هذه الخاطرة من وحي مقالة الاستاذ سمير عطالله يوم الجمعة العاشر من فبراير الماضي في الشرق الاوسط عن كنزة الرئيس الأوكراني، وكوفية "ابو عمار":
كلما هممت بالخروج من منزلي وبدأت ارتدي ملابسي توقفت عند الطاقية تلك القطعة من القماش المغزول، وتأملت كم نحن في الخليج مدينون لها في مظهرنا العام.

الطاقية اوالكوفية كما هو اسمها في الحجاز تذكرني بموقفين لا رابط بينهما:
الأول: في عام ١٩٩٨ كنت اسافر مع رئيسي في ذلك الوقت معالي المهندس علي النعيمي الى أمستردام للتفاوض حول تصحيح الاسعار بعد الهزة التي اجتاحت الاسواق عقب مؤتمر أوبك في جاكرتا ١٩٩٧.
كانت التعليمات تقضي بأن نسافر بالملابس العادية وكأننا في رحلة داخلية، وفي الطائرة، وقبيل الوصول نغيّر ملابسنا.
في احدى الرحلات ضاعت الطاقية بين الفندق والطائرة وحاولت ان ارتدي ملابسي (العقال والغتره) بدونها، فلم استطع. فاستنجدت بزميلٍ سينزل في الظهران وجاء الاسعاف "طاقية سلَف" من منزله، احضرها السائق الذي سيستقبله.
لم أكن أدرك كم هي مهمة تلك القطعة من القماش في حياتنا ..!!
الثاني: والعالم يحتفل بعيد الحب اكتشفت ان الطاقية يمكن ان تكون رسول محبة وغرام بين العشاق.

نعم لقد جسّد هذا الدور الشاعر المبدع عبدالرحمن الابنودي. ثم صاغها لحنًا جميلاً الموسيقار الراحل محمد سلطان لتغنيها زوجته الفنانة الراحلة: فايزة أحمد . (رحم الله الثلاثة).

تأملوا كلمات الأغنية وما تنطوي عليه من رقة وعذوبة. والسرّ يكمن في رسول الحب: الطاقية
◦ آخذ حبيبي يانا يامَه آخذ حبيبي يابلاش .
◦ زارع في قلبي ورده .. والنبي يامه ماتقطفيهاش
◦ غازلاله يامّه بايدي "الطاقيه ".
◦ وازاي يامّه مايلبسهاش .
✓ من صغري معاه انا يامّه .
✓ عارفه لما يغيب يامّايا شمسي تغيب وياه .
◦ شمسي هوا قمري هوا عنه مابستغناش .
◦ غازلاله يامّه بايدي الطاقيه .
◦ وازاي يامّه مايلبسهاش .
◦ هل لاحظتم كيف تجتمع الرقة والعذوبة والبساطة في هذه الكلمات!!
هو شمسها وقمرها زرع في قلبها وردة، فغزلت له تاجاً من الحب هو الطاقية، مكانها هامة حبيبها!!!

رحم الله الابنودي ومحمد سلطان والفنانه المناضلة في ساحة الفن الجميل "فايزة أحمد".
◦ هابي فلانتاين .