفكر الديني واليساري لان تلك البيئات، على ما يبدو ليست مؤهلة للافكار والايمان والمبادئ واخشى ان تتجه افكاري لوصف احمق!
انها كرة البلياردو تصدم نوايا افكارنا وتبعثرها في الشتات الواسع لعالم ينسج اخطاءه بيده وهو يبين تصوراته الذاتية لقضية ما، حين نقرا تعامله مع خصومه، وهذا يبين كيف ان العراقيين نهبوا المستشفيات لتصورهم انها لا تختلف عن مديرية امن فكل شيء في خدمة المنطق الامني البوليسي وان كان مشروع محو الامية او توزيع حصة بيض! ثم كرت مسبحة التناغم الباهر للبوليسية فاصبحت وزارة الصحة، في عهد التحرير، وزارة قتلة وخطف وتعذيب تفوق ما طالعنا فيه نظام صدام من تهور وانعدام رحمة... قصة البلياردو ذاتها حين يصوب الاعمى اتجاهها.
يعتقد العوربيون الذين شمروا عن سواعدهم عبر نظام ndash; الفزعة ndash; القبلي والقبلي بان اسرائيل تتسول من الاعارب رضاهم واعجابهم (راجع نتنياهو وغولدا مائير وبنغوريون وموشي دايان وشارون لتتعرف على الخيال الاسرائيلي من العرب) دون النظر لجانب دعائي اخر وهو لا يخص عالم الاعلان والاثارة النجومية الشعبية بقدر ما يخص مفاعلات داخلية صميمية تربط المصير الحضاري للبشر واستمراريتهم كعالم منظم اقل توحشا وشرا في داخله حين يقلل من نزعات الانتقام مع خارجه وخصومه / القائد الذي يعاقب جنوده على سرقة قرية معادية فانما يحمي نظامه الداخلي ويخسر شهوة الانتقام من الخصم. وهكذا سومر الاولى اول من فطن لمقاتلي السلام بموازاة مقاتلي الحرب! نحن كنا نعتبر الاخلاقيات الاسرائيلية الممثلة بقادتهم، وفي جل خصومتنا وعلى لسان اكبر متطرفي المقاومة الفلسطينية، وقد استمعنا لذلك بآذاننا (كنا في احدى الدوريات الاستطلاعية عام 1975) وهو يمدح اخلاق موشي دايان واخلاصه لقضاياه متمنيا ان يصل لهذا المستوى مع قضيته وشعبه.. لكنه لم ولن يصل، والرجل مازال حيا يتقلب بالافكار بين اليسار ثم الاسلام.. لا فرق لاننا عالم ليس لديه افكار او تراكم افكار ولا حتى ديانة كما تلقتها امم اخرى كتركيا وايران وامم الاوردو فاسيا!
حكاية التقابل في الاضداد هي الاخرى لها نصيب الاسد وبعض بعضها لها نصيب الجرذ، فهذه لباب مشكلة المشاكل في تفكيرنا ولعلها تحتدم وسط الضجيج المقام على منح اطفالا عراقيين حق الرعاية الصحية من قبل اسرائيل، وهذا ليس مفاجئ ولا هو غريب الا على الذين استخدموا واستفادوا من بورصة النضال الفلسطيني، تلك التي لا تنضب طالما هناك من يدجج نفسه بايديولوجيا الموت والحرب والعدوان فغير مسموح للعنصر الفلسطيني،في الخيال العربي، الا ان يموت مظلوما ويعيش معذبا كي يرفد حاجة الخيال المذكور بالعناصر التراجيدية المثيرة التي تهدا مفاعلات الاستحلام القومي! وحين يذهب الفلسطيني نحو السلام تقوم الدنيا ولا تقعد لانه سيحرم العرب من اكبر عناصر الاستحلام الادبي التراجيدي، فتلك قضية تحمل ملامح المرض والانحراف النفسي اكثر منها منطقا كفاحيا او خيالا سياسيا، خصوصا اذا عرفنا تطور العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية والانسانيات الموثقة في مسالة التطبيب والعمل (العمل في اسرائيل اصبح مطلبا وطنيا، والتفاصيل طويلة) ناهيك عن نظام الضمان الاجتماعي الذي يشمل من حالفهم حظ الغزاة ولم يعيشوا في دول التحرير والاستقلال لانهم يحظون برعاية مدنية وقانونية كما الغربي وبلدانه التي تدفعنا الى المهالك والاخطار كي نعبر بواباتها هربا من اوطاننا... اليس هذا كافيا لجعل قادة الفزعات الاعلامية ان يخوضوا عناصر تاملهم وشكهم على مقاعد المراحيض وليس اريكة ديكارت؟ ما المقارنة بين مناضل في دولة ثورية وعميل في دولة استعمار وغزاة؟ هذا ما كتبته في رسالة معروفة الى حزب الله يوم كنت في لبنان لان بيتي مدجج بالحزن والفقر والارق ولرصاص فالمرارة لا تعلم الخوف بل المغامرة.
- شخصيا اقدمت ذات مرة لمحاولة انتحار بواسطة اقراص منومة، فاخذوني الى مستشفى قريب تابع التنظيم اسلامي فلسطيني كل من فيه يرتدي عدة الايحاء الايديولوجي السياسي المرمز بالدين، اي اللحى حيث اشعر بانها رداء اخر للوجه، مما يزيد من الكابة البصرية عبئا على نزلاء المستشفى. لم يستقبلني الاطباء على اعتبار ان فعلتي هي فعلة كفار والطب هنا فقط للمسلمين، اي هو عنصري اضاف لنظريات هتلر العنصرية بعض ما نسيته في مشفياتها الميدانية خلال الحرب الثانية! الموتى لا يخافون وانا كنت بشجاعة ميت حيث لم امنح قاتلي عنصر القصاص وانا منتحر. هذه عينة اواسط التسعينات عن اسلمة الطب وعنصريته الهوجاء.. ذكرت شيوخ وامراء مؤمني المشفى انذاك الى ان اسرائيل كانت تنجد الجرحى ممن كان يحاربها، كما تستخدم طائرات الهيليكوبتر للحالات الطارئة فماذا تقدمون لتحديها في الصراع الاخلاقي؟ شتمت بعضهم وذهبت لمستشفى حركة فتح كي اتخلص من بقايا الاقراص المنومة...
- اعرف شخصا من احدى مخيمات البؤس الفلسطيني،كان مصابا بمرض القلب، وليس لديه مال للعلاج.. فدخل دورية عسكرية كي ياسروه الاسرائيليون ثم يحصل على رعاية طبية وهكذا حدث.. وهناك عينة ذات دلالة مهمة حيث يواضب شخص اعرفه على زيارة اسرائيل كل عام ليفحصه برفسور متخصص بالمجاري البولية، وهذا منذ اطلاق سراح معتقلي انصار اذ كان بينهم. المشكلة كان هذا الشاب في حركة فتح وفتح انذاك في حرب مع اسرائيل واسرائيل تعرف ذلك، والشخص متدين ايضا ويعمل قي قسم الفنون المسرحية. كان يزور اسرائيل للعلاج الدوري عبر بوابة لبنانية باشراف الامم المتحدة، فما الدعاية التي تجنيها اسرائيل من جراء هذا العمل واستقبال هذا الشاب؟
هناك عمليات تحجير دماغي اكسب الصورة الاسرائيلية ثبات ابليسي مسبق لا يمكن معه فك الارتباط الدماغي بين اسطرت والوقائع سواء منها السيء او الصالح. كلاهما مؤسطر لم يدخل في دائرة البشر لذا اقتضى التوثين والتحجير. ولما كانت اسرائيل تعرف هذا التحجير والشبحية وليست غافلة عنه، وهو يقدم خدمات استخبارية في احيان ما خصوصا عند المغفلين، الشرهين، على لحس الاسهم،في البورصات الادبية. فما العبرة في اخذ الاطفال او جعلهم وقودا ووقودا مضادا للتسييس والتعبئة، ثم امتطاء اوغاد السياسة محمولاتهم الساحرة؟ اؤلئك الذين لا يتورعون من تسييس الله والشهداء والفضيلة وتزوير نوايا اي شيء للاطماع السياسية والسلطان، خصوصا اؤلئك امتهنوا امتهن الامانة الفاضلة للاصلاح والخلاص من الثوريين وزعماء الفضائل وقبائل الحقيقة.
في ايلول من العام 1970، والاردن كان محقا في سلوكه اذ بان احداث ايلول، ولعله اضطر الى الهروات المدفعية بعد ان استنفد اي عقل وحكمة معنا! نعم معنا نحن المخربون الذين لو ترك لنا الخيار لدافعت السجون عن سجانها بوجه من جاء لتحرير السجناء -السجن بنظام افضل من الحرية بفوضى -. المهم في ذلك العام حوصرت مجموعة فدائية بين الحدود الاسرائيلية الاردنية،من جهة يحاصرهم الجيش الاردني كما يراقبهم جنود اسرائيليون على الطرف الاخر.. ترى ما العمل، م الخلاص، م المخرج؟ العناصر الثلاث حدثت واقعيا مع انها تنطوي على ملامح ممسرحة غاية في الدراما والارواء الادبي / اتمنى ان يمسرحها احدهم او يدونها بشكل روائي / هؤلاء فدائيو ايام زمان، ويترتب على ذلك ركام من التطهر الاول والقيم التي تحلل الكثير منها بهذه الازمنة، ومع ذلك يزداد الفعل الدرامي بحياده الاول حيث لم يحدث في تلك المراحل كوارث التسييس والتجيير الداخلي كما يحدث اليوم وتسيطر السوق على انبل القيم حيادا وبراءة.. هؤلاء حين حاصرهم الجيش الاردني سقطت، على ما يبدو، كل ملامح القضايا الكبرى والافكار واصبح البقاء مربوطا بنشاطه البيولوجي غير المرتهن للافكار والمضامين والعقائد. وهنا حدث، جرد قيمته الادبية، امام المصير البشري، كل الاعداء والحروب، من هوياتهم، فلا يتميز الخطر والموت بهوية وطنية، وتلك اكبر الادلة على عدم وجود اي وازع ايديولوجي او عقائدي يحول النشاط البيولوجي لعالمه كما يدعي خيال ووهم الفكر القومي والديني، الذي ان حدث، هذا التعشير الانتحاري في مجاله فهو تصدير ازمة داخلية، بدليل ان اكبر قتلة الشعب الفلسطيني ومدمري سلامه واحلامه هي الانظمة الثورية والقومية. وهنا تصبح رمنسات الخيال السياسي هي الممكنة، وتلك تنهار امام الاستحقاقات الواقعية الفلسطينية الامر الذي دعى ابي عمار ان يختار تونس وعمالة ابو رقيبة، لاقامته ولن يختار الانظمة الثورية، ذات الرنين العالي النبرة في تضامنها مع القضية الفلسطينية، كما كان شعار القرار المستقل بصراخه العالي يحمي من تدخل تلك الانظمة التي تقوم بفعل مناوب عن اصحاب الشان! وقد وصل، هذا الصراخ، لحد عنصري، مكّن الخيال الوطني الفلسطيني من الحصانة والتحوط والتخلص من عدوان رمنسات الاصدقاء اكثر من حذره من الاعداء. فكانت تفاهمات اوسلو وكانت حماية ما بقي لهذا الشعب من كرامة عيش وسلام بقاء من مهانات ومنبوذية علاقات ازمنة التحرر الثوري، التي سيعرفها العرب ما ان يحملوا الجواز الفلسطيني في المطارات العربية او ينتحلوا موطنة الفلسطيني المنبوذ من مجتمعاتهم ونظمهم..
انتهت تلك القصة الامثولة بتسليم الشباب المحاصر للجيش الاسرائيلي واختيارهم البقاء بخيانة على الموت بوطنية ثورية! فاختاروا الحضارة العدوة على الصديق الذي يمثل الموت والبداوة والبطش.
العلماء اليهود شاركوا بفعالية كبيرة في اغناء الحضارة الحديثة والعلم هو مادة كونية غير قابلة للتوطين لذا اذا اخترع الاسرائيلي دواءً ما او شارك في بحث ازمة الانحباس الحراري لا نظن ان للشمس والحرارة والبكتريا انتماءً وطنيا او هوية للشفاء مقابل كونية الالم.. فليس للجراح والحزن وطن وهوية الا عند المضاربين وبقايا نخاسة التاريخ.
يحدث الان في قضية اطفال العراق، وطبقا للعقل العربي فوضى التقابل وغيبوبة المنطق لاسيما وان اسرائيل، حين سعت رغبتها الانسحاب من لبنان، جرى اتهامها بالمؤامرة، تحت ذريعة الفراغ الامني،(لكان الجيوش تحتل البلدان لتزرعها بالمشمش وليس بالالغام) سواء من قبل سوريا او حزب الله كما لو ان التضمير المنطقي لهذه الارادة، هو رفض الانسحاب الاسرائيلي والرغبة في بقائه كي لا تصبح اسرائيل متامرة! يا للحيرة غزوها مؤامرة وانسحابها مؤامرة! فهل هي قوات طورئ دولية ام العرب يحسبون السياسة في منطق العجز اللغوي ويحتاجون لمنجم كي يعرفوا عن رغباتهم؟ ومع هذا التنجيم السياسي والكهانة الاستدلالية، لا تتخلص نتائج التنجيم عن تهمة مؤامرة! عجيب هل تفهم الحروب تراشقا بالزهور ام انها بعض فنون المؤامرة؟ هل العرب يتعرفون على الخصومة في محددات النصوص ويصيغونها كشيطان مسبق الحراك ام هي حرة طليقة ملك اصحابها؟ هل يقتل اليهودي نفسه كي يرضى عليه خصومه ام ماذا؟ هل اسرائيل افتراض ملائكي يحاكم على اساس تلك الفرضية التي تضمر المدح وليس الذم؟
شخصيا اتمنى ان احظ بعلاج في اسرائيل عسى ان يتجسسوا على البكتريا الوطنية عندي! لان فضل المستشفيات العربية وخصوصا الايديولوجية اكثر مهانة من الموت بدون تمنن وكرامة / اكبر ما حققناه نحن الثوريون هو ان نقضي بقية العمر في ارض الخصوم الذين حاربناهم وليس في بلاد من حاربنا من اجلهم. لعمري هذه نبالة خصم وخساسة صديق لاسيما ان نبل الخصم جعله يدفع فاتورة حربنا ضده فيعيد الثقة بقوة السلام الذي حرمناه ثقتنا. حتى بيوت الدعارة تمنح سماسرتها تلك البقية،من الموت الكريم فما الذي منحه لنا قادة الرومانسية التي يغيضها استقبال الاطفال العراقيين في اسرائيل..؟ اسالوا الضحايا الابطال في تضامين خطاب اللتحرير، وهنا في ارض المهاجر حيث ننجب اطفالا نقتل ذاكرة اباءهم ونتجمع بين فيتنامي خائب وجزائري سحقته شهوة خيانة التحرير وايراني انتحل ما يذل كرامته كي يخلص عائلته من تهمة الوطنية وينال اللجوء السياسي الى فلسطيني يبيع ما جمعته مخيمات الذل ويحبك القصص الكاذبة كي ينال سلام الخيانة ويخلص عيون اطفاله من دموع التذابح الثوري بين حماس وفتح.. الى روسي خذلته احلام مدينة ماركس الفاضلة وهي تطرد يوتوبيا افلاطون حسبها النوايا الفلسفية المغفلة تمنح الدماغ فرصة التدخل بمساحة الله! كلنا نتجمع على انكسار احلامنا تهزنا عواصف خجولة من العرفان والسلام، وقد هدمت وحشيتنا حافة قبلة من عدو حاربناه وانعشتها زنزانة صديق حاربنا لاجله، نحن مواطنو الغربة والمنافي الابدية اقفلنا باب الحنين لاوطان يخجل ابوتنا ان ينتمي الاطفال لذاكرتها الدموية.. شكرا لاسرائيل.. انها نبالة الشجعان لمكرمة لا تنكر الجبناء لجميل.. دعوا الشيطان يتانسن كي لا يخيفنا المقدس في الهة.
- اتركوا فلسطين لجراحها لا تجعلوا الفلسطيني عارض جراح
- كان بيتي مدججا بالحزن والارق والرصاص لذا رجمت بيوت الناس بحجر
-جعلوا مدننا ثكنات والهاتنا اوثانا وجراحنا مسودة مزورة
جعلوا اخلاقنا تتبرج بالسرقة والشطارة ولتملق
-ليس للالم هوية ليس للجراح انتماء في الالم تتاخى الانشطة البيولوجية مع الجرذان والخنازير فكيف باخوتها مع جنسها البشري؟
-كل الذين شبحوا الوجود الاسرائيلي قتلوا الفلسطينيين بكل مكان ونظروا لهم نظرة النازي لليهودي فعاشوا كمنبوذين في دول الضيافة والمخيمات والذل العربي
-كلنا رهائن خطفهم الارهابيون في طائرة اسما الوطن العربي
التعليقات