الرياض: تناولت الصحف السعودية الصادرة الثلاثاء العفو الملكي عن quot;العقوبة التعزيرية لفتاة القطيفquot;، وأفردت على صفحتها الرئيسية الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية لأمر العفو، والذي أعلنه وزير العدل السعودي عبدالله بن محمد آل الشيخ عبر شاشة التلفزيون. من جهة ثانية، أعربت فتاة القطيف وزوجها عن سرورهما لقرار العفو، وأنهما سيعملان الآن على استعادة حياتهما الطبيعية.
وسارعت بعض الصحف إلى نقل رد فعل quot;فتاة القطيفquot; وزوجها على قرار العفو الملكي، مثلما فعلت صحيفتي عكاظ والوطن، فيما اكتفت صحف أخرى بنقل الخبر كما هو دون إضافة أو تعليق، بينما أضافت جريدة الشرق الأوسط الصادرة من لندن رد الفعل الأمريكي على الخبر.
نقلت وكالة الأنباء السعودية خبر العفو، وقالت: quot;أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمره الكريم بالعفو عن العقوبة التعزيرية التي حكمت بها المحكمة الشرعية عن ما يسمى بفتاة القطيفquot; مشيرة إلى أن الإعلان عن القرار تم بواسطة وزير العدل عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.

وجاء في الخبر أنه quot;وفي بداية تصريح معالي وزير العدل لنشرة أخبار التاسعة من مساء اليوم في التلفاز السعودي استعرض معاليه ما ورد في أمر خادم الحرمين الشريفين حول هذه القضية لما تضمنه من عبارات جمعت بين المعنى الشرعي والسياق البلاغي.quot;
وجاء في أمر العفو: quot;نظراً لما اشتمل عليه ملف هذه القضية من ملابسات وما صاحبها من وقائع وإشكالات يؤكد هذا أن الجرم الواقع على المرأة بلغ من الوحشية ما كدر الأسماع ولكون الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة كما هو مقرر عند الفقهاء في الشريعة وحيث لم يصدر في قضية المذكورة حكم نهائي فضلاً عن كونه تعزيراً يسوغ لنا العفو عنها ولما تولد لدينا من قناعة تامة بعد دراسة كافة الأوراق والإطلاع على المرئيات وعملاً بهدي الشريعة الإسلامية في جلب المصلحة وتكثيرها ودرء المفسدة وتقليلها ولكون المرأة ومن كان معها قد طالهما من التعذيب والعنت ما يعتبر في حد ذاته كافيا في تأديبهما وأخذ العبرة منهما.quot;
وأضاف الوزير نقلاً عن قرار العفو: quot;.. لذا نرغب إليكم حفظ ما يتعلق بالمذكورين من ملف القضية وإخلاء سبيلهما وفقا للإجراءات المتبعة في ذلك واستكمال ما يلزم شرعا ونظاما حيال بقية المتهمين وإيقاع الجزاء الشرعي الرادع في حقهم دون أن يأخذ قضاؤنا العادل الرأفة أو الهوادة بأي مجرم يريد انتهاك حرمات الشرع ونظام الدولة وأمنها.quot;
أما عن محامي الدفاع عن الفتاة، عبدالرحمن اللاحم، فقال الوزير السعودي: quot;تردد أخيراً أن هناك سحباً أو إلغاء لرخصة المحامي الذي ترافع في هذه القضية وهذا ليس له أصل.. فالمملكة العربية السعودية تتم فيها القرارات عن طريق مؤسسات وعندما صدر نظام المحاماة أسس لأسلوب المحامي عندما يحدث خطأ منه تجاه أفراد أو تجاه المجتمع..quot;
وأضاف: quot;وبالتالي فإن معاقبة أو مؤاخذة محام، أيّ محامي، لا تكون نتيجة رد فعل أو انفعال وقتي وإنما تأتي من خلال عمل مدروس وهي لجنة مؤسسة بالوزارة يتقدم لها إما المدعي العام أو الأفراد. وتنظر هذه اللجنة في وضع المحامي وإبقاء الرخصة في يده أو سحبها منه أو معاقبته بالعقوبة التي تراهاquot;، مؤكداً أنه لم يصدر من الوزارة تجاه المحامي أي شيء في هذا الجانب.
جاءت عناوين الصحف السعودي الصادرة الثلاثاء، لتبرز نبأ العفو، فقد جاء في صحيفة الجزيرة، التي كانت أول من نقل الخبر:
quot;تأكيداً لما انفردت به 'الجزيرة'.. وزير العدل يعلن أمر المليك بالعفو عن فتاة القطيف والمرافق لها.. خادم الحرمين: الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة.quot;
أما الشرق الأوسط الصادرة من لندن فكتبت تقول: quot;خادم الحرمين الشريفين يعفو عن فتاة القطيف.. والبيت الأبيض يشيد.quot;
وبعد أن استعرضت أمر العفو، ونقلت تصريحات وزير العدل السعودي، أضافت قائلة quot;وفي واشنطن، أشاد البيت الأبيض أمس (الاثنين) بالعفو، وقالت دانا بيرينو 'إنه قرار صائب'، وقال توم كايسي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية 'نحن سعداء' بإعلان العفو.. 'وآمل أن ينهي ذلك القضية.'quot;
من جانبها نقلت صحيفة الرياض تحت العنوان التالي: quot;الملك عبدالله أصدر أمراً بالعفو عن العقوبة التعزيرية لفتاة القطيف.. خادم الحرمين: العدالة هي مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام مواطنينا وكل مقيم على أرضنا.quot;
وحول تعليقات القراء في صحيفة الرياض، فقد صبت معظمها في مدح العاهل السعودي بأمر العفو عن الفتاة، ومن هذه التعليقات، ما كتبه القارئ ناصر السالم، وقال: quot;نريد يا خادم الحرمين لمحتكم الأبوية في العفو عن الكثيرين يقبعون في السجون بلا ذنب وبلا قضية نساء ورجالاً انطلاقا من المبدأ (ولكون الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة).
وقال القارئ سليمان الحميدان: quot;صفعة قوية للأعداء ومن يصطاد في الماء العكر وهنا تبرز الحكمة واللين من غير ضعف فاعتبروا يا أولي الألباب.quot;
في حين كتب قارئ آخر اكتفى بذكر أنه محامي: quot;لا عزاء لك يا حميدان التركي من يتدخل لحل أمرك.. هنيئا للمحامي اللاحم لقد وعدت بان تخرجها براءة و نجحت.quot;
أما صحيفة quot;المدينةquot; فألقت نظرة على السبب الشرعي للإعفاء من العقوبة، وذلك في نقلها للخبر الذي جاء تحت عنوان quot;اليحيى لـ المدينة : ولي الأمر له حق الإعفاء من العقوبة التعزيرية.. خادم الحرمين يأمر بالعفو عن فتاة القطيف.quot;
ونقلت الصحيفة عن وكيل وزارة العدل، الشيخ عبدالله اليحيى قوله: quot;إن لولي الأمر الحق في الإعفاء عن العقوبة التعزيرية وفقاً لمصالح السياسة الشرعية موضحاً أن العقوبة التي صدرت بحق فتاة القطيف تعزيرية وولي الأمر له أن يعفو عن العقوبة التعزيرية أو يقرّها. وقال: إنّ ما صدر عن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يأتي انطلاقاً من المصلحة العامة والسياسة الشرعية.quot;
صحيفة اليوم الإلكترونية نقلت الخبر تحت عنوان quot;لوحشية المعتدين وإشكالات القضية.. الملك يعفو عن 'فتاة القطيف'.. التزمنا العدالة .. و'الخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة.'quot;
وعلى الجانب الآخر، نقلت صحيفتا الوطن وعكاظ الخبر، وأجرت الأولى اتصالاً مع زوج فتاة القطيف، في حين تابعت الثانية خبر العفو مع فتاة القطيف وزوجها.
فقد تابعت صحيفة الوطن الخبر تحت عنوان: quot;زوج فتاة القطيف: العفو مبادرة أبوية وضعت حداً لمأساة.quot;
وقالت الصحيفة: quot;من جهة أخرى وصف زوج فتاة القطيف العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في حق زوجته وإعفائها من العقوبة التعزيرية التي صدرت بحقها بأنه 'مبادرة أبوية وضعت حداً لمأساتنا العميقة ومعاناتنا النفسية' الممتدة منذ أكثر من عام ونصف العام.quot;
وتابعت تقول: quot;وقال لـ quot;الوطنquot; إنه كان ينتظر فرجاً من الله 'وقد تحقق على يد خادم الحرمين الشريفين.'quot;
وحول الخطوة المقبلة التي يستعد لها وزوجته، قال الزوج إن ما يهمه حالياً هو استعادة زوجته لحياتها الطبيعية، مضيفاً أنهما خاضا مواجهة شرسة مع القضية وتداعياتها منذ تقدمه بالشكوى ضدّ المتورطين في الاعتداء.quot;
وكشف الزوج أن موقفه استند إلى مسؤوليته عن زوجته، وقال 'من حقها عليّ أن أقف إلى جانبها إلى أن تأخذ حقها كاملاً'، وأضاف 'حين تعرّضت للاعتداء كانت تحت ذمتي.. ولم أقف معها لسبب عاطفي بل لكوني وليّها الشرعي والمسؤول عن حمايتها.. إن كل نشاطي في متابعة القضية استند إلى ما سوف يسألني عنه الله وليس إلى ما يسألني عنه الناس.'quot;
كذلك اتصلت صحيفة quot;عكاظquot; بفتاة القطيف وزوجها، وكتبت تحت عنوان: quot;زوجها يطير فرحا بالعفو الملكي.. فتاة القطيف: إنسانية خادم الحرمين الشريفين أعادتني للحياة.quot;
وقالت الصحيفة: quot;أكدت فتاة القطيف أن إنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإسقاط عقوبة السجن والجلد عنها.. بادرة غير مستغربة من ولي الأمر وملك الإنسانية.. مشيرة إلى أن العفو الملكي عنها فتح أمامها بابا للمستقبل والحياة الكريمة.quot;
وتابعت عكاظ: quot;ورفعت شكرها للملك عبدالله داعية الله عز وجل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناته ويثيبه الأجر والثواب. وقالت: إن بادرة الملك أعادت لها المعنويات المفقودة إثر الحكم المضاعف بجلدها 200 جلدة وسجنها 6 أشهر بتهمة الخلوة غير الشرعية في نوفمبر 2006م.quot;
وحول الزوج، قالت الصحيفة: quot;وعبر زوج الفتاة عن سعادته الغامرة بالعفو الملكي عن زوجته. مشيراً إلى أن البادرة لفتة أبوية جسدت إنسانية الملك عبدالله وأبوته للجميع وقال: هذه المواقف ليست مستغربة من ملك القلوب.quot;
وجاء في تعليق طريف لأحد القراء بعنوان quot;الحكيم عادلquot;: يا ريت يابو متعب يستنسخوا منك لتكون قاضيا في جميع محاكمنا كي تنعم البلاد بالعدل والرخاءquot;