هكذا ينطوي عام ويقبل عام آخر، بدايته مأساة أبناء غزة، والضحايا الأبرياء من المدنيين، الذين يتساقطون جراء الحرب الطاحنة والقصف الإسرائيلي وتكتيك الدروع البشرية لحماس أسوة بما كان يمارس صدام خلال حرب العراق. قادة حماس مختبئون، والأبرياء يقتلون ويجرحون بالمئات، ومع ذلك يصرح السيد إسماعيل هنية بأن quot;مشهد الانتصار يغلب على الدمارquot;؛ فأي حرص على الأرواح!!؟ وأي تقدير للخسارة والربح!!؟.
أهوال العام المنصرم كبرى رغم بعض نقاط الضوء الواعدة، وبداية العام الجديد لا تبشر كثيرا بالآمال، كما يدل تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية في العالم، وحرب غزة التي يحترق فيها مئات الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، وما نأمل هو أن تنتهي هذه الحرب سريعا، فتتوقف صواريخ حماس بضمانات دولية قاطعة، وانتشار مراقبين دوليين، وانسحاب إسرائيلي فوري من غزة، و تقديم كل المساعدات الإنسانية الضرورية، دولية وعربية، لإغاثة أهال غزة المنكوبين.
كلما يقبل عام جديد، فإن أول شعور ينتابني هو أن عاما آخر انقضى من شيخوخة ما بعد الثمانين، عاما يقربني من النهاية، والغريب أنني في هذه المناسبات أعود تلقائيا إلى طفولتي وصباي، متذكرا أدق التفاصيل من أحداثهما، حتى كأن الشيخوخة والطفولة تتماها الواحدة في الأخرى.
الزمن مأساوي وآفة الموت هي النسيان! الزمن مأساوي لأن ما صار يجمع البشرية هي وحدة الآلام والكوارث وسقوط الضحايا، من ضحايا غزة، ضحايا الانفجارات في العراق ومومباي، فمحن المسيحيين العراقيين وأقباط مصر، فضحايا الأنظمة الشمولية في دارفور وإيران، وإلى ضحايا الأزمة المالية العنيفة في كل مكان، وضحايا الإرهاب، والاستبداد، والكوارث الطبيعية، والبطالة في أرجاء مختلفة من العالم.
عام 2008 كان عام أزمات حادة وأحداث كبرى: أزمة مالية، انتخاب أوباما، الغزو الروسي لجورجيا، مومباي، مصادمات اليونان، الكوارث الطبيعية، أولمبياد بكين، وغير ذلك من أحداث دولية. اما عندنا في العراق، فالاتفاقية الأمنية، وبروز خلافات كبيرة في التحالفات والقيادات الحاكمة، واستمرار استفحال الفساد، وتوالي الانفجارات الإرهابية؛ أما في المنطقة فبداية أزمة غزة التي يرثها عام 2009، وصول المشروع النووي الإيراني لنقاط حرجة، وإذ يعلن البرادعي لأول مرة أن كل المفاوضات مع الحكومة الإيرانية لم تجد وأن العبرة بحوار أميركي - إيراني، كما قال. لا يد هنا نتوقف لدى غزة أيضا لارتباط الأحداث الدامية بالأصابع والمناورات الإيرانية. إن إيران، التي هي نفسها تلقت الأسلحة من إسرائيل عام 1986 لمحاربة العراق، [ إيران غيت]، صارت اليوم سيدة الوصاية على القضية الفلسطينية، بالخطب الداعية لمحو إسرائيل، وبتمويل وتسليح حماس، ومعارضة الحلول السلمية للقضية الفلسطينية.
لقد ظهر في النصف الثاني من العام المنصرم كتاب فرنسي هام لمؤلفين، فرنسي وإيراني، عن دور الاستخبارات الإيرانية، وquot;فيلق القدسquot; المتفرع من حرس الثورة الإيراني، في عمليات التخريب، وخطط نشر الفوضى في العراق، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، ودول الخليج، وفي أرجاء أخرى من العالم الإسلامي وأوروبا، ويبين الكتاب كيف أسس حرس الثورة وعناصر فيلق القدس حزب الله اللبناني عام 1983. إن هذا الكتاب هام جدا، وسنعود إليه في وقت لاحق،. علما بأن أحمدي نجاد كان من بين قادة فيلق القدس.لسنوات طويلة.
عام مضى بين كيف أن المجتمع الدولي هش، غير قادر على حل المعضلات الكبرى، ومنها قنبلة إيران، ودارفور، والتوسعية الروسية، وبين مدى عمق الأزمة المالية؛ كما أظهر ذلك العام من جديد مدى هزال ومفارقات وتناقضات الأوضاع العربية. أما في عراقنا، فلا نزال نحلم بإلغاء نظام المحاصصة، ومحاربة الفساد، والقضاء على بؤر الإرهاب، ولا نزال نأمل أن تتعظ القيادات العراقية بالدروس القاسية والمرة، وأن تعود إلى بيت المصلحة العراقية العليا!
أهوال العام المنصرم كبرى رغم بعض نقاط الضوء الواعدة، وبداية العام الجديد لا تبشر كثيرا بالآمال، كما يدل تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية في العالم، وحرب غزة التي يحترق فيها مئات الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، وما نأمل هو أن تنتهي هذه الحرب سريعا، فتتوقف صواريخ حماس بضمانات دولية قاطعة، وانتشار مراقبين دوليين، وانسحاب إسرائيلي فوري من غزة، و تقديم كل المساعدات الإنسانية الضرورية، دولية وعربية، لإغاثة أهال غزة المنكوبين.
كلما يقبل عام جديد، فإن أول شعور ينتابني هو أن عاما آخر انقضى من شيخوخة ما بعد الثمانين، عاما يقربني من النهاية، والغريب أنني في هذه المناسبات أعود تلقائيا إلى طفولتي وصباي، متذكرا أدق التفاصيل من أحداثهما، حتى كأن الشيخوخة والطفولة تتماها الواحدة في الأخرى.
الزمن مأساوي وآفة الموت هي النسيان! الزمن مأساوي لأن ما صار يجمع البشرية هي وحدة الآلام والكوارث وسقوط الضحايا، من ضحايا غزة، ضحايا الانفجارات في العراق ومومباي، فمحن المسيحيين العراقيين وأقباط مصر، فضحايا الأنظمة الشمولية في دارفور وإيران، وإلى ضحايا الأزمة المالية العنيفة في كل مكان، وضحايا الإرهاب، والاستبداد، والكوارث الطبيعية، والبطالة في أرجاء مختلفة من العالم.
عام 2008 كان عام أزمات حادة وأحداث كبرى: أزمة مالية، انتخاب أوباما، الغزو الروسي لجورجيا، مومباي، مصادمات اليونان، الكوارث الطبيعية، أولمبياد بكين، وغير ذلك من أحداث دولية. اما عندنا في العراق، فالاتفاقية الأمنية، وبروز خلافات كبيرة في التحالفات والقيادات الحاكمة، واستمرار استفحال الفساد، وتوالي الانفجارات الإرهابية؛ أما في المنطقة فبداية أزمة غزة التي يرثها عام 2009، وصول المشروع النووي الإيراني لنقاط حرجة، وإذ يعلن البرادعي لأول مرة أن كل المفاوضات مع الحكومة الإيرانية لم تجد وأن العبرة بحوار أميركي - إيراني، كما قال. لا يد هنا نتوقف لدى غزة أيضا لارتباط الأحداث الدامية بالأصابع والمناورات الإيرانية. إن إيران، التي هي نفسها تلقت الأسلحة من إسرائيل عام 1986 لمحاربة العراق، [ إيران غيت]، صارت اليوم سيدة الوصاية على القضية الفلسطينية، بالخطب الداعية لمحو إسرائيل، وبتمويل وتسليح حماس، ومعارضة الحلول السلمية للقضية الفلسطينية.
لقد ظهر في النصف الثاني من العام المنصرم كتاب فرنسي هام لمؤلفين، فرنسي وإيراني، عن دور الاستخبارات الإيرانية، وquot;فيلق القدسquot; المتفرع من حرس الثورة الإيراني، في عمليات التخريب، وخطط نشر الفوضى في العراق، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، ودول الخليج، وفي أرجاء أخرى من العالم الإسلامي وأوروبا، ويبين الكتاب كيف أسس حرس الثورة وعناصر فيلق القدس حزب الله اللبناني عام 1983. إن هذا الكتاب هام جدا، وسنعود إليه في وقت لاحق،. علما بأن أحمدي نجاد كان من بين قادة فيلق القدس.لسنوات طويلة.
عام مضى بين كيف أن المجتمع الدولي هش، غير قادر على حل المعضلات الكبرى، ومنها قنبلة إيران، ودارفور، والتوسعية الروسية، وبين مدى عمق الأزمة المالية؛ كما أظهر ذلك العام من جديد مدى هزال ومفارقات وتناقضات الأوضاع العربية. أما في عراقنا، فلا نزال نحلم بإلغاء نظام المحاصصة، ومحاربة الفساد، والقضاء على بؤر الإرهاب، ولا نزال نأمل أن تتعظ القيادات العراقية بالدروس القاسية والمرة، وأن تعود إلى بيت المصلحة العراقية العليا!
التعليقات