من مفكرة سفير عربي في اليابان
زاد قلق العالم من الارتفاع المتصاعد لأسعار الطاقة النفطية، والذي ترافق بزيادة أسعار الأغذية، مع الخوف من بدء ظاهرة الكساد الاقتصادي والصناعي العالمي. وهناك دول منتجة متفائلة من فرصة ارتفاع الأسعار للتخلص من ديونها المتراكمة ولتطوير أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية وتحسين البنية التحتية لمجتمعاتها. وفي الطرف الأخر هناك دول منتجة متخوفة مما قد تسببه هذه الزيادة من نقص الاستهلاك وزيادة في البحث عن موارد جديدة للطاقة النظيفة، والذي قد تؤدي للهبوط الحاد للأسعار، بل للاستغناء عن هذه الطاقة الحجرية وبقاها تحت الأرض. وقد استخدم العالم عبر القرون الماضية أربعة أنواع من الوقود الملوثة: النفط والغاز الطبيعي والفحم واليورانيوم، وقد أُثبتت التجربة اليابانية فعالية وقود خامس، فما نوعية هذا الوقود؟
ناقشت مجلة الايكونوميست في مقالها إلهام النيجاوات، في عددها الصادر في العاشر من مايو لهذا العام، الوحدات الهائلة من الطاقة التي يمكن الوقاية من هدرها بكفاءة استهلاك موارد الطاقة المتوفرة. وأستخدم علماء الاقتصاد كلمتي الوقود الخامس للتعبير عن الكميات الكبيرة من الطاقة التي من الممكن ادخارها بتجنب زيادة الاستهلاك وذلك بتوجيه السلوك البشري لمنع الهذر وتطوير التكنولوجية المتخصصة في خفض الاستهلاك. وقد اثبت التجربة اليابانية فعالية الوقود الخامس في خفض كمية استهلاك الطاقة، مما سيحافظ على احتياطي الطاقة الحجرية لأطول فترة ممكنة، ويقلل نسبة التلوث البيئي، ويساعد السيطرة على الارتفاع الجنوني للأسعار. وقد أدى الارتفاع الصاروخي لأسعار الطاقة الملوثة والتكرر المخيف للكوارث الطبيعية المصاحبة للتغيرات الجوية لمنافسة فكرة الوقود الخامس جميع أنواع الوقود الأخرى بل لتتصدر قائمتها. ومن المعروف بأن حرق الطاقة الملوثة يؤدي لتوليد كميات كبيرة من الغازات الحابسة لحرارة الأرض، بالإضافة لإنتاج مخلفات نووية خطيرة على الحياة، بينما تكون النتيجة الطبيعية للوقود الخامس هو الثراء بخفض فواتير الطاقة، وتقليل الصرف على المحطات المولدة للطاقة، والمحافظة على البيئة.
وتعتقد اللجنة العالمية المختصة بدراسة التغيرات المناخية بأن كفاءة استهلاك الطاقة ستلعب دورا كبيرا في خفض التلوث البيئي ومنع الكوارث الطبيعية المتوقعة. ويقدر العلماء بأن تنفيذ ثقافة الوقود الخامس سيقلل بنسبة الثلثين التلوث البيئي والتغيرات المناخية، وستختصر المدة للنصف لتحقيق خفض نسب الغازات الحابسة في الجو لأقل من 550 جزيئه لكل مليون، وهي النسبة المقبولة للوقاية من التغيرات المناخية الخطيرة. وتقدر اللجان البيئية بمنظمة الأمم المتحدة بأن الوقود الخامس سيلعب دورا في خفض تكاليف استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 20% في بريطانيا و 25% في اليونان وحتى 33% في الباكستان. ويحتاج العالم لحوالي مائة وسبعين مليار دولار لتطوير ثقافة الوقود الخامس حتى عام 2020 حسب تقديرات مؤسسة مكنزي، ويمثل هذا الرقم 1.6% من الاستثمارات العالمية الثابتة.
وقد استفادت اليابان من ثقافة الوقود الخامس لتطوير تكنولوجية كفاءة صرف الطاقة، والذي أدى لنجاحها في خفض استهلاك الطاقة الصناعية لثلث ما تستهلكه الولايات المتحدة لإنتاج نفس الوحدة الإنتاجية. كما استفادت الولايات المتحدة من هذه التجربة الناجحة مؤخرا للعمل على زيادة كفاءتها الإنتاجية لخفض استهلاك الطاقة بنسبة 2% سنويا، وذلك بزيادة كفاءة استهلاك الطاقة في المصانع والمنازل والأجهزة والسيارات، بالإضافة لنقل الصناعات المستهلكة للطاقة للصين. وتبعتها في ذلك كثير من دول العالم بخفض استهلاك الطاقة بنسبة 1.5% سنويا لكل وحدة من إنتاجها الإجمالي المحلي. ويعطي علماء الاقتصاد مثلا بسيطا لما استطاعت أن تحققه الولايات المتحدة من خفض صرفها للطاقة سنويا باستعمال ثلاجات صديقة للبيئة والتي أدت لخفض استهلاك الطاقة بما يعادل أنتاج ثمانين محطة كبيرة للطاقة الكهربائية.
ومن التحديات العالمية لزيادة صرف الطاقة هو دعم بعض الدول لأسعار الطاقة مما يزيد من الهذر وقلة الكفاءة في الاستهلاك، ويقلل من الاستفادة من الأجهزة قليلة الصرف للطاقة. وقد بينت الدراسات العالمية بأن ارتفاع أسعار الطاقة تترافق عادة بزيادة احترام المواطنين لكفاءة استهلاكها، وخير مثل لذلك الدينمارك حيث رفعت أسعار الطاقة ومنعت الدعم الحكومي، لتصبح اليوم أفضل دولة في استخدام ثقافة الوقود الخامس. وحسنت الصين كفاءة استهلاكها للطاقة الحجرية لأكثر من النصف منذ عام 1990. وتقدر الأبحاث الأمريكية بان زيادة كل سنت في سعر الكيلوات في الساعة للطاقة الكهربائية تؤدي لخفض استهلاك الطاقة لحوالي 7%. ويعتقد جورج ديفيد رئيس مؤسسة يونايتد تكنولوجي التي تقوم بصناعة المكيفات ومحركات الطائرات بأن زيادة أسعار الطاقة هي المحرك الوحيد لكفاءة الاستهلاك. كما ويربط المختصون بين كفاءة استهلاك الطاقة بدرجة توعية المواطنين والشركات والحكومات بالسبل المتوفرة لنقص الاستهلاك وخفض التكلفة.
تلاحظ عزيزي القارئ هناك عاملين هامين لتفعيل ثقافة الوقود الخامس في مجتمعاتنا العربية. ويتعلق العامل الأول بتربية وتعليم المواطن العربي على احترام الطبيعة وتجنب تلويثها والمحافظة على مواردها وإعادة الاستفادة من المواد المستهلكة فيها، بالإضافة لتطوير المفاهيم المجتمعية المتعلقة بالمحافظة على الثروة وتجنب العادات المجتمعية في هذرها. ويتعلق العامل الثاني بتطوير التصاميم الهندسية والتكنولوجية لخفض استهلاك الطاقة. وقد بدأت اليابان بتصميم مدنها الجديدة بأولوية كفاءة استهلاك الطاقة فيها، فقربت المسافات بين المنزل والمدرسة ومواقع العمل والمجمعات التجارية لخفض استهلاك طاقة المواصلات، كما طورت طرق البناء والعوازل الحرارية والأجهزة التكنولوجية ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة المستخدمة. وحسنت وسائل المواصلات العامة وزادت من كفاءة استهلاكها للطاقة، وقل الاستخدام الفردي للسيارة للوصول لمواقع العمل. كما طورت كفاءة استهلاك طاقة السيارة، ونوعت موارد الطاقة النظيفة في استهلاكها. فمثلا تستفيد سيارات الهيبرد اليابانية الجديدة من حركة العجلات لتوليد طاقة كهربائية تشغل المحرك، كما استفادت من غاز الهيدروجين الغير ملوث للبيئة لتشغيل سيارات مستقبليةا. وقد يؤدي خفض سعر إنتاج الهيدروجين من الماء، باستخدام بيولوجية الميكروبات، لتطوير تكنولوجية المحركات الهيدروجينية. ويقوم المهندسون في معهد طوكيو التكنولوجي بتطوير محركات تعتمد في تشغيلها على المغناطيس وتحتاج لكمية قليلة جدا من الطاقة. كما أدت تطوير تكنولوجية استخدام الطاقة الشمسية لتوفير الطاقة الكهربائية للكثير من المنازل في الأرياف اليابانية. وقد زادت استثمارات المشاريع المرتبطة بكفاءة استهلاك الطاقة لأكثر من 22% سنويا.
وقد طورت اليابان مفاهيم كفاءة استهلاك الطاقة ومنع تلوث البيئة في ثقافتها المجتمعية، بعد ما عانت الكثير في بداية تطورها التكنولوجي من التلوث البيئي وتكلفة تبذير استهلاك الطاقة. وهناك متاحف عديدة في اليابان تبرز تاريخ التلوث البيئي، وترتب المدارس زيارات دورية لطلبتها لها لتعمق ثقافة الوقاية من التلوث البيئي ومنع هذر الطاقة. ويشاهد الزائر في هذه المتاحف صور مرعبة لمدن صناعية يابانية في الستينات ملوثة سمائها بغازات سحب سوداء، وطبقات كثيفة من مخلفات المصانع طافية على سطح الأنهار والشواطئ. وقد ربط التعليم الياباني العلوم الفيزيائية المادية بالعلوم الإنسانية الروحية لتعميق المفاهيم المتعلقة بكفاءة استهلاك الطاقة وحماية الطبيعة والبيئة. وتؤكد برامجها المدرسية للعلوم الروحية على أهمية تعامل الإنسان مع البيئة واحترامها والمحافظة على مواردها الطبيعية، والاستفادة من تطور العلوم المادية والتكنولوجية لإسعاد الإنسان وتقدمه. وتقوم مؤسسة جائزة كيوتو العالمية المشابهة لمؤسسة جائزة نوبل السويدية، بتقديم جائزة سخية سنويا لأفضل العلماء الذين خدموا العالم باختراعاتهم في مجال العلوم المادية التكنولوجية والعلوم الروحية.
والسؤال لعزيزي القارئ هل ستستفيد مجتمعاتنا العربية من ثقافة الوقود الخامس لزيادة كفاءة استهلاكها للطاقة؟ وهل ستغرس هذه الثقافة في سلوك مواطنيها من خلال تطوير التعليم بربط العلوم المادية الفيزيائية بالعلوم الروحية الإنسانية؟ ولنا لقاء.
ناقشت مجلة الايكونوميست في مقالها إلهام النيجاوات، في عددها الصادر في العاشر من مايو لهذا العام، الوحدات الهائلة من الطاقة التي يمكن الوقاية من هدرها بكفاءة استهلاك موارد الطاقة المتوفرة. وأستخدم علماء الاقتصاد كلمتي الوقود الخامس للتعبير عن الكميات الكبيرة من الطاقة التي من الممكن ادخارها بتجنب زيادة الاستهلاك وذلك بتوجيه السلوك البشري لمنع الهذر وتطوير التكنولوجية المتخصصة في خفض الاستهلاك. وقد اثبت التجربة اليابانية فعالية الوقود الخامس في خفض كمية استهلاك الطاقة، مما سيحافظ على احتياطي الطاقة الحجرية لأطول فترة ممكنة، ويقلل نسبة التلوث البيئي، ويساعد السيطرة على الارتفاع الجنوني للأسعار. وقد أدى الارتفاع الصاروخي لأسعار الطاقة الملوثة والتكرر المخيف للكوارث الطبيعية المصاحبة للتغيرات الجوية لمنافسة فكرة الوقود الخامس جميع أنواع الوقود الأخرى بل لتتصدر قائمتها. ومن المعروف بأن حرق الطاقة الملوثة يؤدي لتوليد كميات كبيرة من الغازات الحابسة لحرارة الأرض، بالإضافة لإنتاج مخلفات نووية خطيرة على الحياة، بينما تكون النتيجة الطبيعية للوقود الخامس هو الثراء بخفض فواتير الطاقة، وتقليل الصرف على المحطات المولدة للطاقة، والمحافظة على البيئة.
وتعتقد اللجنة العالمية المختصة بدراسة التغيرات المناخية بأن كفاءة استهلاك الطاقة ستلعب دورا كبيرا في خفض التلوث البيئي ومنع الكوارث الطبيعية المتوقعة. ويقدر العلماء بأن تنفيذ ثقافة الوقود الخامس سيقلل بنسبة الثلثين التلوث البيئي والتغيرات المناخية، وستختصر المدة للنصف لتحقيق خفض نسب الغازات الحابسة في الجو لأقل من 550 جزيئه لكل مليون، وهي النسبة المقبولة للوقاية من التغيرات المناخية الخطيرة. وتقدر اللجان البيئية بمنظمة الأمم المتحدة بأن الوقود الخامس سيلعب دورا في خفض تكاليف استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 20% في بريطانيا و 25% في اليونان وحتى 33% في الباكستان. ويحتاج العالم لحوالي مائة وسبعين مليار دولار لتطوير ثقافة الوقود الخامس حتى عام 2020 حسب تقديرات مؤسسة مكنزي، ويمثل هذا الرقم 1.6% من الاستثمارات العالمية الثابتة.
وقد استفادت اليابان من ثقافة الوقود الخامس لتطوير تكنولوجية كفاءة صرف الطاقة، والذي أدى لنجاحها في خفض استهلاك الطاقة الصناعية لثلث ما تستهلكه الولايات المتحدة لإنتاج نفس الوحدة الإنتاجية. كما استفادت الولايات المتحدة من هذه التجربة الناجحة مؤخرا للعمل على زيادة كفاءتها الإنتاجية لخفض استهلاك الطاقة بنسبة 2% سنويا، وذلك بزيادة كفاءة استهلاك الطاقة في المصانع والمنازل والأجهزة والسيارات، بالإضافة لنقل الصناعات المستهلكة للطاقة للصين. وتبعتها في ذلك كثير من دول العالم بخفض استهلاك الطاقة بنسبة 1.5% سنويا لكل وحدة من إنتاجها الإجمالي المحلي. ويعطي علماء الاقتصاد مثلا بسيطا لما استطاعت أن تحققه الولايات المتحدة من خفض صرفها للطاقة سنويا باستعمال ثلاجات صديقة للبيئة والتي أدت لخفض استهلاك الطاقة بما يعادل أنتاج ثمانين محطة كبيرة للطاقة الكهربائية.
ومن التحديات العالمية لزيادة صرف الطاقة هو دعم بعض الدول لأسعار الطاقة مما يزيد من الهذر وقلة الكفاءة في الاستهلاك، ويقلل من الاستفادة من الأجهزة قليلة الصرف للطاقة. وقد بينت الدراسات العالمية بأن ارتفاع أسعار الطاقة تترافق عادة بزيادة احترام المواطنين لكفاءة استهلاكها، وخير مثل لذلك الدينمارك حيث رفعت أسعار الطاقة ومنعت الدعم الحكومي، لتصبح اليوم أفضل دولة في استخدام ثقافة الوقود الخامس. وحسنت الصين كفاءة استهلاكها للطاقة الحجرية لأكثر من النصف منذ عام 1990. وتقدر الأبحاث الأمريكية بان زيادة كل سنت في سعر الكيلوات في الساعة للطاقة الكهربائية تؤدي لخفض استهلاك الطاقة لحوالي 7%. ويعتقد جورج ديفيد رئيس مؤسسة يونايتد تكنولوجي التي تقوم بصناعة المكيفات ومحركات الطائرات بأن زيادة أسعار الطاقة هي المحرك الوحيد لكفاءة الاستهلاك. كما ويربط المختصون بين كفاءة استهلاك الطاقة بدرجة توعية المواطنين والشركات والحكومات بالسبل المتوفرة لنقص الاستهلاك وخفض التكلفة.
تلاحظ عزيزي القارئ هناك عاملين هامين لتفعيل ثقافة الوقود الخامس في مجتمعاتنا العربية. ويتعلق العامل الأول بتربية وتعليم المواطن العربي على احترام الطبيعة وتجنب تلويثها والمحافظة على مواردها وإعادة الاستفادة من المواد المستهلكة فيها، بالإضافة لتطوير المفاهيم المجتمعية المتعلقة بالمحافظة على الثروة وتجنب العادات المجتمعية في هذرها. ويتعلق العامل الثاني بتطوير التصاميم الهندسية والتكنولوجية لخفض استهلاك الطاقة. وقد بدأت اليابان بتصميم مدنها الجديدة بأولوية كفاءة استهلاك الطاقة فيها، فقربت المسافات بين المنزل والمدرسة ومواقع العمل والمجمعات التجارية لخفض استهلاك طاقة المواصلات، كما طورت طرق البناء والعوازل الحرارية والأجهزة التكنولوجية ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة المستخدمة. وحسنت وسائل المواصلات العامة وزادت من كفاءة استهلاكها للطاقة، وقل الاستخدام الفردي للسيارة للوصول لمواقع العمل. كما طورت كفاءة استهلاك طاقة السيارة، ونوعت موارد الطاقة النظيفة في استهلاكها. فمثلا تستفيد سيارات الهيبرد اليابانية الجديدة من حركة العجلات لتوليد طاقة كهربائية تشغل المحرك، كما استفادت من غاز الهيدروجين الغير ملوث للبيئة لتشغيل سيارات مستقبليةا. وقد يؤدي خفض سعر إنتاج الهيدروجين من الماء، باستخدام بيولوجية الميكروبات، لتطوير تكنولوجية المحركات الهيدروجينية. ويقوم المهندسون في معهد طوكيو التكنولوجي بتطوير محركات تعتمد في تشغيلها على المغناطيس وتحتاج لكمية قليلة جدا من الطاقة. كما أدت تطوير تكنولوجية استخدام الطاقة الشمسية لتوفير الطاقة الكهربائية للكثير من المنازل في الأرياف اليابانية. وقد زادت استثمارات المشاريع المرتبطة بكفاءة استهلاك الطاقة لأكثر من 22% سنويا.
وقد طورت اليابان مفاهيم كفاءة استهلاك الطاقة ومنع تلوث البيئة في ثقافتها المجتمعية، بعد ما عانت الكثير في بداية تطورها التكنولوجي من التلوث البيئي وتكلفة تبذير استهلاك الطاقة. وهناك متاحف عديدة في اليابان تبرز تاريخ التلوث البيئي، وترتب المدارس زيارات دورية لطلبتها لها لتعمق ثقافة الوقاية من التلوث البيئي ومنع هذر الطاقة. ويشاهد الزائر في هذه المتاحف صور مرعبة لمدن صناعية يابانية في الستينات ملوثة سمائها بغازات سحب سوداء، وطبقات كثيفة من مخلفات المصانع طافية على سطح الأنهار والشواطئ. وقد ربط التعليم الياباني العلوم الفيزيائية المادية بالعلوم الإنسانية الروحية لتعميق المفاهيم المتعلقة بكفاءة استهلاك الطاقة وحماية الطبيعة والبيئة. وتؤكد برامجها المدرسية للعلوم الروحية على أهمية تعامل الإنسان مع البيئة واحترامها والمحافظة على مواردها الطبيعية، والاستفادة من تطور العلوم المادية والتكنولوجية لإسعاد الإنسان وتقدمه. وتقوم مؤسسة جائزة كيوتو العالمية المشابهة لمؤسسة جائزة نوبل السويدية، بتقديم جائزة سخية سنويا لأفضل العلماء الذين خدموا العالم باختراعاتهم في مجال العلوم المادية التكنولوجية والعلوم الروحية.
والسؤال لعزيزي القارئ هل ستستفيد مجتمعاتنا العربية من ثقافة الوقود الخامس لزيادة كفاءة استهلاكها للطاقة؟ وهل ستغرس هذه الثقافة في سلوك مواطنيها من خلال تطوير التعليم بربط العلوم المادية الفيزيائية بالعلوم الروحية الإنسانية؟ ولنا لقاء.
سفير مملكة البحرين في اليابان
التعليقات