حقيقة الكل يعرف ما وصلت إليه رياضتنا السعودية.. ولا أحد ينكر تفوق الكرة السعودية على مستوى الأندية الآسيوية، وهذا التميز الرياضي، جاء بدعم قيادتنا الرشيدة، ودعم وتحفيز وزير الرياضة، ورؤية السعودية 2030. ما أود الحديث عنه هو النسخة الجديدة من دوري أبطال النخبة الآسيوية، وهي البطولة المستحدثة من منافسة دوري أبطال آسيا، التي تضم أهم وأقوى الأندية على مستوى قارة آسيا، ويشارك فيها ثلاثة أندية سعودية، هي الهلال والنصر والأهلي بنظامها الجديد.

خلال مبارياته، ظهر النصر بلا شخصية أو تكتيك واضح على أرضية الملعب. المدرب لم يقدم أكثر مما قدمه حتى الآن، في حين كان لا بد من وجود استراتيجيات واضحة لتعزيز أداء الفريق.

نعم، النصر خذل جماهيره بسوء التنظيم وعدم اختيار العناصر المناسبة لكل مباراة، والمدرب لعب بالفريق ولعب بالتشكيلة.

‎الجماهير لا تريد التغيير من أجل التغيير، بل من أجل إحداث الفرق والتطوير. والسؤال.. هل الحل في تغيير المدرب؟ الجواب نعم، ولكن من الذي يستحق أن يكون البديل؟
‎سؤال طُرح من قبل الجماهير والمتابعين للمدربين وكيفية لعبهم ومناسبتهم للنصر، والطريقة التي يتميز بها النادي.

نعلم جميعًا أنَّ الرياضة السعودية تطورت وتميزت، والمطلع على دوري روشن، يشعر أنه في دوري أوروبي، ولكن أن يكون التغيير من أجل التغيير فقط، فهذا غير مقبول جملة وتفصيلاً. نريد تغييرًا من أجل التطور والتميز وإحداث الفرق في النتائج وطريقة اللعب، وبث الحماسة في اللاعبين وزيادة حرصهم من أجل الشعار وتميزه.

أقيل كاسترو سابقًا بعد معاناة، وجيء بالمدرب بيولي. ‎وكان السؤال.. هل يُناسب طموحات النصر ورغبته بتحقيق الانتصارات؟

هذا أولاً، ثانيًا.. في تصريحه وحديثه في أول مؤتمر صحفي، لفت نظري قوله إنه "مُتابع للفريق". والسؤال: كيف تتابع فريقًا منذ بداية الموسم، ولم يقدم لك عرض لتدريبه؟

‎وثالثاً.. تتابع كل مباريات ‫النصر‬، بمعنى أنك تعرف الإمكانات البدنية والفنية للاعبين، وسلبيات الفريق وإيجابياته في الملعب. ‏حقيقة شيء جميل أن تتابعه، وتعرف ما يحتاجه النادي.

ولكن ما حدث غير ذلك. ما يهمنا هو تناسب الفكر واللعب والسعي للتطوير، وجعل النصر يعود للمنصات، ويحصل على بطولات تسعد وتُفرح جماهيره. هذا من ناحية المدرب.

وفي الحقيقة، لا بدَّ من النظر بواقعية. ليست مشكلة النصر بالمدرب فقط حتى لو أقيل اليوم، ولكن هناك الكثير من الأمور التي عصفت بالنادي وأثرت عليه، برغم وجود لاعبين مميزين.

‏مثلًا، خلال خمس سنوات تقريبًا، تعاقب على النصر تسعة مدربين بعدد مباريات، ونذكر منهم هورفات، ومانو، ومارسيلو، ‏وغارسيا، ودينكو، وكاسترو، وبيولي الآن.

‏كل من هؤلاء لم يحققوا تطلعات الجمهور، وأغلبهم أقيلوا. وكرسي الرئاسة خلال خمس سنوات غائب تمامًا أيضًا عن الاستقرار، وتعاقب الرؤساء، ناهيك عن الاستقرار الإداري والفني. وهذا بالفعل يؤثر على مسيرة الفريق وعدم تحقيق الألقاب.

المدير الرياضي هيرو ومساعده أدريان كانوا مجرد أسماء. ‏لم يدرسوا احتياجات الفريق الفنية والفعلية ويعملوا عليها. لم يستطيعوا تكوين فريق متجانس ومتكامل مع المجموعة الموجودة. ما فائدة أن تأتي بلاعبين دون معرفة أماكنهم، وهل يحتاجهم الفريق؟

رسالتي في هذا المقال لأي نادٍ يتعرض لانهيار: لا نريد ما حدث مع الأهلي في السابق أن يحدث مع أنديتنا الكبار. نريد تطورًا يُناسب تطور الكرة السعودية وتميزها، ووجود لاعبين عالميين جعلوا من الدوري السعودي عالميًا ومحط أنظار الجميع؛ لذا حزّ في نفسي هذا الانهيار لهذا الكيان النصراوي، وأنا أرى مشجعي النادي في حيرة.

نادٍ كبير وكيان عظيم، لابد من تكاتف جهود جماهيره العظيمة مع أبناء النادي المخلصين؛ ليعود النصر إلى منصات التتويج، وهو قادر على ذلك.