رودري هو اللاعب الأفضل في عالم كرة القدم في اللحظة الراهنة، وهو اللاعب الأكثر تأثيراً في العالم بالمقاييس التكتيكية، وهو المحور الذي تقوم عليه أفكار وخطط بيب غوارديولا مع مان سيتي، وهو القائد الذي أخذ الجيل الاسباني الشاب للمجد الأوروبي والتتويج بلقب يورو 2024.

100% استخلاص!
هل تعلم، عزيزي عاشق الكرة العالمية، أن معدل دقة تمريرات رودري يبلغ 92 بالمئة؟ وإليك الرقم الإعجازي: هذا اللاعب العبقري أنهى موسم 2022-2023 بنسبة نجاح 100 بالمئة في استخلاص الكرات الهوائية التي يتنافس عليها مع أي لاعب آخر، وهذه النسبة لم يسبق لها مثيل في تاريخ كرة القدم.

ليس مبدعاً فحسب.. بل مدرسة جديدة في مركزه
رودري يستحق الكرة الذهبية 2024، ليس لأنه قاد السيتي للقب البريميرليغ وإسبانيا لبطولة يورو 2024 فحسب، بل لأنه يضع مقاييس جديدة للاعب الوسط المدافع العصري. هذه المدرسة في كرة القدم تستحق أن نقف أمامها دائماً، وأعني بها اللاعب أو المدرب الذي لا يقدم المستويات والفكر الأعلى فحسب، بل ينجح في وضع معايير جديدة يتعلم منها الجميع فيما بعد. مثل هؤلاء هم الذين يأخذون كرة القدم إلى أفق جديد، ويعملون على تحريرها من الملل ونمطية الأداء.

من دونجا إلى رودري
فقد كان للنجم البرازيلي دونجا دوره في وضع أسس حديثة للاعب الوسط المدافع، ومنذ ذلك الوقت أبدع العشرات من نجوم العالم في هذا المركز، حتى أتى رودري ليقول لنا هذه هي خلاصة الأسس الجديدة والقديمة معاً بجودة لم تشاهدوها من قبل في هذا المركز.

لماذا رودري؟
هذه المعايير والأسس هي: الذكاء التكتيكي، القوة البدنية، استخلاص كل الكرات (تقريباً) دون الوقوع في أخطاء أو ممارسة العنف ضد المنافس، المشاركة في بناء الهجمات، وأن تصبح محوراً في كل كبيرة وصغيرة لفريقك دفاعاً وهجوماً، وحينما تتأزم الأمور تتقدم وتسجل نيابة عن المهاجمين.

"امنحوه الكرة الذهبية"
لم يكن المدير الفني لمنتخب إسبانيا دي لافوينتي مجاملاً للنجم الكبير رودري حينما قال بعد دقائق من الفوز بلقب يورو 2024 "امنحوه الكرة الذهبية". صحيح أنه لم يحصل على دوري الأبطال الموسم المنتهي، ولكنه بما قدمه من مستويات خارقة، ليس في حاجة لدوري الأبطال لترجيح كفته. كما أن معايير الكرة الذهبية أصبحت لا تعتمد على البطولات فحسب، بل لها علاقة قوية بالإبداع الفردي للاعبين.

كارفاخال
وفي حال كانت الكرة الذهبية تُمنح بالألقاب فإن الأحق بها العام الحالي هو نجم الريال وإسبانيا داني كارفاخال الذي فاز بدوري الأبطال والدوري الإسباني مع الريال، ولقب يورو 2024 مع منتخب إسبانيا.

بيلي وفيني
وإذا كان المعيار هو المهارة والموهبة أكثر من البطولات فإن الأقرب لها هو فينيسيوس جونيور، نجم الريال، الذي لم ينجح في جلب لقب كوبا أميركا للبرازيل. وهو نفس المأزق الذي يعاني منه بيلينغهام الذي لم يحصل على اليورو مع إنجلترا.

هل يظهر ميسي في اللحظات الأخيرة؟
على أي حال، أتوقعها للنجم رودري، إلا إذا ظهر ميسي في اللحظات الأخيرة وخطفها للمرة التاسعة، تاركاً الوجوه الجديدة في عالم كرة القدم تعاني من ظل وموهبة واسم ميسي الذي لن يودع الملاعب قريباً. صحيح أنه انتزع لقب الكوبا مع الأرجنتين، لكنني أستبعد تكرار الأمر ومنحه الكرة الذهبية هذا العام، لأنه يعاني من نقطة ضعف كبيرة اسمها الدوري الأميركي الذي ينشط به بعيداً عن جنة كرة القدم في أوروبا.

انتصار لكرة القدم التكتيكية
على أي حال، سيكون تتويج رودري بالكرة الذهبية مستحقاً قياساً بما قدمه في عام 2024 مع السيتي وإسبانيا. والأهم من ذلك، سيكون احتراماً لكرة القدم التكتيكية، بعيداً عن جاذبية وسطوة المهاجمين والأسماء اللامعة ونجوم الشباك الذين يجلبون المال ويجذبون الجماهير ويثيرون جنون الرعاة. سيكون تتويج رودري بها إشارة رمزية إلى أن كرة القدم أكبر من مهارة فردية أو قدرات تهديفية.