قبل 1990 وبعدها، غرقت الكويت في مساحات إعلامية صغيرة وملفات سياسية متواضعة، بالرغم من عدم وجود خصم إعلامي أو سياسي أو نموذج بمستوى وزارة الإعلام، لأنها حصان الإعلام الخاسر الذي لا نخاف عليه ولا نفتقده!

الإعلان عن خصم الكويت الإعلامي أو النموذج المنافس أو حتى غير المصنف، ليس بصالح وزارة الإعلام، فالتنافس مع الخصم أو النموذج البسيط له قواعد ومعايير يحكمها الفشل والنجاح وليس شفقة الأحلام والأوهام الحكومية.

بالتأكيد ليس خصم الكويت الإعلامي قنوات بريطانية وأميركية أو عربية كقنوات "أم بي سي" و"العربية" و"الجزيرة" وصحافة تقليدية كصحيفة "الشرق الأوسط" التي تجاوزت عقدة الورقية بجدارة مهنية وانتقلت إلى مرحلة مهنية منافسة بالصوت والصورة.

بالتأكيد ليس خصم الكويت الإعلامي أو النموذج المنافس -لا سمح الله- جريدة "إيلاف" باعتبارها أول جريدة إلكترونية عربية دولية ثبتت قواعدها في الفضاء الرقمي وحافظت عليه منذ العام 2001 ولم تتأثر في خلافات عربية أو خليجية!

تحديد الخصم الإعلامي على صعيد الإخبار والمحتوى، بالتأكيد، فوق قدرات حصان الحكومة الإعلامي، لذلك لابد من اختيار نموذج إعلامي بمستوى حصان الحكومة وهو غير موجود أساساً لأن النماذج والخصوم تفوقوا في تجاوز المعارك في الشؤون والمساحات الإخبارية والسياسية الصغيرة والكبيرة!

تجاوزت قنوات "أم بي سي" و"العربية" و"الجزيرة" وصحيفة "الشرق الأوسط وجريدة "إيلاف" كل التحديات المهنية وتحولت إلى مراجع إعلامية لأن القرار المهني هو الذي يتحكم في محركات التحرير وليس كحال حصان الإعلام الخاسر في الكويت الذي لم تتنادى الحكومة لجنازته!

هل حصان الإعلام الحكومي سينافس -مثلا- إعلام الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان؟! حتى هذه القنوات، لا يمكن للكويت ممارسة التنافس معها أو ضدها فهي جهات تروج لعقيدة دينية بتمويل ثوري لأهداف إيرانية.

عندما يغرق عملاقة الإعلام أو نماذج طموحة يبكي عليها الكبار والصغار لأنهم فقدوا قيمة إخبار ومحتوى ولكن حصان الإعلام الهزيل لا يستحق الحديث عنه ولا الخجل من هزيمته حتى مع نماذج إعلامية مضحكة!

منصة الإعلام الكويتي الجديدة، 51، التي ستنطلق قريباً، هل ستناقش ذكرى الغزو العراقي للكويت بشكله القبيح والجميل؟! هل ستناقش المنصة ما غاب عمداً عن توثيق الإعلام الحكومي عن العمل الشعبي في الغزو؟!

هل ستقوم وزارة الإعلام في تعويض جيل الغزو وأجيال الكويت بعرض على منصتها الجديدة الأغاني الوطنية المسجلة في الغزو كأغنية "قل للرفاق" لشادي الخليج وتوثيق قصائد "العروس والقرصان" و"نشيد لأطفال و"برقيات كويتية" للشاعر الدكتور خليفة الوقيان؟!

هل استراتيجية وزارة الإعلام الجديدة ستتبنى الحياد من الديمقراطية ورواية التاريخ عن وثيقة 1921؟!

التنافس الإعلامي لا يرحم صغير وعملاق ولا يشفق على إعلام حكومي هزيل يعتمد على الصرف والبذخ من الخزينة العامة ويخشى قسوة حرية التعبير ونقد السياسات والقرارات المرتعشة!

الجانب الطريف في إصرار حصان الإعلام الخاسر على خوض السباق في مرحلة شديدة المنافسة وأيضاً الجانب المضحك في أن الجهة التي تضع الرهان على الحصان الخاسر هي مصدر الخسارة والرهان!

حصان الإعلام الخاسر، وزارة الإعلام، يمكنه الاستمرار في المغامرات المالية والإعلامية إذا كسر حاجز الفزع من الثقافة والتاريخ واستثمار الأموال في حصان الرأي الأخر!
الحصان الذي يجفل منذ البداية...حصان لا ينفع في السباق ولكنه ينفع لأغراض أخرى!