إيلاف: نادرًا ما يتم تسليط الضوء على المرأة في أذربيجان، على الرغم من الدور الفعال الذي تلعبه في مجتمعها.
وعلى مر التاريخ، لطالما كانت الظروف المحيطة بالمرأة الأذربيجانية تسمح لها بأن تكون شريكة أساسية في التكوين الإجتماعي والسياسي للدولة.
ولموقع أذربيجان المتميز ولإعتبارها جسرًا بين الشرق والغرب، تجمع المرأة الأذربيجانية بين مزايا المرأة الشرقية وعصرية المرأة الغربية.
وتعتبر سيدة أذربيجان الأولى quot;مهريبان علييفاquot; خير مثال للمرأة في بلدها، حيث تشغل زوجة الرئيس الأذربيجاني الحالي مناصب عدّة فهي طبيبة، وعضوة في الجمعية الوطنية بأذربيجان، وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة، ورئيسة لعدد من المنظمات الخيرية والثقافية.
تنتمي مهريبان علييفا إلى الطائفة الشيعية التي تتمثل النسبة الأكبر من شعب أذربيجان، ولدت في الـ 26 من أغسطس/آب 1964 لأسرة على درجة عالية من التعليم و الثقافة.
والدها عارف باشييف ابن الكاتب مير جلال باشييف، حاصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء والرياضيات، ويتولى حاليًا عمادة الأكاديمية الوطنية للطيران في العاصمة الأذربيجانية (باكو). والدتها تدعى عايدة إيمانغويليفا أستاذة في علوم اللغة العربية و فقهها.
تخرجت مهريبان من المدرسة الثانوية بباكو عام 1982، حاصلة على الميدالية الذهبية تقديرا لنجاحها الدراسي الملحوظ. بعد عدة أشهر إلتحقت بالجامعة الأذربيجانية لدراسة الطب ثم إنتقلت بعدها إلى موسكو لاستكمال دراستها بأكاديمية quot; Sechenovquot; الطبية، حيث تخرجت بشهادة فخرية عام 1988.

ـ حياتها المهنية
في الفترة بين 1988-1992 عملت مهريبان في معهد البحوث العلمية لأمراض العيون في موسكو تحت إشراف الدكتور ميخائيل كراسنوف.
عام 1995 أسست جمعية أصدقاء منظمة أذربيجان للثقافة، ولحرصها على إنتشار تقافة بلدها أصدرت عام 1996 مجلة quot;Azerbaijan-Irsquot; بثلاث لغات هي: الأذربيجانية، الإنكليزية، والروسية، وهي ترأس تحريرها وتهدف من خلالها إلى تعزيزالثقافة الأذربيجانية ونشرها.
حيث كرست أعدادًا من المجلة لتسليط الضوء على بعض المبدعين الأذربيجانيين كفيدان، خورامان غاسيموفس، وراشد بيبوتوف.
و من ناحية أخرى, أُنتخبت مهريبان رئيسة لإتحاد أذربيجان للجمباز عام 2002، و كان عملها الدؤوب سببا في إختيار أذربيجان لتكون الدولة المضيفة لفعاليات المسابقة الدولية للجمباز الإيقاعي عام 2005.
عام 2004 أنشات مؤسسة حيدر علييف لتنظيم و عقد الفعاليات التى تدعم من رؤية و فكر حيدر علييف السياسي.
وفي سبتمبر/أيلول 2004 عُينت مهريبان علييفا سفيرة النوايا الحسنة للتراث الشفهي والموسيقي وذلك لدورها الفعال في نشر ودعم الموسيقى التقليدية، والأدب، والشعر، بالإضافة إلى حرصها على تعزيز التربية الموسيقية والتبادل الثقافي الدولي.
ومنذ عام 1995، تنحصر أنشطة مهريبان علييفا في مجالات الثقافة، التعليم، والرياضة. فمن خلال مؤسسة أصدقاء الثقافة الأذربيجانية تمكنت من التعريف بثقافة بلادها مع الحفاظ على الجوانب الإقليمية والوطنية، وذلك عن طريق تنظيم المهرجانات، والمؤتمرات، والحفلات الموسيقية.
وقامت السيدة علييفا بإنشاء مركز quot; Mughamquot; في العاصمة باكو، بهدف الترويج للموسيقى الكلاسيكية التقليدية في أذربيجان على مستوى العالم.
ومن ناحيتها، تهتم السيدة الأولى بالأطفال وتحرص من خلال مؤسساتها الخيرية على معالجة مشكلات الطفولة المبكرة، فتعمل على دعم و تطوير دور الأيتام بشكل دوري. كما تواظب مهريبان علييفا على إفتتاح المدارس الموسيقية، وتوفير العلاج للأطفال مرضى السكري.
ومن موقعها كسفيرة النوايا الحسنة للتراث الشفهي والموسيقي، تشجع مهريبان المؤسسات المعنية بحماية التراث الثقافي المتمثل في التقاليد والتعابير الشفوية، والفنون المسرحية، والحرف اليدوية التقليدية.
وعلى صعيد أخر، أنتخبت مهريبان علييفا عضوًا تنفيذيًا للجنة الاوليمبية الوطنية في أذربيجان.
كما دخلت الحياة السياسية عام 2004 عندما أصبحت عضوا في حزب أذربيجان الجديد .
و عام 2005 و خلال الأنتخابات البرلمانية , أُنتخبت لتنضم إلى الجمعية الوطنية في أذربيجان.

ـ جوائز
حصلت وبناءً على إستفتاء شعبي عام 2005 على لقب إمرأة العام. كما تعتبر أول سيدة تحصل على جائزة quot; Knight of the Ruby Crossquot; من الصندوق الدولي للأعمال الخيرية، وذلك لمساهماتها الخيرية والإنسانية الواضحة. ومنحت في موسكو عام 2007 جائزة القلب الذهبي الدولية.
وفي أغسطس/آب 2009 تم ترشيحها لجائزة إمرأة القرن الحادي والعشرين، كما كُرمت في مهرجان نياغرا وحصلت على أرفع جائزة بالمهرجان وهي
quot; World Golden Rose Awardquot;.

ـ حياتها الخاصة
تزوجت مهريبان علييفا من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في ديسمبر/كانون الأول 1983. لديهما إبنتان ليلي ( 1986) و أرزو ( 1989) و صبي وحيد حيدر ( 1997), كما أن لديهما حفيدان.