تشكيك في هويتها الجنسية، ثم تألق بالقبصة الحديدية والفوز بالميدالية الذهبية، وما بين هذا وذاك كان التعاطف الجزائري والعربي الكاسح مع الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، في وجه الهجوم الغربي الواضح عليها واتهامها بأنها مجرد "ذكر" يتنافس بطريقة لا تحمل أدنى درجات التكافؤ مع ملاكمات من الجنس الناعم، وهو تصرف يهدم مبدأ الروح الرياضية والأولمبية.

رأي ثالث بين هذا وذاك
كما كان هناك رأي ثالث يقول إن ما حدث هو في نهاية المطاف يحمل إساءة لإيمان كأنثى وفتاة عربية، ويتحمل مسؤوليته الطرف الجزائري نفسه، خاصة أن الاتحاد الدولي للملاكمة لم يعترف بأنوثتها، وقرر استبعادها من بطولة العالم عام 2023، كما أن العين المجردة تقول إن "لديها هرمونات ذكورية عالية"، ومن ثم كان قرار الدفع بها في الأولمبياد سبباً في تعرضها للتنمر والتشكيك، وهو تصرف لا يليق.

شهرة تساوي بن جونسون
السوشيال ميديا والصحافة العالمية، وكافة وسائل الإعلام انشغلت بالملاكمة الجزائرية إيمان خليف بطريقة لم ينالها أي رياضي في تاريخ الأولمبياد منذ قصة منشطات العداء الكندي الشهير بن جونسون، ولكن قصة إيمان لم تنته، بل بدأت للتو.

ما الذي سيحدث؟ ببساطة يحق لها الآن مقاضاة كل من تنمر عليها، أو شكك بها، لأن اللجنة الأولمبية الدولية وهي أعلى هيئة رياضية في العالم سمحت لها بالمشاركة في الأولمبياد، وتضامنت معها ضد كافة أشكال التنمر والتشكيك.

مقاضاة المشاهير
إيمان خليف وقبل أن تغادر فرنسا عائدة إلى الجزائر قررت الاستعانة بفريق محاماة فرنسي للدفاع عنها، ومقاضاة كل من تنمر عليها عبر منصات التواصل الإجتماعي، وبالطبع سيكون المشاهير هم الهدف، وعلى رأسهم إيلون ماسك، وجي كي رولينغ كاتبة سلسلة هاري بوتر، وكذلك دونالد ترامب المرشح الرئاسي الأميركي، وغيرهم من المشاهير.

الحق المعنوي؟ أم تعويضات وشهرة؟
ولا أحد يعلم على وجه الدقة هل هي جادة في مقاضاة هؤلاء؟ على أي حال لم تتضح حتى الآن معالم القضية، وما إذا كانت خليف ومحاميها في فرنسا والدائرة المحيطة بها يرغبون في أخذ حقها بالقانون، أم هي فرصة مواتية للاستمرار في دائرة الشهرة، أم أن نهاية القضية سوف تكون مرتبطة بتعويضات مالية ضخمة، بالطبع مثل هذه التساؤلات لن يكون لها إجابة إلا بالانتظار لأيام وأسابيع وربما أشهر لمعرفة نهاية القصة.