ضحى السعفي من تونس : شحنة من الطاقة والإبداع هو أقل ما توصف به الفنانة التونسية عفاف بن محمود التي جمعت بين التمثيل والإخراج، وشاركت بأعمالها الفنية المتنوعة في مهرجانات مهمة ونالت الكثير من الجوائز التقديرية، ومؤخراً بدأت تخطو خطواتها الأولى نحو الإنتشار العربي حيث شاركت الفنان العراقي كاظم الساهر في كليبه الجديد quot;مدينة الحبquot;.عن تجربتها معه ونشاطاتها الفنية كان هذا الحوار :
هل تعتبرين أن انطلاقتك الحقيقة كانت عبر مشاركتك في quot;أخر فيلم quot; للمخرج النوري بوزيد؟
أعتبر أن الفيلم هو الذي قدمني بصورة إيجابية للجمهور، وأبرز موهبتي رغم أني قدمته مع المخرج العبقري النوري بوزيد قبل عامين تقريباً، أي قبل أن أدرس الإخراج في الجامعة وأعرف تقنيات غابت عني حينها .

هل نفهم أنك غير راضية على مستوى ادائك في الفيلم الذي نال العديد من الجوائز العالمية منذ عرضه؟
ربما لو كنت مثلته الآن لقدمته بطريقة أفضل ، فأنا إنسانة لا أرضى إلا بما هو مثالي .


باعتبارك تدرسين مادة الإخراج حالياً، فهل يقع اللوم على المخرج أو على الممثل في حالة إخفاق هذا الأخير في إقناع المشاهد؟
في هذه الحالة يقع اللوم على المخرج، لأن هذا الأخير يجب أن يضع كل ممثل في مكانه المناسب، وأن يخرج منه كل طاقته التمثيلية حتى وإن كان المشهد صغيراً جداً .

بدايتك كانت كممثلة مسرح ماذا عن تلك المرحلة من حياتك؟
حبي للتمثيل بدأ منذ الطفولة، حيث شاركت مع فرقة quot;سهام بالخوجةquot; لتعليم الرقص العصري، وكانت تلك الفترة مهمة في حياتي حيث أتاحت لي فرصة التعرف إلى أشخاص من الوسط الفني، بعدها مثلت في مسلسل تلفزيوني بعنوان quot;زهرة في خيالي quot; ثم شاركت في عدة مسرحيات تونسية منها quot;تركتك quot; لزهيرة بن عمار، مع العلم وأنني في تلك الفترة تدربت لمدة 4 أشهر على التمثيل مع المخرج فاضل الجعايبي، ثم توجهت لدراسة الإخراج في الجامعة، وتنوعت تجربتي بين تلفزيون ومسرح إلى أن وصلت للنوري بوزيد مخرج أهم فيلم تونسي quot;أخر فيلمquot;.

لماذا تعتبرينه أهم فيلم تونسي؟
لا أريد أن أظلم أعمالا مهمة أخرى ولذلك دعيني أقول إنه أهم فيلم لهذه السنة لأنه تناول قضية الساعة quot;الإرهاب quot;، ولماذا أصبح كل عربي مسلم في نظر الإنسان الغربي إرهابيا؟ وما هي الأخطاء التي تدفع بشبابنا إلى الوقوع في تلك الهفوات التي تحولهم إلى مجموعة من الإرهابيين، وغيرها من الأفكار الجريئة والجديدة. ومن ناحية أخرى فإن الفيلم نال العديد من الجوائز العالمية، والعربية، وشارك في أهم المهرجانات مثل مهرجان دبي مؤخراً ، ومصر ، وإيطاليا وغيرها..

نعلم أن المخرج النوري بوزيد هو مكتشف هند صبري ، فهل لديك نية تقليدها في موضوع الإنتشار العربي؟
لا أحب فكرة الإنتشار خارج حدود الوطن، لأنني أرغب في الانتشار من خلال بلدي كممثلة، كما أنني أنوي إخراج أفلام تهتم بمجتمعنا التونسي وتحاكي أفكارنا وتقاليدنا المغاربية .
أول فيلم تخرجينه كان quot;غصرة وأتعدات quot; وقد شارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي ونال جائزة تقديرية، فهل تعتبرين نفسك محظوظة أم موهوبة؟
أعتبر نفسي محظوظة بمشاركتي في مهرجان كبير وعالمي في أول فيلم أخرجه بنفسي، وأكتب فكرته، وحواره.. ولكن الموهبة تلعب دورا أساسيا كذلك في انتشار الفنان .

لماذا اخترت أسم quot;غصرة وأتعداتquot; والتي تعني quot; مشكلة ومرت على خير quot; كاسم للفيلم مع العلم وأنها كلمة غير مفهومة بالنسبة إلى المشرق العربي ؟
هي كلمة تخدم معنى الفيلم، كما أنني أرفض أن يقال عن لهجتنا التونسية بأنها لهجة غير مفهومة، لأنني أحب أن يبذل الأخر مجهودا ليفهمنا، لأننا نفعل ذلك مع أي ثقافة أخرى، والموضوع لا يتطلب أكثر من التركيز، والإستعداد للفهم.

شاركتِ مؤخراً في كليب غنائي للفنان القدير كاظم الساهر quot;مدينة الحبquot; فكيف تم اللقاء بينك وبينه؟
صادف وأن التقيته في الجزائر عندما كنت في عرض لفيلم جديد، ودار بيننا حوار حول أعمالي الفنية، ونوعية أدواري، فقدمت له نسخة من الفيلم الذي مثلته مع النوري بوزيد quot; أخر فيلمquot;، فاقترح علي بعدها فكرة العمل معه وحدثني حول فكرة الكليب، وفوراً قلت له لماذا لا تصور الكليب في العراق بما أنه يتحدث حول مأساة العراق؟؟ ووجودك مهم في هذا الوقت لأنك بذلك سوف تطمئن شعبك الذي يموت كل يوم.


صفي لنا ردة فعله؟
رمقني باستغراب لأنني كنت أتكلم بانفعال معه، وقال لي أستطيع أن أعرض نفسي للخطر لتصوير هذا العمل، ولكن لا أستطيع أن أخاطر بحياة فريق العمل، فشعرت بأن كلماته كانت نابعة من أعماقه واقتنعت برأيه لأنه تكلم بطريقة واقعية وصريحة .

وكيف كانت أجواء التصوير معه ؟
كاظم فنان كبير بأخلاقه العالية ، يتعامل مع الكل بندية، ويحاور كل العاملين بطريقة محترمة، مع العلم وأنني لم أكن من فريق معجباته في السابق، على عكس والدتي التي كانت تحفظ كل أغانيه عن ظهر قلب، وتتابع كل أخباره بشغف، فأنا لا أستمع إلى الفن العربي من الأساس .

وهل أصبحت بعد العمل معه من معجباته ؟
طبعاً، فهو فنان لا تستطيعين إلا أن تحترميه وتحبيه.

بعد نجاح تجربتك معه هل تنوين إعادة التجربة مع غيره؟
لا أعتقد ذلك ، فهي تجربة جميلة ولكنني لا أحب أن أحترف تصوير الكليبات لأنني أرفض التمايل والرقص في الكليبات، وقد وافقت على تمثيلي مع الفنان كاظم الساهر لأن الكليب كان يحمل رسالة وقصة جميلة ربما تكون قد حدثت بالفعل .

سلاف فواخرجي ، حنان ترك ،درة زروق من لفتتك أكثر حينما مثلت كاظم الساهر ؟
حنان ترك ، حيث أبدعت في تأدية الدور، وشعرت أن كل التركيبة كانت ناجحة بداية من كلمات الأغنية ولحنها وتصويرها .
ما هو جديدك في الوقت الحالي ؟
أقوم بالتحضير لفيلم قصير سيكون هو مشروع تخرجي من الجامعة، كما أشارك في فيلم جديد للمخرج النوري بوزيد، وهو فيلم يتناول موضوعا جريئا وجديدا بالنسبة إلى السينما العربية، حيث يتعرض لموضوع غشاء البكارة وكيف أن الفتاة تعيش مع زوجها في كذبة كبيرة طوال حياتها، وهو فيلم يحمل رسالة ونصيحة جادة للفتيات من دون ابتذال أو مشاهد ساخنة لأنني أرفضها .