قال ابو العلا ماضى لمحرر المصرى اليوم بتاريخ 29 اغسطس 2009 quot; أن الاخوان المسلمين لا يحبون الدخول فى ائتلاف لا يكونون مهيمنين عليه، وأن الاخوان المسلمين والحزب الوطنى تسببا فى نكسة الامةquot;. مما هو جدير بالذكر أن ابو العلا ماضى كان عضوا نشطا فى جماعة الاخوان المسلمين وتركهم عندما اعترضوا على رؤيته فى تأسيس حزب سياسى بمرجعية دينية، فاستقال وحاول تأسيس حزب سياسى باسم quot; حزب الوسطquot; فى محاولة تلفيقية للتوفيق بين الدولة الدينية والدولة المدنية، فهو يقول quot;أن برنامج حزبه يقدم رؤية سياسية معتدلة للخلط بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية الحديثة من خلال وجود مرجعية إسلامية للحزبquot;؟؟؟!!!.
ما لم يقله ابو العلا ماضى أن الاخوان المسلمين لا يحاولون الهيمنة وتدمير التجمعات السياسية والنقابية والاجتماعية من داخلها فحسب ولكنهم أيضا يعملون بكل جهدهم لأسلمة أى تجمع ينخرطون فيه على طريقتهم الأصولية السلفية المتخلفة.
تاريخ الاخوان المسلمين على مدى أكثر من ثمانية عقود هو هو لم يتغير الهيمنة والتدمير والأسلمة التى تمهد لخلق دولة إسلامية، ولهذا يقرر حسن البنا بوضوح أن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم هو جريمة إسلامية، ويعلق على ذلك المؤرخ الراحل عبد العظيم رمضان قائلا quot; وبهذا تكون جماعة الأخوان المسلمين اول جماعة تظهر فى العصر الحديث تستهدف الوصول للحكمquot;(عبد العظيم رمضان: جماعة التكفير فى مصر ص 31).
سلوك الاخوان المتمثل فى مصطلحى quot; الهيمنة والأسلمةquot; لا يختلف إذا كان هذا التحالف مع النظام الرسمى أو مع الاحزاب السياسية أو داخل النقابات المهنية أو بين الحركات الإحتجاجية أو حتى داخل منظمات المجتمع الاهلى غير المسيسة.
فيما يتعلق بنظام عبد الناصر، فقد تحالف معهم واصطدم بهم مبكرا عام 1954 من آجل الصراع على السلطة.
ينحدر معظم الضباط الاحرار من نفس الطبقة الاجتماعية فى الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى مثلهم فى ذلك مثل الاخوان المسلمين، واعتمدوا على المدخل الشعبوى فى السيطرة على الشارع مثلهم أيضا، وقسموا الناس بطريقتهم بين الشعب وأعداء الشعب، ووطنيين وخونة على طريقة المؤمنيين والكفار عند الاخوان.
يقول عبد المنعم عبد الرءوف: إنه كون أول خلية لضباط الاخوان المسلمين فى اكتوبر عام 1942 من كل من جمال عبد الناصر، الذى كان برتبة نقيب، والملازم اول حسين حمودة، وخالد محيى الدين، ثم ازداد فيما بعد عدد الخلايا فى الجيش، وفى اوائل عام 1946 انضم هؤلاء للتنظيم السرى.
تحالف نظام عبد الناصر فى البداية مع تنظيم الاخوان المسلمين، وكان خمسة على الاقل ممن عرفوا بالضباط الاحرارأعضاء فى تنظيم الاخوان المسلمين وهم عبد المنعم عبد الرءوف، ورشاد مهنا، وكمال الدين حسين، وحسين الشافعى، وانور السادات، كما أن جمال عبد الناصر نفسه قد أقسم على المصحف والسيف فى غرفة مظلمة كما ذكر خالد محيى الدين فى شهادته على قناة الجزيرة فى برنامج زيارة خاصة، وإن كان لم يكن عضوا مشاركا فى الجماعة مثل زملائه الاربعة.
ولهذا عندما قامت ثورة يوليو، أصدرت قرارا بعفو خاص فى 11 اكتوبر 1952 عن قتلة المستشار الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة، والذى قتله التنظيم السرى للأخوان المسلمين، وتم استثناء جماعة الاخوان المسلمين من القرار الخاص بحل الأحزاب السياسية الصادر فى 18 يناير 1953. وتفاوض نظام يوليو مع المرشد العام لترشيح ثلاثة من أعضاء الجماعة للمشاركة فى الحكم، ورشح المرشد وقتها منير الدالة وحسن عشماوى ومحمد ابو السعود، وتحمس عبد الناصر كذلك للشيخ احمد حسن الباقورى، ولكن الجماعة رفضت فى النهاية لأنها رأت أن ثلاثة حقائب وزارية فقط هو تهميش لدور الجماعة وفصلت الباقورى عندما قبل المنصب.
وصعدت الجماعة احتجاجاتها ضد النظام واصطدمت بالسلطة فى مظاهرات الطلبة فى 13 يناير 1954 مما حدا بمجلس قيادة الثورة بأصدار قرار بحل الجماعة فى 14 يناير 1954.
وفى 26 اكتوبر 1954 حاولوا اغتيال عبد الناصر فى الاسكندرية للسيطرة على الحكم... وباقى قصة صدام عبد الناصر والاخوان معروفة بعد هذا الحدث.
نحن إذن أمام جماعة حاولت الهيمنة على ثورة يوليو أو وضع الثورة تحت وصايتها كما قال عبد الناصر، وكان نتيجة الصراع فى صالح العسكر بزعامة عبد الناصر.
تحت حكم نظام السادات كان الوضع مختلفا، فقد تحالف معهم السادات ونفذ أجندتهم حتى الشهور الأخيرة فى حياته، ودفع حياته ثمنا لهذا التحالف الشيطانى، أى أن الاخوان كانوا شركاء حقيقيين مع السادات فى حكمه، وخاصة سياساته الداخلية.
وقد تقابل معهم السادات فى فترة مبكرة من حكمه وذلك فى صيف عام 1971 فى استراحة الرئاسة بجناكليس فى الاسكندرية، وبترتيب من الملك فيصل ملك السعودية الذى رتب لقاء السادات بزعماء الاخوان فى الخارج ومن بينهم سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا ورئيس المنظمة الإسلامية فى جنيف التى كانت ترعاها السعودية، وفى هذا اللقاء كما يقول عبد العظيم رمضان قال لهم السادات quot;إنه يواجه نفس المشاكل التى قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم فى مقاومة الإلحاد والشيوعية، وعرض عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلى النشاط العلنى فى مصرquot;.
وهكذا بدأ السادات عهده بالافراج عن المعتقلين من جماعة الاخوان المسلمين، وادخل تعديلات دستورية فى الدستور الدائم لعام 1971 فى مادته الثانية التى نصت على quot; أن الإسلام دين الدولة والغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية هى مصدر رئيسى للتشريعquot;، وقد غير السادات هذه المادة مرة أخرى عام 1980 وجعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وعندما تقدم الأقباط بطلب بأن يضاف إلى هذه المادة ما يتضمن عدم المساس بحقوق المواطنيين غير المسلمين رفض السادات ذلك.
وكشريك للجماعة وعضو سابق بها نفذ السادات الكثير والكثير من أجندتهم فى أسلمة الدولة المصرية، حتى الخطب السياسية للسادات كانت تعبر بوضوح عن هذه الأسلمة الفجة، ففى أحدى خطبه يقول quot; لن تنال منا امريكا ولا إسرائيل فنحن نؤمن كما قال الله سبحانه وتعالى أننا خير امة أخرجت للناسquot;، وفى خطبة أخرى يقول quot; لقد حملنا رسالة الأمة امانة الرسالة المحمديةquot;، وفى خطبة ثالثة يشير السادات quot;مصر هى مصر ستحفظ الأمانة وستؤدى الأمانة بمشيئة الله من آجل الدفاع عن الإسلام ومقدسات الإسلام، وستظل باذن الله قلعة متينة للدفاع عن مقدسات الإسلام وعن تراث الإسلام مهما كانت المعارك ومهما كانت شراستها وضراوتهاquot;، وفى خطبة أخرى يقول quot;أنا رئيس مسلم لدولة مسلمةquot;، ولهذا كما يقول ريتشارد دكمجيان فى كتابه (الاصولية فى العالم العربى) quot;أزال موت عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 العقبة الرئيسية أمام ظهور الأصولية الإسلامية ظهورا كلياquot;، فالسادات كان يريد مصر إسلامية كما قال صوفى ابو طالب رئيس مجلس الشعب الأسبق فى شهادته على العصر، حتى ان محمد عثمان إسماعيل أحد معاونى السادات فى أسلمة مصر كان يرى، كما يقول عبد العظيم رمضان، أن اعداء مصر ثلاثة هم: المسيحيون أولا، والشيوعيون ثانيا، واليهود ثالثا (جماعات التكفير فى مصر:ص 265)... بل وصلت محاولات الأسلمة إلى اقتراح قدمه عدد من أعضاء مجلس الشعب بمنح السادات لقب خامس الخلفاء الراشدين.
ولكن هذا المناخ الدينى المتطرف فتح شهية الأخوان وحلفاءهم من الجماعات الراديكالية للسيطرة الكاملة على الحكم وتدشين الخلافة الإسلامية مرة أخرى، فكان اغتيال السادات فى حادث المنصة فى 6 اكتوبر 1981 على يد احد الفصائل التى فرخها تنظيم الاخوان المسلمين، وكما يقول ريتشارد دكمجيان quot;بعد ست وعشرين عاما من محاكمات الاخوان امام محكمة الشعب والمؤلفة من جمال سالم وحسين الشافعى وأنور السادات، اغتالت إحدى فصائل الاخوان وهى منظمة الجهاد أنور السادات فى 6 اكتوبر 1981quot;،أى انهم قتلوا حليفهم وشريكهم من آجل مزيد من الهيمنة والأسلمة...فالهدف النهائى لهذه الجماعة وفصائلها هو السيطرة الكاملة على الحكم والأسلمة الكاملة للمجتمع والدولة على الطريقة البدوية للعودة بمصر 1400 سنة لزمن السلف الصالح على حد زعمهم.
أما نظام مبارك فسلك مع الاخوان سلوكا آخر، فقد قام عبر الحزب الوطنى بتنفيذ معظم أجندتهم فى الأسلمة مع تقليص قدرتهم باستمرار من السيطرة على كرسى الحكم، أى إنه حرمهم من الهيمنة ولكن نفذ لهم الأسلمة بيدى لا بيد عمرو، أى بايدى أعضاء الحزب الوطنى، ولهذا نقول أن الاخوان ونظام مبارك هم وجهان لعملة واحدة، أخوة فى الرضاعة.
لم يختلف سلوك الاخوان عندما تحالفوا مع الأحزاب السياسية، ففى عام 1984 تحالفوا مع حزب الوفد وحصدوا مجتمعين 57 مقعدا فى مجلس الشعب من مجموع 448 عضوا أى حوالى 15% من نسبة المقاعد، ولكنهم تركوا حزب الوفد كيانا سياسيا مسخا مشوها خرج منه فرج فودة ورفاقه من الليبراليين الحقيقيين ودخله صلاح ابو اسماعيل ومن على شاكلته، وهو صاحب المقولة الشهيرة أن المسلم الهندى أقرب لى من القبطى المصرى.
ومن وقت تحالفه مع الاخوان فقد حزب الوفد دوره الليبرالى التاريخى حيث أجبره الاخوان على تغيير برنامجه عام 1984 ليخصص جانبا هاما من برنامجه المعدل لما سماه quot;بالشئون الدينيةquot; مفتتحا هذا القسم بعبارة quot; يؤمن حزب الوفد بما نص عليه الدستور من أن الإسلام دين الدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريعquot;، ومطالبا بتوجيه الاذاعة والتليفزيون للحفاظ على التقاليد الإسلامية مع دعم جهاز الوعظ والارشاد بالازهر. أى أن حزب الوفد الليبرالى تحول إلى حزب إسلامى نتيجة تحالفه مع الاخوان بما فى ذلك تغيير توجهات جريدة الحزب وأسلمة الكثير من كوادره، وخرج الاخوان من الحزب بعد ان تركوه مسخا إسلاميا مشوها لا علاقة له بالوفد القديم، فهرب منه الأقباط والليبراليون، ولهذا لم استغرب من رفض الحزب المساس بالمادة الثانية من الدستور أثناء مناقشة التعديلات الدستورية عام 2005.
النتيجة لم ينجح الاخوان فى الهيمنة على حزب الوفد ولكنهم نجحوا بالمقابل فى أسلمته.
تكرر ذلك بصورة اسوأ مع حزب العمل عام 1987 فقد نجحوا فى الهيمنة عليه تماما وكذلك أسلمته بالكامل حتى اقترب الحزب من توجهات تنظيم القاعدة مما جعل الحكومة تضطر إلى غلقه ومصادرة جريدته واعتقال العديد من اعضائه، وقد حصد تحالف الاخوان مع حزب العمل والاحرار 60 مقعدا عام 1987 من اجمالى 448 مقعد.
وبتحالف حزب العمل مع الاخوان عام 1987 تنكر تماما لماضيه الاشتراكى وغير برنامجه إلى برنامج إسلامى متشدد مخصصا قسما خاصا عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وقسم آخر بعنوان إشاعة الفضيلة واغلاق باب الفساد، معتبرا ان تطبيق الشريعة بما فيها الحدود واجبا دينيا وضرورة وطنية.
ونجح الاخوان فى تدمير حزب العمل حتى خرج من الساحة السياسية، وكذلك اضعاف حزب الاحرار، ووصل ما كانت تنشره جريدة الشعب قبل إغلاقها إلى تطرف يماثل ما يقوم به بن لادن والظواهرى.
تكرر نفس المشهد فى النقابات المهنية وخاصة نقابتى الاطباء والمهندسين وبدرجة اقل نقابتى الصيادلة والمحامين وبعض النقابات الأخرى، فقد هيمن الاخوان تماما على إدارة هاتين النقابتين ونجحوا هذه المرة كذلك فى الهيمنة والأسلمة معا، وتحولت هذه النقابات إلى ما يشبه الإدارة الطالبانية، ويكفيك زيارة واحدة لنقابة الاطباء سينتابك احساس بأنك فى قندهار وليس فى نقابة عريقة تقع فى قلب القاهرة وعلى بعد خطوات من نيلها العظيم.
تسلل الاخوان كذلك إلى الحركات الاحتجاجية مثل حركة كفاية ودمروها من الداخل مما افقدها قيمتها كتجمع وطنى يحاول تقديم رؤية بديلة.
وهكذا فى كل تجمع يدخله فيروس الاخوان المسلمين يصاب بامراض قاتلة من الهيمنة والأسلمة أو التدمير الكامل لهوية ودور هذا التجمع.
حتى السعودية التى أوتهم ودفعت لهم المليارات وجعلت منهم تنظيما عالميا خطيرا، يقول الأمير نايف وزير الداخلية السعودى فى حواره مع أحمد الجار الله بصحيفة السياسة الكويتية بتاريخ 28 نوفمبر 2002 quot; لكنى اقولها من دون تردد أن مشكلاتنا وافرازاتنا كلها، وسمها كما شئت، جاءت من الاخوان المسلمين. فتحنا لهم ابواب المدارس، وفتحنا لهم الجامعات ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة، فاخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات، واصبحوا ضد المملكة. ولسنا وحدنا الذى تحمل منهم الكثير،أنهم سبب المشاكل فى عالمنا العربى وربما فى عالمنا الإسلامىquot;.
فى امريكا لا يوجد تنظيم يسمى الاخوان المسلمين، ولكن هذا التنظيم الاخطبوطى له فروع فى دول كثيرة فى العالم ومنها امريكا ولكن تعمل باسماء مختلفة وبطريقة سرية أقرب إلى التنظيمات السرية والخلايا النائمة.
الحوار بين الاخوان والأقباط
لا توجد نقاط التقاء بين الاخوان والأقباط، فالأقباط يؤمنون بالوطن فى حين يؤمن الاخوان بالأمة الإسلامية، والأقباط يؤمنون بالمواطنة وبما يترتب عليها من مساواة فى حين يؤمن الاخوان بالتمييز الدينى لصالح المسلم وفقا للشريعة، والأقباط يؤمنون بحقوق الإنسان الفرد فى حين يؤمن الاخوان بحقوق الجماعة، والأقباط يؤمنون بالإنفتاح على الغرب فى حين أن مشروع الاخوان يتمركز حول كراهية ومعأداة كل من هو غير مسلم وفى المقدمة الغرب.
ومع هذا جرت محاولتان للحوار بين الاخوان و بين بعض الأقباط بصفتهم الشخصية وليس لكونهم ممثلين للأقباط.
الاولى فى عام 1991 واستمرت لمدة ثلاثة شهور وكانت المقابلات تتم كل يوم ثلاثاء، وكان يمثل الجانب القبطى مع حفظ الالقاب،ميلاد حنا،امين فخرى عبد النور، وليم سليمان قلادة، انطون سيدهم، فيليب جلاب، وماجد عطية.
وكان يمثل الاخوان حامد ابو النصر المرشد العام، مامون الهضيبى نائب المرشد، محمد عمارة، سيف الإسلام حسن البنا، وصلاح عبد المقصود.
وقد انسحب المرحوم انطون سيدهم بعد الجلسة الاولى نافرا من لغة الحوار المشبعة بالمصطلحات الإسلامية، وانسحب المرحوم فيليب جلاب بعد الجلسة الثانية قائلا الحوار مع الاخوان مثل الحرث فى البحر... وبعد ثلاثة شهور لم يصل المجتمعون إلى نقطة اتفاق واحدة.
المحاولة الثانية كانت عام 2007 بين يوسف سيدهم وامين فهيم وبعض قيادات الاخوان وبترتيب من محمد عبد القدوس وانتهت بدون نتائج أيضا، وكانت أقرب إلى الحوار الشخصى مع المهندس يوسف سيدهم لمحاولة وقف نقد الجماعة فى جريدة وطنى.
حسب علمى لم تحدث أى حوارات فى المهجر مع الاخوان حيث لا يوجد تنظيم لهم بهذا الاسم، وإن كان قد أعلن مؤخرا عن تحالف بين بعض المنظمات المصرية والتى بداخلها عناصر ذات ميول إسلامية وبين التجمع القبطى الأمريكى الذى يرأسه الاستاذ كميل حليم، ووقع التجمع كعضو فى هذا التحالف ولم يقدم الاستاذ كميل نفسه لهذا التحالف باعتباره ممثلا للأقباط أو لأقباط المهجر ولكن وقع بصفته الشخصية فقط وومثلا لمنظمته وحدها دون غيرها، ولا يوافقه أحد فى المهجر على هذا التحالف.
الخلاصة
1-الهدف النهائى والأسمى لجماعة الاخوان المسلمين هو السيطرة على الحكم، عبر أدواتهم فى الأسلمة والهيمنة ثم السيطرة الكاملة إذا استطاعوا ذلك.
2-أى تجمع يسعى لضم الاخوان اليه، بحجة أنهم فصيل وطنى وقوة على الأرض، هو تجمع محكوم عليه بالفشل فى النهاية، فالاخوان جماعة لا تعرف الحلول التوافقية وأنما تسعى لفرض أجندتها السلفية فرضا مما يحول هذه التجمعات إلى مسخ مشوه تابع للاخوان.
3-نجح الاخوان خلال العقود الثمانية الماضية فى أسلمة المجتمع المصرى، وقد نجحوا أكثر فى اجبار الأنظمة المتعاقبة، وخاصة نظامى السادات ومبارك، فى منافستهم فى نشر هذه الأسلمة.
4-لم يعد الكلام عن أختراق الاخوان للمؤسسات كلام ذو معنى بعد أن أصبحت الأسلمة هى السمة الرئيسية التى تصبغ المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فى مصر، ومن ثم فالصراع الحالى هو صراع على السلطة فقط، والتعصب ضد الأقباط لا يأتى من الاخوان فحسب ولكن معظمه يأتى من الدولة المتأسلمة ومؤسساتها وكوادرها ومسؤوليها وسلطاتها الثلاثة.
5-لا يوجد نقاط التقاء بين الأقباط والاخوان تصلح لاجراء حوار بينهم، وكذلك نقاط الالتقاء بين الأقباط والدولة اخذة فى الانحسار نتيجة لتسارع الأسلمة فى مصر، ولا يمكن إجراء حوار بين الأقباط وغيرهم على أرضية دينية تهدم المواطنة وتقسم البشر إلى مواطن وذمى ومؤمن وكافر، على عكس المواطنة التى تكفل المساواة للجميع.
وفى الختام أمام الأقباط طريقان للتعامل مع هذه الأسلمة المتسارعة،إما العودة لحالة التقوقع والإنكفاء التاريخية وهو سلوك تكرر كثيرا عبر التاريخ القبطى، أو الأخذ بأدوات العصر والأقتداء بنضال الأقليات المضطهدة فى الكفاح السلمى النبيل لإنتزاع مواطنتهم والحفاظ على وجودهم فى وطنهم ووطن اباءهم واجدادهم.... وهذا الخيار هو طوق النجاة للأقباط، وعليهم أن يتحركوا سريعا من الشكوى إلى النضال.
[email protected]
التعليقات