بدايةً لا بُدّ من تهنئة الأشقاء في دولة قطر الشقيقة بمناسبة اليوم الوطني، والذي تزامن مع نهائي بطولة كأس العرب، ثم شكرهم، ومن باب «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، على التنظيم الخيالي والمذهل للبطولة، والذي أصبح أمرًا معتادًا وغير مستغرب، ولن نقول منذ كأس العالم الأخيرة 2022م فقط، ولكن من قبل ذلك، والجميل أن النهائي جاء بكل جمالياته وقوته وأجوائه الماطرة ليُكرم أهل قطر على نواياهم الطيبة وعلى كل ما قدموه من حفاوة وضيافة وحسن استقبال لأشقائهم العرب، وليكتمل كل ذلك العرس من خلال مباراة تنافسية عالية المستوى واكبها غزارة تهديفية أمتعت كل من شاهدها في مختلف أرجاء العالم.
الهدف العالمي المبكر لنجم المنتخب المغربي أسامة الطنان ساهم في إرباك المنتخب الأردني خلال مجريات الشوط الأول، ولا شك أن الحارس أبو ليلى، صاحب التصريح الشهير ضد كابتن المنتخب سالم الدوسري، يتحمله دون سواه، ويبدو أن ذلك التصريح غير المبرر وغير الدقيق قد أسهم في إشغال الحارس وإخراجه عن أجواء المباراة، وهو ما كلفه أيضًا خسارة جائزة أفضل حارس، وهو الذي كان المرشح الأكبر لها قبل أن تذهب لمصلحة حارس منتخب المغرب بنعبيد.
«إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتِكم خيرًا» هذا ما استفتح به المدرب المغربي طارق السكتيوي تصريحه بعد تتويج منتخب بلاده باللقب، هذا بخلاف عبارات وتصريحات أخرى راقية ومهذبة تشدّ كل من يستمع لهذا المدرب العربي العالمي، والذي بات يمتلك سجلًا مذهلًا حيث تُوّج ببرونزية أولمبياد باريس 2024، وتُوّج بكأس الأمم الإفريقية للمحليين 2025، وتُوّج بكأس العرب 2025 وبالفريق الثاني.
وجود البطولة العربية تحت مظلة الفيفا أحدث فارقًا واضحًا على مستواها وقوتها، ومنحها صبغة رسمية لم تكن تحظى بها في بطولات سابقة كانت ساحة للخلافات والانسحابات والاعتذارات.
أثبت النجم عبدالرزاق حمدالله مجددًا أنه لاعب كبير وهداف من طراز نادر، وليس تسجيله لثلاثة أهداف في المباراتين الأخيرتين لمنتخب بلاده، ومنها هدفان في النهائي، بالرغم من وجوده احتياطيًا، إلا دليلًا على ذلك، كما أن اللاعب يتمتع بنسبة حظ كبيرة يقابلها ثقة غير طبيعية، وهو ما تثبته دائمًا تصريحاته، وآخرها بعد النهائي.
ليت الاتحاد العربي يعتمد، وبالتعاون مع أي جهة إعلامية مرموقة، استحداث جائزة «البلندور» لأفضل لاعب عربي، وهي التي تذكرنا بجائزة مجلة الحدث الرياضي، والتي كان يرأس تحريرها الإعلامي اللبناني الشهير «سعيد غبريس»، حيث كانت تنظم جائزة جميلة جدًا باسم «الحذاء الذهبي» أكرمكم الله، تمنح لهداف العرب، وليتها تعود أيضًا.
الكل سيفتقد ويشتاق لأجواء البطولة العربية، وهذا ما يُصعّب من انتظارها بكل ما فيها من أجواء المحبة والتنافس والإثارة والتشويق طيلة 4 سنوات، ولهذا ليته يُعاد النظر في مواعيد إقامتها لتُصبح كل سنتين أو 3 سنوات على الأكثر، حتى وإن كلف ذلك إلغاء كأس الخليج.
إلغاء مباراة الثالث والرابع بين المنتخبين السعودي والإماراتي نتيجة الأحوال الجوية جاءت من الله سبحانه لمباراة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها، وهي هنا فرصة مواتية جدًا لعدم إقامة مثل هذه المباريات لأنها بلا معنى ولا قيمة ولا فائدة.
يجب على القائمين على جائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم مستقبلًا عدم الاستعجال في إعلان الفائز بالجائزة حتى يكتمل العام، حيث تم الإعلان عن الفائز بالجائزة للعام الحالي 2025م قبل يومين من نهائي كأس العرب وحوالي نصف شهر على نهاية العام، وفاز بها الأرجنتيني سانتياغو مونتيل، وأعتقد أنه لو تأخر الإعلان عنها لحصل عليها نجم المنتخب المغربي أسامة الطنان بعد هدفه التاريخي في مرمى المنتخب الأردني.
أقوى وأفضل تغطية للبطولة، وباكتساح ودون أية منافسة، كانت لقناة «الكاس»، وليس بسبب برنامجها الشهير «المجلس» فقط، ولكن لوجود برامج مميزة طوال الـ 24 ساعة، منها برنامج جرايد، وتوقعاتي، وبودكاست يا عرب، وتحدي الثلاثين وغيرها.





















التعليقات