برعاية الملك محمد السادس، وتحت شعار "نساء مشيدات"، إفتُتِحت أمس الجمعة الدورة الثانية والعشرين من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالعرض الفني "سماء مرصعة بالنجوم".


الرباط: برعاية الملك محمد السادس، وتحت شعار "نساء مشيدات" إفتُتِحت أمس الجمعة الدورة الثانية والعشرين من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالعرض الفني "سماء مرصعة بالنجوم"، وذلك في حديقة "جنان السبيل"، القريبة من فضاء الحفل، المسمى "باب الماكينة".

وانطلق هذا العرض الفني الشيق، تحت رئاسة الأميرة للا سلمى، مرفوقة بالشيخة موزة بنت ناصر، والدة امير قطر في إخراج فني يمزج بين الموسيقى والإضاءة والرقص، مستحضراً لمحات من تاريخ نساء، لعبن أدوارا طلائعية في التاريخ، وكانت لهن بصماتهن في العديد من المجالات في المملكة المغربية، وما زالت أثارهن شاهدة عليهن.

وكان العرض مبهراً، بتعابيره وإيقاعاته وتقنياته البصرية وصوره الضوئية وأغانيه وتموجاته الموسيقية، التي أبدعت في عزفها أوركسترا أعطت للتاريخ نكهته وأصالته وعبقه وعراقته.
وكل النساء المحتفى بهن في العرض، سواء كن من المغرب، أو من بلاد المشرق كن يثرن الانتباه، من خلال الحكي والسرد، إلى أن مرورهن في هذه الحياة لم يكن عادياً، بل كان منتجاً، وذا قيمة مضافة لما حققه أشقاؤهن الرجال العرب في مخالف مناحي الحضارة والثقافة والبناء والفكر.

ولم يفت الأميرة للا سلمى والشيخة موزة بنت ناصر، أن تستقبلا مجموع الفنانين الذين كانوا وراء نسج هذا العمل الفني المتكامل، شكلا ومضمونا، والذي خلف وراءه عبارات الإعجاب والاستحسان على ألسنة كل الحاضرين، في ليلة كانت فعلا مرصعة بالنجوم.

ووسط برنامج مكثف، وإلى غاية يوم 14 مايو الجاري، تتواصل فعاليات الدورة 22 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تسهر على تنظيمها كل سنة في مثل هذا الوقت، مؤسسة "روح فاس".

وجريا على عادته، في استضافة بلد معين، كضيف شرف، وقع الاختيار هذا العام على بلد عريق هو الآخر في حضارته الضاربة في عمق التاريخ، هو الهند، ذلك البلد الذي تمتزج فيه الموسيقى بالعشق، والحياة بالأساطير، والعادات والتقاليد بالعصر.

والجدير بالذكر، هو أن "فاس" تتحول خلال هذه الفترة من الشهر بساحاتها ومعالمها التاريخية وفضاءاتها وساحاتها العمومية، مثل " باب بوجلود" و"باب الماكينة" و"جنان السبيل" وغيرها إلى أماكن للفرجة والإحتفال، فتستقطب السكان كما السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، بحثا عن الفرح والهدوء.

وتبعا لذلك، تشهد هذه الفترة أيضا انتعاشا يعود بالنفع على مظاهر الحياة السياحية والاقتصادية والاجتماعية، ويتجلى ذلك في العديد من أوجه الرواج، على مختلف الواجهات، مثل النقل والاستهلاك والمبيت في الفنادق، ومبيعات الصناعة التقليدية، التي تعتبر فاس قلعتها التاريخية .

ولا يشكل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ملتقى للإيقاعات الموسيقية القادمة من مختلف أنحاء العالم فحسب، بل هو كذلك منتدى للتلاقح الفكري والحضاري، والدليل على ذلك، هذه السلسلة من الندوات، التي سوف تقام بالمناسبة، انسجاما مع شعار الدورة 22 :"نساء مشيدات"، بحضور ومشاركة مفكرين مشارقة ومغاربة، سوف ينكبون على مناقشة واستحضار مسارات نساء عربيات متميزات، مازال حضورهن البهي مشعا في العديد من حقول الفكر والفلسفة والفن والسلطة والتربية وكل الأنشطة المرتبطة بالحياة العامة.