مدينة تدمر
Getty Images
مدينة تدمر الأثرية

بدأ منظمو الرحلات السياحية الروس في أخذ السياح إلى سوريا على الرغم من التحذيرات الحكومية للمواطنين بتجنب السفر إلى هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وبدأت شركتان بتقديم برنامج رحلة، يشمل زيارة سبع مدن سورية تنطلق من العاصمة اللبنانية بيروت، وفقا لعدد من وسائل الإعلام الروسية.

ويشمل خط سير الجولات التي تستمر ثمانية أيام، العاصمة دمشق ومدينة حلب و "عروس الصحراء" مدينة تدمر.

وتبلغ تكلفة الجولة 1950 دولارا أمريكيا، ولا تشمل تذاكر الطائرة أو رسوم التأشيرة أو التأمين.

لكن في أعقاب تقارير إعلامية عن الجولات، أصدرت الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة توصية إلى جميع الشركات السياحية بالتوقف عن تنظيم رحلات إلى سوريا، ونصحت السياح الروس بتجنب الرحلات إلى البلاد حتى "عودة الأمور إلى الوضع الطبيعي".

"لا ذكر للحرب"

ويبدو أن التحذير كان له تأثير جزئي، حيث عمدت إحدى الشركات السياحية واسمها، كيلمنجارو، إلى سحب إعلانها.

وكانت كيلمنجارو قامت بأولى رحلاتها إلى سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، و أعلنت عن خطط لرحلة أخرى في 3 أبريل/ نيسان 2020 على موقعها على الإنترنت، قبل أن تتخذ قرارا بإلغاء سوريا من قائمة وجهاتها.

أما شركة ميركل للسياحة فما زالت عازمة على القيام برحلتها إلى سوريا في 14 مارس/ آذار 2020، حسب موقع الشركة.

ووَصفُ شركة ميركل لجولتها التي أسمتها "أساطير الشرق الأوسط"، يتضمن خلفية تاريخية للأماكن التي يجب زيارتها، لكنه لا يقدم تحذيرا للسياح المحتملين من المخاطر المحتملة لزيارة بلد مازال في خضم الحرب.

وأشار المنظمون إلى أن خط سير الرحلة لا يذهب إلى أي مكان بالقرب من محافظة إدلب الشمالية الغربية، آخر معاقل مسلحي المعارضة في سوريا. كما أوضحوا أن رحلاتهم تأتي في إطار استئناف للجولات التي تم تعليقها بسبب انعدام الاستقرار السياسي في البلاد.

ويصف دليل "لونلي بلانت" السياحي سوريا بأنها أحد أكثر الأماكن خطورة على الكوكب. وينصح الناس بالعبارة التالية "لا يمكنك الذهاب، وإذا استطعت، فلا ينبغي عليك ذلك".

حلب
Getty Images
تعرضت مدينة حلب لدمار هائل خلال الحرب

فكرة "جنونية"

وقد لجأ الكثير من الروس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن وجهة نظرهم حول تلك الوجهة السياحية المثيرة للجدل.

وكتب أحد المستخدمين في أحد منتديات الحوار "البلد مثير جدا لكن الذهاب إلى هناك الآن فكرة جنونية".

وكتب مستخدم آخر على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدة ساخرة قال فيها "سيُسلّم الأشخاص مدفعا رشاشا وخوذة عند دخول البلاد".

كما قال مدون آخر ساخرا "التكلفة تبلغ حوالي 2000 دولار، أي أنك تأخذ أموالا من الروس لتريهم كيف تم إنفاق أموالهم في وقت سابق، إنها فكرة مثيرة للاهتمام".

وعلى الرغم من أن فكرة زيارة سوريا قد تبدو جنونية بالنسبة للكثيرين، إلا أنها أثبتت جاذبتها لدى السائحين الأكثر جرأة.

ووفقا لخدمات الحدود الروسية فقد زار سوريا في عام 2019 نحو 334 سائحا روسيا، وهذا الرقم يشكل ثلاثة أضعاف عدد السياح الروس عام 2018.

ويقدر خبير الشرق الأوسط، غريغوري ليونتييف، أن تصل أعداد السياح إلى عشرات الآلاف - خلال فترة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات.

ومن بين زوار سوريا هذا العام، ايليا فارلاموف، المدون الروسي الذي يتمتع بشعبية كبيرة.

وقد كتب تدوينة طويلة عن تفاصيل رحلته وعن التجربة التي اختبرها في تلك الرحلة.

وقال "سوريا ليست مجرد بلد يرزح تحت وطأة الحرب، هناك مدن كبيرة، وآثار عريقة وهناك أيضا منتجعات. وعلى الرغم من حقيقة أن البلاد ظلت غارقة في الحرب الأهلية لسنوات عديدة، إلا أن الحياة مستمرة فيها".