أخيراً، الأميركيون والإيرانيون يجتمعون يوم السبت مباشرة ووجهاً لوجه، بعدما كان الكثير يتوقع أنَّ المواجهة بينهما حتمية بضربة مرتقبة، لكن لا يزال هناك من يعتقدون أنهما أعداء، وليس بينهما تخادم منذ عقود.
ويمكن قراءة ذلك بأن تخادم الأضداد أصبح مكشوفاً، إلا لقلة لا ترى إلا ما تبثه أميركا عبر إعلام موجّه بدقة.
ما يهم أميركا هو إسرائيل فقط.
الشعب الأميركي يصوّت لانتخاب وكيل وخادم لإسرائيل، وليس بالضرورة رئيساً حقيقياً لأميركا.
هناك تضارب في المصالح، ولكن يستطيعون تحقيق تسوية تخدم الطرفين.
فقد أوهموا العالم بأنَّ الخطر الفارسي داهم، وأنهم يحتاجون حماية كبيرة من هذا الخطر. كلاهما معاول هدم وتدمير للدول وإرادات شعوبها.
ولتبرير التواجد الأميركي في المنطقة، لا بد من أن يكون هناك افتعال أزمة أو خطر يحيط بمصالحها، ودائماً تصنع أميركا سبباً لتحريك قواتها.
واليوم، الحجة إيران والحوثي. ولسنوات، كان الإرهاب يعني منظمات معينة، واليوم نرى الإرهاب الحقيقي هو الدولة العميقة التي تدير أميركا وتخدم مشروع إسرائيل.
وما يحدث لسكان غزة ليس إلا دليل تخادم أميركي إيراني لمصلحة الكيان الصهيوني.
استخدمت إيران أدواتها من حماس وحزب الله والحوثي لتحريك المشهد السياسي، واستفزاز القرار الأميركي، وإعطاء الذريعة لتحريك حاملات الطائرات وإمدادات الأسلحة، لتتجه نحو الشرق الأوسط.
فهل انتهت لعبة إيران وكُشف نظامها عن حقيقة دوره؟ أم باقٍ له أدوار أخرى؟
هكذا تُدير أميركا الصراع العربي الإسرائيلي. وهذه حقيقة الوهم الأميركي.
وسلامي على جماهير شعار المقاومة الذين تقودهم إيران عبر مسالكها، وبحّت حناجرهم وهم ينادون: "الموت لأميركا وإسرائيل".
ولو أضافوا إيران في مناداتهم لكان أكثر عقلانية وإدراكاً.
سنوات... يعيشون وهم المقاومة.
التعليقات