مواقف دونالد ترامب من غزة، تجعل مشاعر الغضب العربي والإسلامي تتدفق من مشارب متعددة، وتلتقي عند فكرة يتبلور معها الغضب المقدس الذي عادة ما يسمى بالإرهاب لدى المجتمع السياسي الغربي والأميركي تحديداً.
الرئيس الأميركي يعمل على إضفاء الشروط الموضوعية لـ"الإرهاب" الذي يؤسس له وفق منهجية استلاب حقوق الشعوب والدول وجعلها أسلاباً وغنائم للعنجهية في القرار والقوة الغاشمة للآلة الحربية الجهنمية التي تملكها أميركا وحليفتها إسرائيل!
ترامب، وهو يطلق أخطر التصريحات والقرارات التي تهدد العالم، ما زال يعيش لحظة الغرور بفوزه الساحق، وانقلاب وعوده بالحرية والسلام إلى فخ لتدمير العالم والتركيز على منافع أميركا المالية، وانعدام قيمها وشعاراتها التاريخية بنشر الحرية والديمقراطية، كشف ترامب عن تنازله عن وعود خطاب الانتخابات وكذلك خطاب حفل التنصيب الرئاسي، بل كثف مواقفه وتوجهاته نحو مصالحه الشخصية وطبقته الرأسمالية التي بدأت تستثمر في مساحات نفوذ المواقع الأميركية، التي منحها لمناصريه وفريقه من كبار الرأسماليين في أميركا، كما كشف عن القلق الذي صار يساور بعض كبار النواب والسيناتورات الذين بشروا بعودة ترامب وازدهار الأمة الأميركية!
إقرأ أيضاً: غزة... آخر الحروب الخاسرة!
أبدع الفكر الماركسي بوصف التطور الوحشي للرأسمالية في التاريخ، وكيف تتحول إلى الإمبريالية، أي سلوك الهيمنة والسيطرة على الدول والشعوب، بالقوة العسكرية أو القوة الناعمة وأهمها الاقتصاد والإعلام.
الموضوع الصادم عالمياً الآن، يأتي بتصريحات ترامب ورغبته الجامحة للسيطرة على أراضي غزة، وتهجير سكانها، أكثر من مليوني وربع المليون فلسطيني، وتحويلها إلى منتجع وبيع أجزاء منها للدول التي تريد الاستثمار فيها!؟
استعادة حلم "نيرون" الإمبراطور الروماني الدموي بحرق روما، وإعادة بنائها وفق رغباته المجنونة، سيذهب بحلم ترامب نحو غزة لمواجهة اعتراضات من داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية.
إقرأ أيضاً: صراع إيراني - إسرائيلي حول الفراغ العربي
إجراء جنوني أو (ثوري) كما وصفه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي هو الآخر صُدم بقرار ترامب الذي قدم له علاجاً سحرياً للوجع المترشح عن غزة ومقاومتها!
إنَّ فكرة تهجير سكان غزة والاستيلاء عليها بالقوة والإغراء، إذا تجاوز هدفه في التغطية على جريمة تدمير غزة وسقوط عشرات آلاف الضحايا فيها، وتحول مشروع استلاب غزة إلى واقع حال من قبل إدارة ترامب المندفعة بجنون بلا مكابح، فإنَّها ستكون انعطافة تاريخية للشروع بإنتاج أنماط جديدة للإرهاب المشروع والأخلاقي، الإرهاب النضالي العالمي، الذي سيحول الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى قنابل انتحارية، تنفجر في الداخل الإسرائيلي وبوجه المصالح الأميركية، وتعيد العالم لعصر التوحش والجريمة المفتوحة على مستويات غير مسبوقة.
التعليقات