توفي اليوم الفنان، صادق علي شاهين، عن عمر يناهز الـ79 عامًا بعد معاناة مع المرض.
بغداد: نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان، صادق علي شاهين، الذي توفي صباح اليوم الجمعة في منزله في بغداد بعد معاناة طويلة مع المرض.
واستبدل الأطباء شرايين قلبه قبل نحو سنة، لكن ذلك لم ينقذه، وكما قالت زوجته المذيعة السابقة ليلى الحمداني: مكث في البيت rlm;لا يخرج وحالته تتدهور صحيًا، rlm;فقد الوعي بسبب جفاف قشرة rlm;الدماغ وضعفت ذاكرته وأصابه rlm;خمول ونسيان وأجهزت الجلطة rlm;على ما تبقى من صحته، إذ فقد rlm;النطق وتوقف عصب اليد عن rlm;الإستجابة، ولم يعد يقوى إلا على rlm;بضع خطوات يمشيها بصعوبة، ثم تعرض الى كسر في عظم الفخذ، أقعده تمامًا وزاد من أوجاعه حتى فارق الحياة عن عمر يناهز 74 عامًا.
والفنان شاهين من مواليد مدينة بغداد سنة 1939، عانى الكثير في طفولته بداية بسبب العمى في سنواته الأولى لكنه عولج على يد طبيب الماني، وكذلك في دراسته الأولية في الكتاتيب لكنه واظب واجتهد حتى اكمل دراسته الابتدائية ثم الثانوية، وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة سنة 1964 ndash; 1965.
مارس العمل في مجال الإذاعة والتلفزيون، والسينما والمسرح، وقدم الكثير من البرامج الإذاعية إعداداً وإخراجاً. عمل في الإذاعة منذ عام 1959 مع فرقة الفنون الشعبية للتمثيل، وظهر في عام 1959 في أول تمثيلية تلفزيونية quot;يريد يعيشquot;، ليبدأ رحلة استمرت نحو نصف قرن.
كان مميزًا في ادائه لاسيما في ادوار الشر، شغل الفنان مناصب عديدة أهمها مدير الإنتاج التلفزيوني في تلفزيون العراق منذ عام 1979 ولغاية 1983 الذي أداره بنجاح وقدم خلال هذه المدة العديد من الأعمال والمميزة، لكنه بعد عام 2009 بدأ يغيب عن الحضور الى دائرة السينما والمسرح بعدما وجد أن صحته لا تساعده، ومن ثم اختفى إلى أن بدأت أخبار اعتلال صحته تتوالى.
عمل في الإذاعة منذ عام 1959 مع فرقة الفنون الشعبية للتمثيل التي كان يرأسها الفنان المرحوم مهند الأنصاري، وتوجد شهادة بذلك من مدير الاذاعة السابق عبد الرحمن فوزي، وعمل في قسم التمثيليات والبرامج الخاصة عام 1962، وفي عام 1964 قدم اول مسلسل إذاعي في (14) حلقة عن الفارس العربي (سعد بن ابي وقاص) من اعداده واخراجه، وفي عام 1966 قدم مسلسل (ابن زيدون)، وطوال عمله قدم الكثير من البرامج الاذاعية إعدادًا وإخراجًا.
وفي مجال التلفزيون إشترك عام 1959 في أول تمثيلية تلفزيونية quot;يريد يعيشquot;، وشارك في العشرات من المسلسلات والسهرات من أهمها (جرف الملح) تأليف صباح عطوان وإخراج ابراهيم عبد الجليل والذي أدى فيه دورًا مميزًا منحه شهرة واسعة، وهو شخصية (ملا فاخر) الذي يتعرض للضرب من اهل القرية التي يجري فيها تمثيل العمل لان الناس اعتقدوه مشعوذًا حقيقيًا.
وفي السينما اشترك بـ 16 فيلما أولها فيلم (اوراق الخريف) اخراج حكمت لبيب عام 1963، وآخرها فيلم (الملك غازي) اخراج محمد شكري جميل عام 1993، وفي المسرح له حضور واضح من خلال عشرات المسرحيات ابتداء من مسرحية (كلنا بشر) إخراج مهند الأنصاري عام 1960 وانتهاءً بمسرحية (حفلة لسيد محترم ) إخراج قاسم وعل السراج.
خلال مسيرته الفنية الطويلة شغل العديد من المناصب منها سكرتير لقسم الإنتاج التلفزيوني (1966 ـ 1968)، رئيس قسم التنسيق لبرامج المحافظات (1967 ـ 1968)، رئيس قسم التنسيق التلفزيوني في تلفزيون العراق منذ عام 1968 ولغاية 1979، سكرتير لجنة تخطيط البرامج في تلفزيون العراق منذ عام 1968 ولغاية 1979، مدير الانتاج التلفزيوني في تلفزيون العراق منذ عام 1979 ولغاية 1983.
الفنان الراحل صرح لنا ذات مرة في حوار معه: quot;التمثيل منحني السمو والترفع عن الكثير من الأمور، التمثيل هو تطهير لنفس الإنسان من أدران الحاضر والماضي كما يقول أرسطو، التمثيل جعلني أتسامى وأترفع، وكثيرًا ما أرى الاشياء صغيرة في دوامة الحياةquot;.
رحم الله صادق علي شاهين إنسانًا وفنانًا.
التعليقات