مئتا جواد لدى غيورغ أولمس

ألمانيا تهتم بالخيل الأصيل أكثر من العرب

إعتدال سلامه من برلين: أصبح الحصان العربي اليوم محط إهتمام أوروبي، كما هي الحال في بلدان الخليج العربي. ففي أوروبا بدأت المنظمات المهتمة بتربيته والعناية به، بإقامة مهرجانات كبيرة يشاهدها المئات من الزوار من جميع أرجاء العالم، من بينها مهرجان الأصيل الذي يقام في بلدة اغيسن الألمانية. وعلى الرغم من تقدمه في السن وتجاوزه الثمانين، إلا أن الدكتور غيورغ اولمس صاحب دار النشر التي تحمل اسمه من أحد أهم مربي الخيول العربية في ألمانيا وصاحب مزرعة للخيول وعضو في نادي الأصيل للخيول العربية.

وركب اولمس فان الخيل العربي في الحادية عشرة من عمره، وكانت عائلته تملك يومذاك خيولاً من سلالات متعددة مثل الانكليزية والهانوفرانية، لكنه أعجب بحصان عربي دون ان يدرك مزاياه. ويقول عنه اليوم بأنه كان رائعًا في خطواته الرشيقة التي سحرته كطفل صغير، وعندما اصبحت مهنته تربية الخيل، اثر امتلاكه مزرعة الحماسة بدأ في التمييز بين انواع الخيول.

ويفتخر مربي الخيل العربي في انه ربى خيول ملك اسطبلات ملكية، منها واحد اصيل يعود اليوم الى مجموعة خيول الشيخ الراحل زايد بن سلطان ال نهيان واسمه حمزة الاصول، اضافة الى حوالى 200 حصان تتوزع حاليًا في اسطبلات متعددة في العالم.

وعبر خبرته الطويلة يمكنه التمييز بين الخيل الاصيل وغيره، خاصة ان نادي الاصيل قد وضع مواصفات لها. ومن وجهة نظره، فإن سكان نجد هم افضل المربين للحصان الاصيل، وهذا الفصيل من انقى الفصائل في العالم.

غيورغ أولمس مع أحد خيوله العربية الأصيلة
وما يميز الحصان الاصيل عن غيره أن الأصيل موفور الصحة ويقاوم الظروف المناخية الصحراوية القاسية، كما له قدرة وراثية كبيرة ، تتضمن الى حد كبير مناعة التناسل الداخلي، كما انه يستعيد نشاطه بسرعة بعد التعب والارهاق. ويعتبر المعلومات التي تتحدث عن وجود اكثر من نصف مليون من الخيول الاصليلة نقية الدم تم تسجليها خاطئة. اذ لا يوجد حسب احصائيات نادي الاصيل سوف 2 في المئة فقط تنطبق عليها تلك المواصفات. كما ويعتبر الخيول التي هجنت بأفراس انكليزية او بولندية او فصائل اخرى اصيلة امرًا خاطئًا ، فهذا يقلل من قيمة الحصان الاصيل.

ويأسف الدكتور اولمس لوجود عوامل قد تقلل من عدد الخيول الاصيلة في العالم، لأن الظروف التي تتوالد وتربي فيها بدأت تقل ، فالبدو لم يعودوا يعيشون في الصحراء كما كانت الحال في القديم، يضاف الى ذلك صعوبة تأقلم الخيل الاصيل بأي ظروف كانت، فهذا امر صعب عليه، لذا ادركت جهات خليجية مهتمة بتربية الخيل الاصيلة بضرورة متابعة السهر على تربيتها، وتحاول ان تخلق الظروف القديمة والمطلوبة كزيادة مسافات الجري في الصحراء وغير ذلك.
ويبرر اولمس سبب مساعي جهات عربية للحفاظ على اصالة الخيول العربية بأن لها خلفية تاريخية، وهي الابقاء على حضارة العرب العريقة وتقاليدها، كذلك استمرارية توارث خصالها وميزاتها ، فهو الحصان الوحيد الذي ترك اثارًا واضحة على تحسين سلالات عديدة للخيول في اوروبا.

وفي حالات نادرة تعيش الخيول الاصيلة 40 سنة ، لكن متوسط عمرها ما بين العشرين والخامسة والعشرين. واغلبها تبقى محافظة على لياقتها حتى سن العشرين واكثر بقليل، كما تبقى على درجة عالية من خصوبة الانجاب والذكاء التي تتصف به عادة والقدرة. والسبب في ذلك انها عبر قرون عديدة عاشت مع الانسان وتعلمت منه الكثير وذلك بعكس الخيول الاوروبية التي بقيت وما زالت سجينة مرابطها، ولا تخرج إلا عندما تكون هناك حاجة إليها. كما ان الحصان الاصيل لا يمتطى الا عندما يبلغ ثلاث او اربع سنوات، ويصبح جاهزًا للركوب عند بلوغه السادسة او السابعة من العمر ، لذا فهو حيوان ذكي يعرف كيف يتعامل مع صاحبه حتى في تحديد سنوات امتطائه.