أثارت الفنانة اللبنانية نايا الحساسية الدينية في الوسط اللبناني بحيث اتهمها البعض بأنها أهانت الصليب والديانة المسيحية في الفيديو كليب الجديد "أنا بكيفي" الذي عادت به إلى الوسط الفني، إلا أن المسألة تطورت للمطالبة بوقف&الكليب ومحاسبتها، فيما لجأت بدورها للتهديد بالملاحقة القضائية.


&& بيروت: أثارت الفنانة اللبنانية نايا الحساسية الدينية في الوسط اللبناني بحيث اتهمها البعض بأنها أهانت الصليب والديانة المسيحية بحركةٍ جسدية تظهر وكأنها تجسد فيها رمز الصليب لتنهي الحركة على عضوها التناسلي، وذلك في الفيديو كليب الجديد "أنا بكيفي" الذي عادت به بعد طول غياب إلى الوسط الفني. فهل أثارت هذه الجدلية بحركةٍ نفذتها قصداً حتى تُسلِط الأضواء عليها، أم أنها فعلاً لم تقصد الإساءة لأي ديانة وفُسِّر ما قامت من حركات بطريقةٍ ظالمة وبقصد النيل من سمعتها كما&ذكرت في بيانها الإعلامي؟!

لا شك أن العصبيات الطائفية في المجتمع اللبناني تسكن كالجمر تحت الرماد في نفوس معظم اللبنانيين الذين ينتظرون أبناء الديانات الأخرى على المفرق ليصطادوا المواقف ويفتعلوا الخلافات من لا شيء في غالب الأحيان. فمن يرى الكليب يشعر بجرأتها في تأدية المشاهد، وقد يكون "الكليب" Over بمشاهده، ولكن حركتها التي اتهمت فيها بإهانة الصليب ليست ظاهرة بشكلٍ مؤكد على أنها قصداً لإهانة رمزاً دينياً. ربما تعمّدت هذه الفنانة الشابة&استخدام جرعةً فائضة من الجرأة حتى تجذب الأنظار وتثبت نفسها على الساحة الفنية، خاصةً أن البعض يرى فيها مشروع نجمة تحاول السير على خطى&النجمات الأجانب،&علماً أن&كثيرون اعتبروها&تحاول تقليد النجمة العالمية ريهانا وغيرها من الأجنبيات الجريئات، خاصةً أنها سبق وقلدتهن بنشر صور العري عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "إنستغرام"..! وفي هذا السياق&يصفها البعض بالباحثة عن الشهرة السوداء، إلا أنها اعتبرت في&بيانها الاعلامي أن البعض يحاول التشهير بها والنيل من صورتها أمام الرأي العام!

والجدير بالذكر أن الجدل لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن صفحتها على "تويتر" لاقت هجوماً عنيفاً اتُهِمَت فيه بالزندقة والكفر من الشيخ "أبو النعمان" الذي حرّم مشاهدة الفيديو كليب بسبب ما وصفه "بارتدائها الملابس الخليعة وشربها الخمر"، فيما تحرّك المركز الكاثوليكي للإعلام بدوره مطالباً بوقف عرض "الفيديو& كليب" ومحاسبتها.

وسط هذه الجدلية نتساءل، هل لاحظ أحدهم أن هذا الكليب من إخراج "المسيحي" ميشال تقلا؟ فالسؤال يفرض نفسه هنا: هل قصد بدوره إهانة ديانته وصليبه علماً أنه من المسلمات في عالم الإخراج أن المخرج هو من يضع رؤية وتصوّر الكليب ومشاهده؟! أليس هو من أشرف على تصويره ومونتاجه؟ فكيف له بأن يرضى عنه ويمهره بتوقيعه إن كان العمل يهين ديانته؟! هل وقف أحدهم عند رأيه وسأله شرح ملابسات مشاهد الكليب؟!

إنها فعلاً لجدلية محيّرة في مجتمعٍ يبحث عن الحبة ليفتعل منها قبة ويبني عليها الجدليات بحساسيةٍ مقززة في بعض الأوقات. فالمراقب لهذا الجدل الذي حرّك عصبيات الأقلام يرى أن الأمر قد تخطى حده بالمبالغة، رغم أن المشاهد الجريئة في الكليب تطغى على كل انتقادٍ آخر فيه! وقد يكون الأهم هو التساؤل المشروع هل تُهان الأديان السماوية فعلاً بتصرفاتٍ عبثية من قبل&أفراد؟ أين حصانة الدين البديهية التي تتمثل بتأكيد تمسك المؤمنين به؟ ولماذا يخشون على دينهم طالما هم يتبعونه ويعتنقونه بقناعةٍ تامة؟ هل يعقل أن تشوِّه أفعال أي إنسان قدسية أي دين سماوي؟ لسنا بموقع الدفاع عن نايا، ولا بموقع الهجوم على أي معتقد ولا دين ولا على القيمين عليه أو الذين ينصبون أنفسهم محامين عن الأديان، لكن،&ألم يكن من الأجدى انتقاد الكليب لقسوة مشاهده على سبيل المثال؟ أو لبعثرة أفكارة المجسدة بالصور؟ أو بالبحث عن رسالته؟!&وهل هناك إساءة لأي دين أكبر&من خوف المؤمنين به من&أذية صورته بعملٍ فني؟! وهل يتأثر&الدين وهو شرع الله بأفعال المرء&باعتبارها خطيئة؟!

من جهتها نايا، أعادت نشر تغريدة "ابو نعمان على صفحتها" معلقة باللبناني الدارج: “هلق أتأكدت انوً كليبي كسّر ام الدنيا"، وعبّرت بالتالي عن لامبالاتها بالإنتقادات والإتهامات. وكأنها تقول أنها بهذه الضجة التي أثارتها قد أخذت حقها من الشهرة وأعطت الكليب حظه من الإنتشار السريع دون أن تتكبد عبء الإعلانات! لكنها إذ حسمت الجدل من جهتها مؤكدة على أنها لم تقصد إهانة أي دين، حذّرت أنّ "أي تناول أو إساءة أو تعرّض أو تشهير لاسمها من أي نوعٍ كان، سيكون موضوع ملاحقة أمام القضاء لأجل وضع حدّ للأكاذيب ومحاولات الابتزاز وكلّ محاولات تحوير الوقائع." فهل سيبقى&باب الإتهامات&مفتوحاً وسط القيل والقال؟ أم أن البعض سيكتشف أنه وقع ضحية نفسه كمروِّج للكليب على حساب العصبيات الدفينة بدلاً من صب النقد على الناحية الفنية لهذه الأغنية والكليب الذي تعود به الفنانة الشابة بعد طول غياب؟!

في المحصلة، كسبت نايا شهرةً رفعت رصيدها الفني بانتشار اسمها وكليبها على عكس ما يريده الغاضبون!

فيما يلي روابط تنقل وقائع الهجوم عبر "تويتر وإنستغرام" وتعرُض الفيديو كليب:

&